القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
ألا لله الدين الخالص
ألا لله الدين الخالص
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ابدأ بسم الله مستعينًا راضٍ به مدربًا ومعينًا والحمد لله
، الحمد لله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا أحمده سبحانه وأشكره ومن مساوئ
عملي أستغفره وأستعينه على نيل الرضا وأستمد لطفه فيما قضى
وبعد إني باليقين أشهد شهادة
الإخلاص ألا يعبد في الكون معبود سوى الرحمن من جلّا عن عيب وعن نقصان وأن خير
خلقه محمدا من جاءنا بالبينات والهدى روحي وأبي وأمي ونفسي له الفداء عليه الصلاة
والسلام أما بعد:
أحبتي الفضلاء وأخواتي الفاضلات أعظم ما يُبدأ به أي لقاء على أرض الله عز وجل هو
كلام ربي سبحانه جلّ وعلا.
يقول ربي جل في علاه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ﴾
سبحان الله يعني هناك خيارين فقط لا ثالث لهما إما أن تستشعر وتتلذذ وتجد طعم داخل
قلبك لهذا القرآن أو أن هناك خيار آخر، ما هو الخيار الثاني يارب ؟
﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ
أَمْ عَلَى قُلُوبٍ﴾
هذا المكان مصيبة هذا المكان مشكلة
وهو مشكلة المشاكل كلها هذا المكان قد تكون فيه أسعد أهل الأرض فوق الأرض وتحت
الأرض ويوم العرض إذا أصلحه الله عز وجل وممكن تكون أشقى إنسان ،
لا تنظر إلى ما تملك في الخارج
والله هي القضية هنا -قلبك- لآجل هذا أحبتي الفضلاء قال الله عز وجل:
﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾
قد يكون لديك أفضل قصر لكن عندك
أرق لا تنام لأنك من الداخل القلب ليس مرتاح ، نعم قد يكون لديك أفضل سرير لكن لا
تنام لأنك من الداخل لست مرتاح ، قد يكون لديك أفخم سيارة لكن من الداخل هناك
مشكلة.
جاء هذا القرآن ليحل كل مشاكلك في الدنيا والآخرة في هذه القضية
التي داخل صدرك ، هذا القرآن؟ نعم، لكن لاحظ الله عز وجل لم يقل أفلا يقرؤون القرآن
ولم يقل أفلا يسمعون ، هذه الأشياء التي نحن نفعلها كل يوم بعد يوم وإبليس يقول
ممتاز وضعكم جيد استمروا، بسبب هذا يجب علينا وقفة قليلة لنراجع أنفسنا هل نحن من
الداخل صح أم خطأ ؟ الله عز وجل لو كان يريدنا نقرأ فقط أو نسمع لقال أفلا يقرؤون
القرآن ، وهذا الأمر يسير على الله عز وجل
لأجل هذا قال الله عز وجل في العلة
والسبب من إنزال هذا الكتاب ، انظر كل هذا الكتاب أُنزل لسبب ، ماهو هذا السبب؟
يقوله الله عز وجل: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ)
نزل من السماء..
يقول النبي عليه الصلاة والسلام
إذا أراد الله أن يتكلم بالوحي أخذت السماوات السبع رجفة أو قال رِعدة شديدة ,,تهتز
السماء قال فيخر كل الملائكة الذين في السماء ,,حديث النواس بن سمعان ,,
فيخر كل الملائكة في السماء ، آية واحدة التي نسمعها كل يوم تطلع وتعمل الأعمال وتفعل الأفاعيل في السموات قبل أن تنزل، قال صلى الله عليه وسلم: فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيسمع الآية ثم ينزل فيها من كل سماء فيسأله الملائكة ماذا قال ربنا ؟
قال: قال الحق وهو العلي الكبير ثم تنزل هذه
الآيات
لو الله عز وجل لم يجعلها تذهب
للبشر أمثالنا لو وجهها للجبال قال لرأيته والله لايتحمل يقف، كلام عظيم يعني كيف
يتحمل الجبل وهو يسمع مصيره يوم القيامة (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ
فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً)
الجبل يتنافض لكن نحن؟ (يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا)
الأطفال الصغار الذين ليس عليهم ولا ذنب إذا رأى
أهوال يوم القيامة سيشيب رأسه ، وتجد الكلام عادي يدخل من هنا ويخرج من هنا
لأننا لم نركز على أهم عضو من
أعضائنا في الدنيا والآخرة.
لآجل هذا أنزل الله الكتاب العظيم الذي يُصدع الجبال لكي يصدع القلب ويتغير بسبب
هذا قال الله: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم) المشكلة هنا
(ثُمَّ قَسَتْ
قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا
لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ
خَشْيَةِ اللّه)
سبحان الله ، طيب تعال ننظر لماذا
أنزل الله الكتاب أولا ؟ قال الله عز وجل: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
مُبَارَكٌ) اسأل وأنا أقرأ كتاب أنزلناه
إليك مبارك لماذا ياربي أُنزل مبارك ؟
تأتي بعدها لام اسمها لام التعليل
يعني سأخبرك لماذا أنزلت هذا الكتاب ؟ لكي نرى هل نحن فاهمين صح أو خطأ ، يعني
المشكلة ليست أننا نفهم خطأ ,,المشكلة في أننا نفهم خطأ ولا ندري أننا فهمنا خطأ!!
قال الله عز وجل : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا)
سبحانك,, ليس ليقرؤوا أو ليحفظوا
أو ليسمعوا ، ، نعم جميل تقرأ ,,
تحفظ وتسمع لكن هناك شيء أهم,,
السبب من إنزال هذا القرآن ليس تقرؤوا ونحن نعمل هذا !
لكن دعونا نرجع لنرى ماذا يريد
الله ، لكي نرى الذي نعمله نحن كل يوم هل هو الذي يريده الله أو الذي نريده نحن أو
الذي فهمناه نحن قال: (لِّيَدَّبَّرُوا) لم يقل سوره أو صفحاته يعني تخرج
من الصفحة بأمر مدّبر لا! (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) يعني أن كل آية لها مع قلبك
حكاية إذا وصلت القلب.
أسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ،
بسبب هذا كان النبي همه أن هذا القرآن
كيف يدخل هنا وبعدها يتغير ، طيب مالذي يحدث؟ (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
وَلِيَتَذَكَّرَ) إذا دخل هنا تبدأ الأمور التي
فوق كلها تتغير بدأ العقل يتغير (وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
سبحان الله يعني هذا الكتاب نزل
هنا ؟ نعم (وَإِنّهُ) أي هذا الكتاب (وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ
الْعَالَمِينَ * نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ)
جبريل، أين؟
النبي عليه الصلاة والسلام واقف
بلسانه وشفتيه وأذنيه وعينيه ورجليه وقدميه واقف إما على دابته أو يقف أو مع عائشة
رضي الله عنها فينزل عليه الوحي أين ينزل ؟ (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ *
عَلَى قَلْبِكَ)
بسبب هذا تغير النبي عليه الصلاة
والسلام (عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُّبِينٍ) (المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ)
لماذا ؟ (فَلا يَكُنْ)
انظر الآن كلام عظيم من العظيم جل جلاله يقول
الكتاب هذا إذا جاءك (فَلاَ يَكُنْ) في أي عضو؟ في أذنك تسمع؟ لسانك
تقرأ؟ عينك ؟
لا (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ
مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)
لأجل هذا القلب عضو صعب فأحتاج أمر
عظيم لكي يحل الموضوع الذي في القلب ،أنا حين أصلي بجانبك أستطيع أفعل هكذا وكأني
أخشع خلق الله وآمر جسمي يركع فيركع وآمره يرفع فيرفع
وآمره يسجد فيسجد وآمره يطوّل
فيطوّل وآمره .. لكن لا أستطيع أقول لقلبي اخشع فيخشع عضو ليس بسيط ليس بهواك عضو
لا يملكه إلا الله جل جلاله عضو لا يثبته إلا الله وإلا سيزيغ لأجل هذا جاءت
الرسالة من رب العالمين على محمد بن عبد الله الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم
التسليم درس عظيم واضح ففهمه النبي عليه الصلاة والسلام فهمًا غيّر تفكير النبي
عليه الصلاة والسلام فبدأ ينطق
بكلمات هن أكثر ما يقول عليه الصلاة والسلام لما قال الله عز وجل له:
(وَلَوْلا أَنْ
ثَبَّتْنَاكَ) سبحانك ,,لم يقل لولا انك ثبت
بحولك وقوتك يا رسول لأن القلب لا أحد يملكه،
(وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ
كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا)
ففهم النبي عليه الصلاة
والسلام الدرس أنه ليس عندي ثبات وهو رسول الله بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام ,,لا
أملك لنفسي نفعا ولا ضرا فبدأ النبي عليه الصلاة والسلام منذ أن سمع الآية، تُسأل
عائشة رضي الله عنها ما أكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام,, أنتِ عائشة معه,,
يا عائشة رضي الله عنكِ وأرضاكِ ما كنتِ تسمعين أكثر كلام يكرره ؟
يا مقلب القلوب ثبت قلبي
على دينك
،
طيب كيف يثبت الله قلوبنا على دينه ؟ قال الله عز وجل: (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ)
لم يقل أحد يثبت غير الله !! هو يثبت سبحانه (لِنُثَبِّتَ بِهِ)
هذا سبب الثبات بعد توفيق الله عز وجل (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)
إذن الآن ندخل فيما أريد أن أقوله وراء هذا الكلام لماذا هذا القلب صعب ؟
سفيان الثوري رحمه
الله من الأئمة يقول:
شربت بولي وأنا اطلب الحديث ثلاث مرات ، يعني من
العطش يذهب يبحث عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما بين الأنصار ثم يتفاجأ أن
حتى شربة الماء ليست عنده فيتبول ويشرب وهو صابر ومتحمل يقول عالجت كل شيء فقدرت
عليه بإذن ربي إلا نيتي..
أكثر شيء لا استطيع أن أعالجه ..يقول أرفعها لله ثم تقلب للخلق
يقول انظر فلان يراك انظر فلان سمعك فلان متأثر من الكلام فلان خاشع ومالي ومال
الناس ومال الناس ومالي كلنا فقراء إلى الله عز وجل
،هل الإخلاص مهم أصلا ؟
أن
يكون عملك لله لماذا؟
هل الإخلاص مهم اصلاً ؟
إي نعم حبيبي الغالي , هذا القلب مشكلته لا أحد يراه إلا الله
طيب من هداك للإسلام إلا الله ؟
إذن هو سبحانه لا يريد منك شيء أصلا
هذا كسبان تاجر .. هذا أسد .. بطل
فبدأ يذهب للفقير ويتذكر أن الصدقة تطفي غضب الرب
فبدأ يتذكر ذنوبه يالله يارب أنك بهذه المئة ريال تطفيء غضبك عني وأن الله سبحانه
تعالى يرضى بهذه الصدقة
وبدأ يستشعر الآيات والأحاديث ثم اعطاها الفقير .. وخرج الاثنين من المسجد
الأول طلع وليس في قلبه أي شيء عادي
والثاني في قلبه يقول يالله يارب أن هذا فقير أنت جعلتني أغنى منه اللهم يارب أنا
فقير إليك فأغنني في الدنيا والأخرة
انظر الفرق بينهم عمل واحد , هذا ( إنما الأعمال بالنيات ) عمل الصدقة
( وإنما لكل امرئ مانوى ) هذه النيات التي تحتسبها أنت ,
وأنت حبيبي الغالي تعمل أي عمل والله كل يوم تكلمت فيه أي كلمة ونظرت أي نظرة و
استشعرت في قلبك أي استشعار
تحركت سكنت أقسم بالله سيأتي يوم القيامة كل هذه النظرات والسكنات والكلمات ستوضع
أمام رب العالمين
ثم ماكان لله فسيحاسبك الله عليه جزاءً عظيماً .. جزاء كريم سبحانه
وما كان لغير الله سيقول الله اذهب فخذ جزائك لمن عملت لهم .
كنت جالس عند الشيخ عبدالله ابن جبرين عليه رحمة الله وعلى مشائخنا اجمعين
فجاءه واحد شاب صغير قال : ياشيخ أنا والله العظيم تعبت ياشيخ من النية , أني أخاف
من الرياء
إذا دخلت المسجد وصليت جاءني الشيطان قال : طوِّل قليلا لأجل أن يراك فلان ,, وإذا
طولت قال الشيطان : الآن تطول وفي البيت إذا جئت تصلي نقرتها
نعم والله أنك مرآئي ,, فقلت الآن سأترك السنن هذه والتطويل كله لأجل الشيطان .
قال له الشيخ كلام عظيم , كلام عالم
قال له الشيخ : ياولدي إذا كنت لوحدك وتسننت فطول فإذا جئت عند الناس وطولت وجاءك
إبليس
قال لك الآن طولت ، قل له : هذي صلاتي عندي واحد أوعندي مليون أو لا يوجد عندي أحد
هذا كلام عالم
معنى هذا الكلام. ألا نعمل ,,قف ,,خلاص يمكن. يكون فيه رياء ؟؟
لا
ترك العمل مخافة الرياء هو رياء
يعني أتسنن فرأيتك وأخاف أن أرائيك فأقول : خلاص لن أتسنن ,, خوفا من الرياء,
أنا اثبت أني أعمل أو لا أعمل لأجلك
فترك العمل مخافة الرياء رياء
طيب ما الحل ؟
هناك أمرين أخواني الفضلاء وأخواتي الفاضلات من أهم الأمور التي يعين الله سبحانه
وتعالى بها العبد على أن يتخلص من الرياء
وأن يكون عمله خالصاً
لماذا نرائي؟
اسأل نفسك دائماً , أنت في اجتماع فجاءتك فكرة من رب العالمين فكرة قد تُثير كل
الأنظار نحوك
مثلا جئت بفكرة أو بحل من تلك المعضلة في مؤسسة أو شركة أو عمل خيري ,, أو أي
الأعمال
ثم جاءتك هذه الفكرة فقبل أن تقولها اسأل نفسك لماذا ؟
هل أنا ابتغيها لوجه الله ؟؟ , الآن سأقول
فكرة ويُبنى مسجد ومؤسسة دعوية أو مكتب جاليات سينفع الله بهذه الكلمة
لكن قبل أن تقولها اسأل نفسك
لأجل أن يقول الناس هذا شخص مميز .. دائماً عنده أفكار جبارة؟؟ أو أنك تقول يالله
يارب أنت أتيت لي بهذه الفكرة بفضلك,,
فأنا مثلي مثل غيري ؟؟
فيالله يارب كما اعطيتني إياها من فضلك يالله يارب أنك تكتب لي أجرها إلى يوم
القيامة
طيب ماذا سيحصل الآن في هذي القضية؟؟
لو أني الآن أنا استشعرت في كل كلمة سأقولها ..أرجوك حبيبي الغالي جربها
وأنا والله أني أجاهد نفسي وأحب لك ما أحب لنفسي
أجاهد نفسي و أتدرب وكل يوم مرة تصيب ومرة لا تصيب
تسأل نفسك في كل كلمة ستقولها لماذا؟
قبل أن تقولها لماذا؟
مَن تريد بها ؟
لأنه لا يوجد عمل يُعمل على أرض الله إلا ويُفتح له صحيفتين لمن ؟
وكيف ؟
لمن ؟هل هو لله أو لأجل الناس تقول فلان ماشاء الله عليه ما هذه العقليه.. طيب تريد
تعرف قدرك اسأل نفسك العقل هذا من الذي اعطاك إياه
أليست العقلية تعني العقل .
إبتداءً لو شاء الله لغيَّر في كهربائية المخ
والله سينتفض
ولا يستطيع أن يتكلم فكل مابك من الله
فإذا تذكرت أن كل (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ )
أي نعمة كلمة قلتها .. صدقة دفعتها ريال أي شيء
(وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ )
إي وربي .
فإذا عرفت تقول أنا على ماذا أرائي ؟
هي أصلاً ليست مني
الهداية من ربي ..الإسلام من ربي .. التوفيق للعمل الصالح من ربي
والتوفيق للقول الصالح من ربي .. فأنا بدلا من انشغالي بالرياء,, الأفضل أن أشكر
ربي
المسألة الثانية: مَن
هو الذي سيعطيك أكثر من الله عز وجل ؟
يعني أهل الدنيا كلها لن يعطوك ذرة ولا نفحة من النفحات التي سيعطيك إياها ربي لو أخلصت
أنا وأنت حبيبي الغالي ..
حبيبي الغالي أنت الآن والله اسأل نفسي ياجماعة
والله الذي لا إله غيره أني اخترت الكلام الذي سأقوله والله أنه لنفسي
واسأل الله أن يصلح من تكلم ومن سمع ..
حبيبي الغالي
الآن التأصيل ماذا أريد من الرياء ؟
أنك تمدحني , صح ؟
ثم ماذا ؟؟ إذا مدحتني عند الناس يحبوني الناس , طيب قلوب الناس هل هي بأيديهم أصلاً
؟
هذه لازم تتأصل فيك لأجل أن تكون مخلص .
هل قلوب الناس بأيديهم اصلاً لأجل يحبونك أو لا يحبونك ؟
الله عز وجل قال في قضية القبول أنه ليس من عند الناس فأراحك بالقرآن لا تطلب حب الناس من الناس
إذن كيف أطلب حب الناس ياربي ؟
اصلاً هو ليس مطلب
المطلب هو حب الله عز وجل .
لكن كيف احصل على حب الناس وهذه أصلا تحصيل حاصل
يقول الله جل جلاله ( إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ )
مَن الذي سيجعل ؟
( سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا )
قال بعض علماء التفسير :
حتى يحبه الناس كأنهم يشربون حبه مع الماء .
غصب عليك أن تحبه , وغصب عليَّ أن أحبه , وغصب عليَّ أحب بن باز عليه رحمة الله
هو لم يعطينا شيء .. لكن نحسبه والله حسيبه أنه أخلص مع الله
القضية ليست أن أبادلك شعور وتبادلني بحب,, لا
هذه القلوب لا يملكها إلا الله
فأنا أصلح عملي مع الله فهو سبحانه الذي يجمع القلوب على حبك جل جلاله
والأدلة أكثر من أن تحصى في هذا المقام , ولكن سريعة من كتاب لله الذي لا يمل
قصة السبعة الذين جاءوا وقالوا يارسول الله :
ليس عندنا شيء ودَّعنا اهلنا ورتبنا أمورنا وقلنا لأهلنا لن ترونا بعد اليوم سنذهب
لنصرة دين الله
ولكن اعطنا زاد وراحلة لنجاهد في سبيل الله عز وجل ونقاتل حتى نموت
قال الله عز وجل انظر وصف القراني العجيب العظيم , عندما قال ( لَا أَجِدُ
مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ )
ليس عندي ناقة تحملكم ولا بعير ولا عندي زاد
يقول الله عز وجل ( وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا
أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ )
هذا النبي عليه الصلاة والسلام
وجاءهم وقالوا يارسول الله أراحلة ؟
(قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ )
انظر الآن ماذا فعلوا!
لن يبكوا أمام النبي عليه الصلاة والسلام حتى يرى أنهم حزنوا
قال ( تَوَلَّوا )
يعني النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى أعينهم الآن
يراها أو لا يراها ؟
لا يراها, قال الله ( تَوَلَّوا )
وأبى الله إلا أن يُظهر شيء هم حاولوا يخفونه
(تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ )
ليست دمعة أو دمعتين
يبتغون الله عز وجل .. لأجل هذا لم يبكوا أمام النبي عليه الصلاة والسلام
(تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ )
طيب الذي رآهم من الأمام يقول يمكن بكوا لأنهم أمام الناس
قال الله ( حَزَنًا )
هنا القضية صدق هنا
اسأل الله أن يرزقنا وإياكم الصدق , في المقابل تجد من يحاول يظهر عمله
طيب هذا الكلام الآن أظهره الله في القرآن .
يعني كل من عمل لله يأبى الله إلا أن يظهره سبحانه وتعالى
فأظهره الله عز وجل إما في حياته أو في موته
والذي يحاول يظهر عمله للناس وأصبح ذلك همه ؟! " وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي
اللهُ بِهِ ومن سمَّع سمَّع الله به "
ويحاول يظهر عمله للناس مثل المنافقون ( إِذَا
جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ)
انظر إظهار الصلاح
( نَشْهَدُ إِنَّكَ )
والله أنك بأبي وأمي عليك الصلاة والسلام
أنت رسول الله
فأبى الله إلا أن يفضحهم في كتابه ( قَالُوا نَشْهَدُ
إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ )
انظر الرد ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ
لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )
لا تحاول أن تظهر للناس أنك صالح
أنت اظهر لله عز وجل الذي لا يخفى عليه شيء بينك وبين الله صالح
وانسى الأمر لله عز وجل هو الذي يتولى الصالحين جل جلاله
أبو بكر اعتق بلال .. بلال ضعيف جاءه والد أبو بكر
قال : يا أبا بكر لعلك اعتقت ناس أقوياء ينفعونك , لو انقلبت عليك قريش تعتق
الضعفاء بلال وغيره ؟!.
قال : يا أبتي أنما اردت ما أردت
فكبرت القضية فقالوا والله ما أعتق أبو بكر بلال إلا ليدٍ كانت له عنده
اصلاً بلال كان يخدمه , وهو يرد له الخدمة
ولم يتكلم أبو بكر
لم يقل لا والله .. هذا ليس له عندي شيء
, بل سكت فكان الرد من عند رب العالمين ( وَمَا
لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى )
لا بلال رضي الله عنه ولا غيره
(إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ
يَرْضَى
)
لم يفعلها إلا لأجلي
ختاماً أحبتي الفضلاء
والله ما بنا من نعمة إلا من الله , لأجل هذا كان أحد التجار السلف
أتوا بشخص مسكين عليه دم
والخليفة قال له : إذا لم تأتِ بثلاث الآف الآف يعني بثلاثة مليون , اقطع عنقك وأيتم
أولادك وأرمل نساءك
فجاء المسكين ينتفض يبحث أحد يسدد عنه الثلاث آلاف آلاف فوجد رجل يقال له يحيى
فجمع ماعنده وباع ذهب بناته وجمع له ثلاث آلاف آلاف وقال له : خذها , فأخذها الرجل
فذهب سدد واعتق من القتل , جاء بعد عدة أشهر ومر في مكان يحيى الذي اعطاه النقود
فقالوا له : تعال ادخل عنده و أشكره , قال أنا اشكره ؟
والله هو ما أعطاني إياها إلا مخافة منعة قومي
اصلاً هو خائف من قومي ..لأجل هذا سدد ديني.
فجاؤوا ليحيى وقالوا سمعت ما قال الرجل ؟
ماذا قال الرجل؟ نحسبه والله حسيبه أنه مخلص :
قال والله .. والله لو إني فعلت لأجله لتفتت كبدي
والله لو أني فعلت ذلك لأجله وأرجو ماعنده أو أرجو أن يشكرني اقسم بالله تتقطع
كبدي
اقول ليتني ما أعطيته .. أنا مُخطئ
قال : ولكن مَن عملناها لأجله قد أخذناها منه
( لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ
مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ
الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا )
أحبتي (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )
نصيحتي
الأخيره :
في سجودك إن استطعت أن تدعوا في كل سجده يارب اسألك أن تجعلني من المخلصين
اللهم اجعلني يارب ممن لا يبتغي بعمله ولا قوله إلا وجهك
واجعل عملي كله خالص , إن استطعت حبيبي الغالي فإنها نصيحة لنفسي ولك
آسف
احبتي على الإطالة واسأل الله جل جلاله الذي شرفني برؤيتكم فوق هذا الفرش وأخواتي
هناك
أن يجمعنا بكم تحت العرش , واسأله سبحانه ألا يبقي في صدورنا أمنية من أماني
الدنيا والآخرة هي لله رضا
ولكم فيها صلاح إلا كتب قضاءها قبل أن تنفضوا من مجلسكم هذا
اللهم اعطهم حتى ترضيهم يارب العالمين
واجعل ما نكن لهم خير مما نظهر لهم ووفقنا وإياهم لهداك واجعل عملنا في رضاك
واستغفر الله لي ولكم
واصلي واسلم على اشرف خلق الله محمد بن عبدالله
عليه وعلى صحابته أفضل صلاة وأتم تسليم .
وجزاكم الله خير
للاستماع
http://abdelmohsen.com/play-869.html
-
الثلاثاء AM 02:15
2014-09-23 - 4891