بالقرآن  نحيا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا أحمد الله سبحانه الذي لولاه ما تيسر هذا اللقاء ولولاه ما حفظنا كتابا، ولا علمنا سنة، أسأل الله سبحانه وتعالى الذي يسر هذا اللقاء بفضله وحده أن يجعله خالصا له وحده، وأسأله سبحانه أن لا يجعل حرف ولا نفس ولا حركة ولا سكنة إلا نبتغي بها وجه الله سبحانه وتعالى، وأن يقبلها منا جلَّ في علاه، توفيقا من عنده وإخلاصا له سبحانه، وأصلي وأسلم على أشرف من وطئت قدمه الثرى بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام أما بعد: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن أصاب ليلة القدر إيمانا واحتسابا، أسأل الله أن لا يفرقنا إلا وقد كتبنا عنده من العتقاء من النار ومن يشاهدنا ووالدينا وأحبابنا.

أحبتي حينما قال لي الشيخ أبو سعود جزاه الله خيرا عن الجزء الواحد والعشرين فقلَّب المسكين النظر في كتاب الله سبحانه وتعالى فكيف نتحدث عن جزء من القرآن في حلقة ؟ نحن لا نستطيع أن نتحدث عن آية من القرآن في حلقات.

يقول ابن صلاح إمام المفسرين - رحمه الله - "واعلم أن الله لو فتح عليك في آية واحدة ألف معنى" بالمعنى: جلست تؤلف ألف معنى من آية واحدة لم تكن هذه كل المعاني التي يريدها الله في الآية لأن كلام الله صفته وصفة الله لا يدركها أحد"

أنت تعلم من صفات الله على قدر عقلك لكن هل كل ما عرفته عن العليم هو نفسه الذي عند الله ؟

لا,, لكن نحن مساكين على قدر عقولنا.

وأنا أقلب النظر سبحان الله وهذا الكلام والمعنى في بالي تذكرت آية في سورة لقمان تعبر عن العجز الذي أحاول أن أوصله الآن، هذا الكلام الركيك الذي يقوله البشر المسكين جاءت آية محكمة عظيمة في كتاب الله وفي نفس الجزء الذي سنتحدث عنه تبين أن هذا المسكين يريد أن يوصل فكرة والفكرة هذه من المستحيل أن تتحدث عن كتاب الله سبحانه وتعالى ولا حتى عن آية في حلقات فكيف في حلقة ؟

قال تعالى " وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  "

معنى هذا الكلام لو أوقفنا الآن الزراعة في بلدان الدنيا كلها، وأغلقنا غابات العالم كلها، ولا شجرة ينتفع بها لا لأكل ولا لصناعة ولا لبناء.

كل الأشجار معطلة بسبب قضية واحدة,, ما هذه القضية ؟

أن نصنع منها أقلام كل أشجار الدنيا، وأوقفنا البحار لا أحد يأخذ منها قطرة وقلبناها حبرا، فالأشجار كلها أقلام، والبحار كلها حبر، لو أعطينا علماء الدنيا كلهم علماء الجيولوجيا وعلماء الفقه وعلماء البلاغة، وقلنا خذوا هذا القرآن مذ أن تولد إلى أن تشيب وأنت تأخذ من هذه الأقلام وتكتب، البحر هذا سيجف. جف البحر ؟ كل بحار الدنيا ؟ نعم والأشجار كلها انقضت ؟ لم يعد هناك قلم ؟ لم يعد هناك شجرة ولا عود ؟ إذن هل تنتهي كل كلمات الله والمعاني التي فيه ؟

قال تعالى "  قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً " مداد أي حبر " لَنَفِدَ الْبَحْرُ " أي: لم يعد هناك قطرة يغمسون، لا يوجد شيء نفد البحر "  قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً "

علمت مقدار العجز الذي أحسست به يوم قيل لي تحدث عن تدبر القرآن، جزء كامل، فنحن لا نستطيع يا إخوة فنحاول بإذن الله أن نمسك بعض القطرات من هذا البحر العظيم.

في نهاية سورة العنكبوت بدأ الجزء الواحد والعشرين ونحن لا نستطيع أن نتحدث عن نهاية الواحد والعشرين لكن نأخذ السورة التي انتهى عندها هذا الجزء وإذا الله سبحانه يسر سينفع الله بهذا اللقاء وأسأله سبحانه أن يتولاه كله.

سورة العنكبوت، القرآن كله يا إخوة لا يحتاج عين لو كنت أعمى تستطيع تستفيد من القرآن، ولا يحتاج أذن ولا يحتاج لسان تقرأ يحتاج عضو واحد هو أهم عضو لكي نستفيد من هذا القرآن ونحس بطعمه قال الله سبحانه "  أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ  " نحس بطعمه ؟ نعم أم لا. تمسك المصحف ولا تريد أن تفتحه ؟ تقرأ الآية كيف أذهب للتي بعدها أريد أن أستفيد منها ؟ تسمع الآية ؟ أم الخيار الثاني أسأل الله سبحانه أن لا يجعلني وإياكم منهم " أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " حافظ ؟ حافظ، يقرأ ؟ يقرأ، يرتل ؟ يرتل لكن لم يصل القرآن لقلبك ؟ لا تستفيد بشيء، هناك قضية تحصل مع الناس كثيرا في رمضان يعني: يقرأ في المسجد ويقرأ في السيارة ويقرأ في البيت ثم ينسى أين وقف ؟ ثم يفتح المصحف ويعتقد أن السورة هذه فيقرأ، بعد خمس صفحات يتذكر هذا الكلام مر عليه كله والخمس هذه التي لم يتذكرها هذه كلها كانت فوق لم تلامس القلب وفي الأصل أنه لم يكن حاضر يوم قرأتها، كل هذا كلام في الجزء العلوي لكن الآية التي مرت في القلب وقفت معها قليلا فكيف لو تدبرناها ؟

أسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا.

لنبدأ بسورة العنكبوت واعلم أنك عندما تبدأ السورة من البداية "صدر السورة" تقرأ فتعرف ماذا ستتحدث عنه هذه السورة ؟ وتعرف ماذا ستختم به السورة هذه حتى لو لم تحفظها.

لنتحدث عن بداية سورة العنكبوت " الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ ...." لا يقصد المؤمنون يقصد الناس كلهم "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا " مع أنه قال مؤمن ولم يسمه الله مؤمن بل سماه الله من الناس، مع أنه قال مؤمن وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لكن ما زال مع الناس، عند الله مصنف من الناس، ما هو الشيء الذي ينقله من الناس إلى صنف آخر ؟ قضية واحدة مع أنه قال مؤمن،  ما هذه القضية ؟ هي الفتنة " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ " إذن بعد الفتنة يتبين أنت من الناس أم من المؤمنين  ؟ أم أجارنا الله وإياكم من المنافقين ؟ قبل الفتنة أنت من الناس ؟ إذن بماذا نُفتن ؟ ما معنى الفتنة ؟ يا إخوة القرآن عظيم وأعظم تفسير هو تفسيرالقرآن بالقرآن، يا إخوة الكلام هذا يهمنا، بعضنا يقرأ القرآن لكي يختم لا، الكلام الذي هنا يطبق عليك فوق الأرض، إذا لم تفهمه يطبق عليك تحت الأرض، ويطبق عليك يوم العرض ولهذا كل الآيات " أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ " أخبرك الله ماذا سيحدث لك الآن ؟ " أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ " الفتنة هذه ما هي ؟ ما هي الفتنة هنا ؟ هل الفتنة هذه تصبح خير أم شر ؟ بمعنى هل أفتن بشيء جميل أم بقضية مصيبة ؟

هل الفتنة دائما تكون خير أو شر ..؟

في كلا الأمرين

الدليل (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )

يعني ممكن يعطيك الله سبحانه مال وتحسبه خير لك..!

لا .، هو فتنة ، أنت مفتون الآن

وممكن يعطيك الله الفقر ويكون فتنة

يعني ممكن يفتني الله بمال ويفتني بفقر

لكن بعد الفتنة هذه يتبين هل أنا مؤمن أو غير مؤمن

عندما أعطاني الله المال فتنة سخّرت هذا المال فيما يرضي رب العالمين

نجحت أو رسبت ؟

نجحت

طيب أعطاني الله المال وسخرته في معصية الله

نجحت أو رسبت ؟

رسبت

طيب أعطاني الله الفقر وصبرت وعُرضت عليَّ رشوة من هنا وعُرض عليَّ ربا من هنا ، فتنة

وعُرض عليَّ مخدرات أُتاجر بها ، فتنة

لكن صبرت ،

نجحت أم لم أنجح ؟

نجحت

طيب لو ذهب يتاجر في الحرام من حين عُرض عليه ذلك ,, وذهبت هي تبيع عرضها لأجل المال

إذن هناك نجاح وهناك سقوط

انظر الآية التي بعدها

" وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ "

لم يمشي أحد على رجليه في هذه الأرض إلا واختبره الله قبل أن  يموت

" وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ  "

الله يعلم سبحانه لكن سيبين لك أمام نفسك من أنت

فتنة رأيتها بعينك ، كلمة لم تستطع ردها

إذن كلهم قالوا آمنا ، إذن لابد أن يُفتنوا

هل أنت عندما قلت مؤمن أنت صادق أو كاذب .!

يأتيك واحد يقول أنا معي شهادة حاسب ومعي شهادة لغة ..،تقول له تعال اشتغل ؟

تقول له تعال نختبرك

أنا أطبع طباعة سريعة

كم تطبع من حرف في الدقيقة؟

فإذن لابد أن يفتنوا

ماذا يحدث بعد الفتنة هذه؟

ينقسم الناس الى قسمين:

ناس عند الفتنة يقول أنا أمتع نفسي ويكسب مال ولو بالحرام وهو يظن أنه يعيش صح

 

هذا الكلام جاءت الآية التي بعدها بعد أن ذكر أنّا فتناهم,, هناك  ناس يتخذ طريق يظن أنه صح

وجاءت السورة تبين  لك مَن الصح ومَن الخطأ في الآية التي بعدها

" أَمْحَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ "

قال أنا مؤمن أن الرزق من عند الله عز وجل ، ولما فتن في رزقه ذهب يمين ويسار بعمل السيئات

أنت مؤمن ..؟

تثق برب العالمين وتفعل الأسباب التي تكون داخل المباح

البعض لا يثق برب العالمين

يقول المباح لا يأتي بالرزق الكافي!!

" أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا "

الرد

" سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ  "

حاول وغنّى وكسب بالأغاني والمخدرات وبالربا لكن يقول الله  "سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" 

 

الخيار الثاني

يقول لو تفتني آكل من الشارع لكن لا آكل حرام

ماذا سماهم الله..؟

" مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ  "

الطريق عنده واضح ، مفتون وليس عنده مال لكنه يرجو لقاء الله

ماذا يحصل!!

" فَإنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ "

يقول : والله لأعطيك " وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  "

لأنك أحيانا تترك شيء لأجل  مديرك لكن مديرك لا يعلم

فطمأنه الله عز وجل بأنه " وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "

طيب هذا الذي جاهد هو بطل نعم لكن هو لم ينفع رب العالمين

هو الذي سيقبض الثمن في الأخير

ماذا قال الله بعدها؟

" وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ "

لكن هو الكسبان ، ماذا سماه الله عز وجل ؟

سماه مؤمن لأنه يرجو لقاء الله ونجح

هنا انتقل الله من كلامه عن الناس

" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ "

يقسم الله عز وجل هذه اللام موطئة للقسم

الله لا يحتاج أن يقسم لأجل أن نصدقه، وهو أصدق القائلين

يقسم الله عز وجل لهذا المؤمن الذي قال آمنت وفتنته ونجح ،

 

هو ليس عنده سيئات ...؟!

بل عنده سيئات ، لا يوجد أحد بدون سيئات

قال " لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ "

يعني سيمحو الله كل الذنوب التي عملها

هذه لوحدها تدخله الجنة لأنه" فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ "

طيب ماذا قال الله سبحانه بعدها؟

" وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ "

ما معنى هذا الكلام ؟

عندك موظف كان يتأخر عن الدوام سنة كامله ،في السنة هذه 300 يوم يأتي الدوام الساعة 7

يوم واحد جاء الساعة 5 الفجر

فتقول له أنا سامحتك على300يوم كلها ممسوحة من رصيدك

لن أحاسبك عليها ولن أخصم عليك ،

طيب التقييم السنوي على ماذا؟

على الساعة 5 ، كأنه السنة كلها جاء الساعة 5

ما أكرم الله جل في علاه " وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ "

يعني أقيمك على أحسن عمل عملته ولو يوم واحد

اللهم إجعلنا منهم

خذها قاعدة حبيبي الغالي  (كل من قال في القرآن كله آمنت لابد أن يمتحن إمتحان شديد)

تقول أسلمت ، الوضع مختلف ، تقول آمنت ،إمتحان مباشرة يأتيك

لأن منزلة الإيمان ليست بسيطة ، نسأل الله أن يملأ قلوبنا بالإيمان ،

من يذكر دليل أن أحد قال آمنت ثم ابتُلي بلاء عجيب

سحرة فرعون قالوا:" آمَنا بِرَبِّ العَالَمِين "

"أحَسِبَ النَّاس أن يُترَكُوا "

قالوا" آمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِين•رَبِّ مُوسَى وَهَارُون"

وجاءت الفتنة

ماهي الفتنة؟

قال فرعون " لَأقَطِّعَنَّ أيدِيَكُم وَأرجلكم مِن خِلَاف وَلَأصَلِّبَنَّكُم فِي جُذُوعِ النَّخل"

لكن قالوا آمنا

نجحوا أم لم ينجحوا؟

قالوا" لاضَير"

ما هو هذا الذي رأوه حتى عندما قال فرعون "لَأقَطِّعَنَّ أيديكم "

قالوا" لاضَير إنَّا إِلى رَبِّنَا مُنقَلِبُون"

لأنهم صدقوا

 

هذا الفرق بين الإيمان والإسلام

الإسلام يصلي يزكي يصوم يحج

تراه

لكن مؤمن بالله واليوم الآخر وأنه سيجد أعماله هناك في الميزان

قالوا " لاضَير إِنَّا إِلَى رَبنَا مُنقَلِبُون"

ماذا بعدها؟

"إِنَّا نَطمَع"

يديك تُقطع وتقول نطمع ..!!

هذا هو من كان يرجو الله

"فَإِنَّ أَجَلَ الله لَآت "

فهو الآن يرجو لقاء الله ، قال " نَطمَع أَن يَغفِرَ لَنَا خَطَايَانَا "

ماذا قال الله " وَالذِينَ آمَنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات لَنُكَفِّرَنَّ عَنهُم سَيِّئاتِهِم"

 

ماذا قالوا" أَن كُنَّا أَوَّلَ المُؤمِنِين"

إيمان خلاص آمنت

قال فرعون" وَلَتَعلَمُنَّ أَيُّنَا أشَد عَذَابَا وَأبقَى"

فصححوا له هذه المعلومة

قالوا" وَاللهُ خَيرٌ وَأَبقَى"

أنت تموت

لكن الذي يبقى هو الله سبحانه

" وَيَبقَى وَجهُ رَبِّكَ ذو الجَلَالِ وَالِإكرَام"

 

هل هناك أحد آخر قال آمنت ؟ نعم " إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ"

ماذا حدث له ؟ تركوه ؟ قطعوه ، في التفسير : أخرجوا حنجرته من مكانها ولسانه من مكانه الذي قال فيه : "  إِنِّي آمَنْتُ" قال : وردموه حيا ، ماذا يعني وردموه حيا ؟ دفنوه حيا وهو تحت الأرض يقول " يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي "

- لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ "

يقول " بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ" فإذن أي أحد في القرآن يقول آمنت سيُفتن وأنا وإياك سنفتن لكن نفتن بماذا ؟!

هذا الذي سنبحث عنه في القرآن ، الله سبحانه وتعالى ذكر لنا أن هذه الفتنة قد تكون في شيء نراه جميل " إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ " شيء جميل عندي مال " وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ" سأخرج للصلاة وجاء ولدي وقال " بابا العب معي "

وقامت الصلاة فتنة!  تتركه وتذهب للصلاة ، تذهب إلى الذي أعطاه إياك الله الذي أعطاك ولدك هذا ، أو ستقول لا أريد أن يزعل مني أو يضيق صدره ، الصلاة ،، فتنة! 
ابنتك تريد تلبس ملابس  "حرام " أرجوك يا أبي،، لا أنا أريد لكِ الجنة ، أريد لكِ الجنة ، فهذه فتنة ، إما أرسب أو أنجح!  خرجتي من البيت بحجاب يحتاج إلى حجاب وعباءة تحتاج عباءة ، فتنة!  إما أرسب أو أنجح.
،، فالفتن هذه قد تكون في منزلك وانظر كل سورة العنكبوت تكلمت عن الفتن وتكلمت عن المخرج من الفتن وأعطاك الله أمثلة لأناس قالوا : آمنا وصدقوا وأناس قالوا آمنا وما صدقوا! 

 قال الله سبحانه وتعالى بعدها : " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ " يعني قد تكون فتنتك من أهلك!  شخص يريد يعفي لحيته قال له والده يا أخي لا تقعد ... فتنة!  ، أول فتنة ذكرها الله في بيتك مع أحب الناس إليك " وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا" هنا ليس في الآية " وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا"

لأن الموضوع ليس هنا عن البر ، خذها قاعدة الآن تأتيك قصة موسى عليه السلام ، في سور كثيرة لا يذكر إلا الموضوع الذي يناسب السورة ،، هنا لا يحتاج " َصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا " لأن القضية الآن فتنة من جهة وأنت تريد أن تردها ، ماذا قال الله سبحانه وتعالى بعدها "ِإلَيَّ مَرْجِعُكُمْ " لماذا هنا " إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ" لأن الذي لم يطع والديه أحب الناس إليه لأجل رب العالمين " يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ " فقال الله له " إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ " ماذا بعدها ؟ لم ينته جزاء الله سبحانه للصالحين قال " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ " يقسم الله "لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ " ماذا قال الله بعدها ؟ ذكر أناس يقفون في المنتصف يود الخير ويود الالتزام يود الطاعة وتود الحجاب

لكن على حرف ، " لا أحد يكلمني ، لا أحد يقول لي شيء ،

 لا أحد يستهزئ بي "و َلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ" أحب خلق الله ، أعلى طبقة في الكون " َلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ" لكن ماذا حدث؟ فحاق بنصف الذين سخروا ؟ او فحاق ب 90% من الذين سخروا منهم ، "فَحَاقَ بِالَّذِينَ!" لم يبق منهم أحد كلهم!

"فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " .
فالله قال : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ " ويلتزم ويبدأ بالطريق قليلا ، " فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ " هو أصلا لم يؤمن بالله هو آمن لأجل أن يعطيه الله ،

هو استغفر لأجل أن يزوجه الله ولما زوجه الله رجع عن الاستغفار ، التي تدعو الله وتختم القرآن لأجل أن يزوجها الله ولما تزوجت رجعت _

الله لا يجعلني وإياكم من هؤلاء _ قال الله :" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ "ماذا فعل ؟ عنده رب العالمين والناس مثل بعض ، أن الله يغضب عليه والناس يغضبون كلاهما مثل بعض ، واضح يا جماعة! 

 قال :" جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ" وإذا لم يؤذى ، التزم وكل الناس مدحوه " ماشاء الله عليك وأمورك طيبة وبيض الله وجهك وبالعكس هذا الطريق الصحيح "

طيب هو كان مع المجاهدين ، وقال أنا معكم يوم جاء الجد والكفار أتاهم دعم وتسلطوا وبدأوا يعتقلون ، أين ذهب ؟

" جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ "

وإذا انتصر المسلمين وفتحوا ، قالوا " إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ " ماذا قال الله جل في علاه :" أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ "

بالفتن يقوي الله جانب الكفار ، لو قوى الله جانب المؤمنين كان لم يبقى منافق ، كان كل المنافقين مع الأقوى

" مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ"

قال الله سبحانه " الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ" واقف في المنتصف " فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ" نحن معكم مسلم ، سني " وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ " جاءهم دعم وأموال قال :" قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ"

ألم نكن نأتيكم بالأخبار؟ " َنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ " وفي الآية الثانية "
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا "

 والآية التي تليها قال " يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا "

وفي الثانية " قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً "  

الحمدلله هؤلاء قتلوا " أَنْعَمَ اللّهُ" سماه نعمة مثل الفنان الذي يقول : الحمدلله وفقني الله وغنيت اليوم كويس!  هذا يقول " أَنْعَمَ " وإذا انتصر المسلمين وفازوا بالغنائم " يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا " فهؤلاء الناس _ أسأل الله أن لايجعلني وإياكم منهم _ يقول : " آمنا بالله " مباشرة يرجع ، قال الله سبحانه وتعالى : " ‏‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ "

واقف على حرف جبل تراه يعبد الله لم يقل يعصي الله على حرف "فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ " جاءته النعم وزوجوه وقالوا فلان أموره طيبة,, قال " وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ " أعوذ بالله "

خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ " ، إذن أحبتي في الله عرفنا أنه ليس هناك مؤمن إلا ويفتنه الله سبحانه وتعالى ، والفتنة ليس فيها إلا طريقين إما صادق وإما كاذب ،
مداخلة من أحد الحضور : الله عز وجل لما قال : " ‏‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ " سماهم ناس مع أنهم يعبدون الله لكن إن لم تكن العبادة مقترنة بالإيمان فلا " فائدة "
الشيخ : يا سلام لأنه إلى الآن مازال من الناس.  يوم أتت الفتنة جعلته مؤمن أو منافق أو كافر ، بالمناسبة أحبتي الناس ثلاثة أقسام قسمهم الله في سورة البقرة : مؤمنين ، منافقين ، كافرين.
أهل الايمان : هذا الإنسان متفق مع أمرين ، مع نفسه مؤمن وصادق ومع الكون.  كل الكون يسبح الله وكل الكون يمجد الله " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ" فهو متسق مع نفسه والكون.
الكافر : الكافر متسق مع نفسه وصادق مع نفسه كافر ويقول أنا كافر لكنه مخالف مع كل الكون ، الشجرة التي في بيته أحسن منه تسبح أكثر منه " وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ " هذه تسبح أكثر مني ومنك ، وهذا يسبح أكثر مني ومنك ، " َلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ".

إذن !  لماذا الله لا يحاسبنا على تقصيرنا ؟
قال : "إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا"
القطة التي تأكل من القمامة _ أجلكم الله _ تسبح الله أكثر منا

، طيب لماذا لم يخسف بنا الأرض ؟ قال : "إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا "
فالكافر متفق مع نفسه مخالف مع الكون.
المنافق: هذا ليس له حل!  لم يتفق لا مع نفسه ولا مع الكون حتى مع نفسه " مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ"  "وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ"

 الله لا يجعلني وإياكم منهم.
لأجل هذا مباشرة قال الله سبحانه وتعالى : "وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ " ، والعياذ بالله قال لك بعد هذا الاختبار سأخبرك أمام نفسك من أنت ؟! ثم لما انتهت فتنة الأهل والأولاد ذكر لنا فتنة الكفار ، يقول الله سبحانه سيفتنونك بالمال ، سيفتنونك في نفسك ،

أحبتي كادوا يفتنون النبي عليه الصلاة والسلام ، حتى لا يقول أحد أنا بعيد عنها,, محمد بن عبد الله روحي له الفدا عليه الصلاة والسلام كادوا يفتنونه ، يقول الله سبحانه وتعالى : " وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ" لا تقل لي أنا عالم ،

 أنا شيخ ، أنا علامة ، والله أن محمد صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يفتنونه بنص كتاب الله جل في علاه..

 قال الله : "وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ " رأينا علماء فُتنوا الآن وافترى على الدين والله أمور عقدية يفتي فيها أنه لا شيء فيها يقول إنا والنصارى إخوان ، إخوان!  " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ " ، " فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ "

 ليس أخي هو " إِنَّمَا المُؤْمِنُونُ إِخْوَة " ، فقد يفتن العالم ، الآن نعرج بهذا أسأل الله عز وجل لكل عالم يحب الله سبحانه وتعالى ، الله عز وجل يقول " وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ " تأتي بفتوى لم أقلها لا في كتاب الله ولم يقل بها النبي عليه الصلاة والسلام.،
كيف يعرف العالم أنه فُتن ؟ وأنه افترى كيف يعلم ؟
بينها الله في القرآن _ كتاب تبيان لكل شيء _

 "لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا "

صفقوا لك بنو علمان وطبل لك المشركين ورؤوس الكفار ، وقالوا هذا الدين العصري هذا الإنسان المتحضر. 
" وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا " فاعلم أنك فتنت وافتريت على الله غير الذي يريد ، أي عالم يطبل له الكفار والمشركين والله والله أنه فُتن عن دينه الذي أوحي إلى النبي عليه الصلاة والسلام لأن الله عز وجل يقول " ويريد " فمستحيل يتخذوك خليلا إلا إنك مائل معهم لكنك تمشي على الصراط المستقيم فبينك وبينهم مصائب ما ذا قال الله بعدها لو أني افتريت قال :

 "وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا "

قال الله جلّ في علاه: (وَلَوْلآَ أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلَيلا)
ولاحظ الشيطان الآن لا يأتي ويقول لك أكفر! لا، يفتنك فتنة عجيبة يقول لك: لكي تكسب الناس والعدد الأكبر يا أخ لازم تقول إخواني المسيحيين تضع صليب مع لا إله إلا الله، لا يا عزيزي مَن قال أني أنتصر بكثرة الناس ؟!
بل الكثرة فتنة، يعني المسلمين لم يُهزموا من قلة ولن ينتصروا أبدا بكثرة ، لكنها فتنة.
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)
فقضيتي ليست أن آتي بمليون متابع أو عشرين مليون متابع! لا
أنا قضيتي أني أقول ما يرضي رب العالمين، والله إتبعني واحد أو لم يتبعني أحد أنا لا شأن لي أنا مسكين أنا مفتون أنا في إختبار أود الخروج من الإختبار ناجح. 
فالآن قد يفتنون هذا العالِم يقولون: لكي نجمع الناس مع بعض ، لن تجمع الناس لأن الله سبحانه قالها واضحة: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
تتنازل بفتوى؟ لا يصلح، فتوتين؟ لا يصلح، ثلاث؟ لا يصلح.
( قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ )
لو ما جاءك القرآن ليس هناك مشكلة،

لكن بعد الذي جاءك من العلم (مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)

والله لا ينصرك رب العالمين، طيب لو فعلها النبي عليه الصلاة والسلام وحاشاه لو أنه أفتى لهم فتوى يريدونها هم ماذا يحدث؟

إذًا لأذقناك ثلاثة أنواع من العذاب، أول عذاب يعذبه الله وليس عالِم بل النبي عليه الصلاة والسلام وحاشاه لو أنه افترى واتبع أهواءهم قال الله: (إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ)

 سأعذبك ضعف عذاب أهل الأرض في الدنيا فوق الأرض (وَضِعْفَ الْمَمَاتِ) تحت الأرض سأعذبك في القبر، محمد صلى الله عليه وسلم وحاشاه بأبي ,, طيب هل يُسامحه يوم القيامة؟ لا,,لا قال:( ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا)

لا أحد ينصرك يوم القيامة بسبب القليل هذا ، طيب لو أني ثبتُّ وما قلت إلا الذي يرضي رب العالمين ماذا سيحدث؟ إذا أطعتهم سيتخذوني خليلا وإذا اتخذوني خليلا سأضيع ، طيب إذا ما اتبعتهم واتبعت الحق وأفتيت فتاوي يريدها الله سبحانه ولو لم  يبقى معي أتباع لو كل العالم يكتبون ويتكلمون عليَ بتويتر ، أنا هذه الفتوى التي أدين الله سبحانه وتعالى بها، هذا أقصد العالِم لا أقصد المسكين. ما الذي يحدث؟ (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ)

ماذا يريد هذا المتشدد!
( لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ)

(وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) طيب هل ممكن أحد عالِم كان لا يفتن ويوضع بين محك؟ لا.
(سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا) لا يوجد أحد جاء إلا قد فتناه تكون مع الحق  ولا يكون معك إلا قليلين، أو تجمع لك الكثير وتخرج من الدين ؟

قضيتك الدين وليست الكثرة

(سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا)
طيب شيء قليل نوحد به الصف؟ لا توحد الصف على خطأ ، الآن نحن نريد أن ندخل ناس في الدين ونخرج من الدين ، لا,, أنت فقط اثبت على الدين يقول الله سبحانه وتعالى:

(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)

لكن العالم لن يوافقوا! أصلا هذه لوحدها تكفي (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ) كلام واضح، الله يعلم انهم سيأتونك ويغرونك قال: ( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) تكفي الأولى ؟ لا ( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) طيب خلاص تكفي الأولى والثانية ؟ لا باقي الثالثة ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ) فتنة! أن يفتنوني عن ماذا ؟

عن بعض، يعني القرآن خذه لكن أعطنا الفتوى هذه أننا والنصارى إخوان يعني أن يفتنوك عن بعض، أنت صفحة واحدة فقط (عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) يريدون أن يخرجوك هم من الدائرة لكي يتجمعون عندك ، أنا لا أريدكم أن تجتمعوا عندي أريدكم أن تجتمعوا لله.
هذا هو الذي يحصل الآن وهي فتنة ، تقول أنا عالم مؤمن تُفتن أنا داعية أنا شيخ تُفتن أنا مؤمن عادي تُفتن.

مُداخلة من أحدهم: طيب في نقطة مهمة الفتن تحدث للإنسان بكل خطوة من خطواته طبعا المشكلة في الناس انهم لا يعلمون انهم يفتنون في كل حركة من حركاتهم، المفروض يعرف أنه يفتن في كل حركة..

- نحن تكلمنا عن الفتن أنها في جميع المجالات تقريبًا ويمكن هناك ناس لا يعلمون أن كل ما يحدث لهم هذه فتن، لكن أنت ما شاء الله تكلمت عن الفتن وأنواع الفتن، السؤال الآن الذي نود أن يكون ختام للحلقة هذه كيف الإنسان يتخطى هذه الفتنة ؟ كيف ينجح ؟

إبراهيم عليه الصلاة والسلام، الله سبحانه وتعالى قال:(وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ • قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أنا أعتقد الإنسان لو حرص أن يبدأ  بنفسه أن يكون من المحسنين هذا هو الذي سيساعده بإذن الله أنه يتخطى أي فتنة لأن الآية التي بعدها قال:

(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ)

يعني أقوى بلاء جاء لإبراهيم ومع ذلك تخطى الفتنه،

تصديقه للرؤيا هذه نجاح ، لماذا نجاح ؟ لأن الله سبحانه وتعالى جازاه لماذا ؟ لأنه من المحسنين (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).
.
الآن هذا صدر السورة علمك الآن وعلمني أن القضية قلت مؤمن ستُفتن، وأنك أمام مفترق طرق إما يمين وإما يسار،

وأن الفتنة ستأتيك إما من بيتك أو الكفار أو ، الآن طيب كم زمن الفتنة؟

 قد تطول الفتنة إذا باقي في قلبك غبش إلى الآن لست واضح

إلى الآن أنت في المنتصف قال الله بعدها أعطاك أطول فتنة مرت على عبد قال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا )

من الممكن أن تطول الفتنة لكن في النهاية من فاز؟

( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ) بعد الفتنة هذه ألف سنة تنظف الصف الذين ذهبوا يسار ( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُون) هذه تبين لك قضية أول صفحة التي هي: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)

 ضحكوا على نوح واستهزؤوا به أين ذهبوا؟ ساء ما يحكمون أخذهم الطوفان ، طيب الفريق الصحيح الأبيض؟ (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ)

(مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ۚ)

لا يوجد سورة في القرآن تذكر لك أن أهل الصلاح كانوا منتصرين في البداية أبدًا ، أهل الصلاح دائمًا هم مغلوبين، لا نقول مغلوبين نقول مهزومين، قال: (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ)

يُقتل صح لكن تغلبه؟ لا لا تغلبه إذا مات هو في الجنة بإذن الله ، فأين تغلب هذا!

(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ )

 طيب ماذا قال بعدها؟ قال أعطاك بلاء ثاني لإبراهيم عليه السلام جاء من أين ؟ من بيته ، طيب ماذا قال؟ انظر للكلام العظيم الآن إبراهيم قال آمنت اختبره الله وجعل له فتنة عظيمة (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ)

حتى كلمة حرقوه تشعر أن بها نجاسة ما قالوا أحرقوه يعني قطِّعه ، انظروا للحقد! ماذا حدث؟

(فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ)

 هل جعل إبراهيم فتنة الناس كعذاب الله؟ لا قال آمنت وصدق لما خرج من النار قال (وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)

أنا الذي آمنت به لما أدخلتوني ناركم وفتنتكم أنجاني من النار أما انتم ستدخلون النار ومالكم من ناصرين،

 أنا ناصري هو ربي أنتم لا أحد ينصركم، فذكر الله سبحانه وتعالى الأقوام كلهم وذكر أنه لا يوجد قوم اتبعوا الطريق الأسود وظنوا أنهم سيسعدون إلا وخسروا

( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)

كلهم اختبرهم الله ونصرهم.
يبقى آخر آية في آخر السورة يقول الواحد كيف أنجو ؟ قال الله سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا) نفس أول صفحة: (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ)
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا) يشتهي الأعمال مثله مثلنا كلنا نشتهي، نشتهي حرام ونقدر عليه لكن هناك ناس الله وفقه يجاهد نفسه الدقيقة هذه مرت أقدر أنظر لها الآن عشر ثواني جاهد نفسه عشر ثواني ذهبت ركبت البنت ونجح ، عشر ثواني وعشر ثواني جاهدوا فينا.
( لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) يقسم الله أن مع هذه المجاهدة أنه سيهديك وأين يوصلك؟ (وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم.
فبالمجاهدة يجعلك الله مع المحسنين.
متى نصل مرحلة الإحسان؟ تجاهد بين عمل صالح وإيمان وعمل صالح وإيمان وتقوى ومرة تسقط ومرة تمشي وفي الأخير تصبح من المحسنين، يجاهد مرة هنا ومرة هنا.

قال تعالى: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

فهو المؤمن في حال صعود بالإيمان مرات يفوز ومرة ينجح

المجاهدة التي نفوز فيها من الآن نبدأ أحبتي ماهي المجاهدة وما شكلها؟

 قال تعالى

(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ ) اللهم اجعلنا ممن تاب (وَآمَنَ) غير كافية (وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدى ) هذه كلها اسمها جاهدوا فينا

يبقى (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) 

(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدى)

 

هذه الآوامر الثلاث لنهدينهم سبلنا هذه هي المجاهدة تُب ثم ءآمِن واعمل صالحا

أسأل الله أن يوفقني وإياكم لهداه وأن يجعلنا وإياكم ممن يكون القرآن ربيع قلوبهم ونور صدورهم وجلاء أحزانهم وذهاب همومهم وغمومهم

اللهم ان كانت هذه ليلة القدر فاجعلنا ممن أصابها حق الإصابة  أقر أعيينا بنصرة الاسلام في كل مكان

اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واكفهم شرارهم واجزِ كل من قام على هذا العمل وسعى فيه وشارك فيه النية الخالصة واجعله يارب عندك من المقبولين وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ولا تُبقي في صدورهم أمنية إلا قضيتها يارب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه محمد

صلى الله عليه وسلم

شيخنا في الختام  لعلك تحث الناس على  المساهمة في الانفاق والصدقة.. 

نحث أنفسنا وإياكم فالقضية ليس أن نقول اعطهم  أرجوك إنما نقول اعطهم ,,وهي لك أيضا فأنت إذا تصدقت على أي احد فقير يتيم تراها لك

نحن سماسرة فقراء وأنت الذي ستدفع فقير,, وهؤلاء فقراء يعني كلهم فقراء يريدون ما عند الله سبحانه وتعالى قال الله سبحانه وتعالى:{ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ }ستدخل  حساب مَن ؟

 هي لك سآخذها لك أزين بها قصرك الذي لن ينتهي إذا دكت الأرض دكا دكا

{ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ } والثانية ؟{ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ }لازم تكون خالصة لوجه الله عز وجل  (وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ) الذي يدخل حسابك فقط الخالص (لوجه الله ) {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}  يوفى لِمَن ؟ حساب مَن الذي سيمتلئ ؟ (يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ  )

{ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} .  ومن هو؟؟

هو خير الرازقين

الله يوفقنا وإياكم

جزاكم الله خير ياشيخ

ادعوا لأهل سوريا

أسأل الله تعالى أن ينصر المسلمين في كل مكان أسأل الله الذي جل في علاه الذي الأرض أرضه والسماء سماؤه

اسأله سبحانه أن لا يُبقي في سماء الكفار طائرة تقصف المسلمين إلا وقصمها رب العالمين بمن فيها اللهم يا رب إن البحر بحرك قد حمل بارجات لهم يريدون أن يقصفوا بها أولياؤك اللهم فأغرقها يا ذا الجلال والإكرام واجعلها غنيمة للإسلام والمسلمين

اللهم لا تُبقي مسلما فوق أرضك مستضعفا إلا نصرته اللهم يا رب إنا نعلم أنها ابتلاء وفتنة لتنظيف الصف اللهم اجعلنا من المؤمنين

اللهم اجعلنا من المؤمنين

اللهم اجعلنا من المؤمنين وانصرنا عليهم وامحق الكافرين يا رب العالمين اللهم لا تجعلنا نخرج من هذا المكان إلا وقد بشرتنا ببشارة من عندك تقر أعيننا بنصرة الإسلام والمسلمين في كل مكان

وأبشروا واقرأوا القرآن والله لن تجدوا كافرا ظالما انتهت السورة قبل أن يذكر الله أنه قصمه فأسأل الله أن يعجل بهؤلاء

نسأل الله أن يكتب أجركم

وقوموا الى صلاتكم واطلبوا الله عز وجل الذي هو الآن يرانا سبحانه

تُوزع  الغنائم ويعتق الله  رقابا من النار في هذه الليالي فاحرص وأرِ الله من نفسك خيرا

توكلنا على الله،  سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

للإستماع للمحاضرة

http://abdelmohsen.com/play-1859.h