عرض المادة

القلب



القلب

 


القلب هو العضو الوحيد الذي لا يحتاج لأوامر من الدماغ حتى

 يعمل

لذلك نلاحظ المتوفى دماغيا قلبه ينبض لأن مولد الطاقة في القلب

موجود في الأذين الأيمن أي عندما تُخرج القلب خارجا الآن

وتعطيه دم يتحرك لا يتوقف



الشاهد لو اختل هذا القلب وهذا لا نشعر به نحن بل من يشعر به

 الإنسان

الذي لا يستطيع النوم على ظهره بسبب اختلال في قلبه

 بالتحديد ارتجاع الصمام

فالذي يعاني من ارتجاع في الصمام لا يمكنه النوم على ظهره

وهو محروم من النوم على ظهره حتى يموت أو يعالج الصمام

ولو  تكلمنا عن الدم فإنه يوجد في جسد كل واحد منا 6 لتر

من الدم

تجري في أجسامنا وتعمل 24 ساعة بكل ثانية فيها

ولو تتأمل كم يأخذ الدم حتى يصل للأعضاء  لوجدت

 أنه يصل سريعا

دون أن نشعر وذلك لأن الله تعالى تكفل به وهذه النعمة

 التي لا تحصيها

ولا أحد في العالم يحصيها بل أتحدى أحد في الأرض

 يعطيك إياها.

ولو تولتها أمك وهي أحن الأشخاص عليك بالتكفل بهذه النعمة

ما استطاعت لأنها حتما ستتعب وتنام وتنساك

لكن الله سبحانه وتعالى لا ينساك

ولا تأخذه سنة ولا نوم.

وهذه 6 لتر مستحيل أن نحصيها أو نؤدي شكرها ولن نتكلم عنها

لأننا حتى لو قمنا جميعا 6 مليار نسمة الموجودين على الأرض و

وقفنا نصلي لله على مدى الثواني  وصمنا على مدى السنين

ما أدَينا شكر هذه 6 لتر.

وإذا أخذنا واحد مليلتر من هذه 6 لتر واحد فقط

(وهو ما يعادل قطرتين أو ثلاث من الدم )

لنحاول شكرها ولن نتكلم عن كل ما فيه لأن في هذا المليلتر

 الواحد

كريات الدم البيضاء والكرياتينين واليوريا والصوديوم

والكترولايت وبايكاب وغيرها في هذه القطرات

 جميع هذه الاشياء وأكثر.

ويوجد داخل هذا المليلتر المكعب خمسة مليون كرة دم حمراء

لو تدفع ريال أو دينار عن كل كرة حمراء فأنت تحتاج أن تدفع

خمسة مليون عن كل مليلتر واحد في كل ثانية

 تدفع عليها خمسة مليون دينار

ولن نتكلم عن الخمسة مليون لأننا لن نستطيع شكرها

سنأخذ كرة دم حمراء واحدة فقط

ولو أخذنا منها كرة دم حمراء واحدة فقط لوجدنا

 داخل هذه الكرة الواحدة

مائتين وسبعين مليون جزيء هيموجلوبين كم ستدفع الآن ؟

ستدفع لكل جزيء هيموجلوبين ريال أو حسب عملة بلدك

 لتشكر النعمة

فأنت تحتاج أن تدفع مائتين وسبعين مليون في كل ثانية فالتشكر.

وهذه المائتين وسبعين مليون جزيء ضخها القلب للرئة

وهي الآن في الرئة تنتظر الأكسجين حيث وأنت تتنفس الآن

من هذا الشهيق الداخل للرئة أصبح مع كل جزيء هيموجلوبين

أربع ذرات أكسجين التصقت به.

فصار عندك الآن مع كل كرة دم حمراء

 مليار وثلاثمائة مليون ذرة

 أكسجين

ضخها قلبك لعينك الآن فرأيت ولأذنك فسمعت

وستُسأل عن كل ما رأيت لأنها نعيم

(ثُمّ لَتُسْأَلُنّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعِيْمِ)

ضخها للشعرة هذه فطلعت ولو لم يصلها دم لم تطلع.

كل هذا الجسم متكفل الله به لك أكسجين يذهب لكل مكان

 في جسدك

ولو سألت كم أدفع على الكرة الحمراء الواحدة فقط ؟

لقلت تدفع مليار وثلاثمائة مليون ريال أو أيا كانت عملة بلدك

على كل جزيء هيموجلوبين يخرج في كل ثانية.

وهذا شيء بسيط من الناحية الطبية فلو تكلمنا عشرات الحلقات

وفصلنا من الناحية الطبية ما انتهينا لكننا سننتقل

 من الناحية الطبية

إلى أهمية القلب في العبادات والناحية الدينية .

فنرى أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق  الإنسان وأعطاه رئتين

وكليتين ولسانا وشفتين وعينين وأذنين ورجلين ويدين

وكل هذه الأشياء لا ينظر الله سبحانه وتعالى إليها

فمحط نظر الرب عز وجل الذي يقيِّمك عليه

 والله لا يخفى عليه شيء

 سبحانه

محط تقييمك أنت ليس على كفاءة رئتيك ؟

ولاكم نسبة دخول الأكسجين إلى رئتيك ؟

ولا كم نسبة تغسيل الكلى عندك ؟

ولا كم كيلو تمشيه رجلك ؟

فقد قال عليه الصلاة والسلام

(إِنّ الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر

 إلى قلوبِكم)

وفي رواية (ولا إلى أموالكم)

أي عندك رصيد في البنك هذا لا ينظر الله إليه هذا الناس

 تنظر إليه ،

لكن الذي خلقك ينظر لمكان واحد فقط هو (القلب).

لو قمت لصلاة الفجر وسألت نفسك مالذي أقامني لصلاة الفجر ؟

ليست يد زائدة عند الذين يصلون الفجر لكنه( قلب)

الآن يموت لدينا أشخاص وتوجد لدي مواقف يستحيل أنساها

 في العناية المركزة

ففي عناية الأطفال طفلة توقف قلبها وأجرينا لها إنعاش قلبي

لمدة 45 دقيقة والقلب متوقف وفكرة الإنعاش

هي أن تضغط على القلب حتى يضخ قليلا من الدم

وأفضل إنعاش من أفضل رجل محترف في الطب

لا يساوي 20%من ضخة القلب من الداخل إذا تولاها الله

 -سبحان الله-

وأنت الآن لا تحتاج أن يضغط على صدرك أحد ففي

 نبضة واحدة

يصل الدم لكل الجسد -سبحان الله-

وهذه الضغطة التي تحدث حين عمل الإنعاش

 تصل بالدم فقط للمخ

وقليل منها يذهب للرئة من أجل هذا ترى المريض

 يتحول لونه للأزرق.

الشاهد أننا قمنا بعمل الإنعاش وأنا أنظر للأم والأب كيف

 وضعهم -سبحان الله –

كان الأب يذكّر الأم ويقول : يا أم لمياء لا تنسين .

ونحن لا ندري عن ماذا يتحدثان ثم يقوم برفع الستار لينظر لابنته

وقد تحول لونها للأزرق فقد تولاها البشر

وفي الماضي كان الله سبحانه متوليها

وبعد 45 دقيقة خرجنا لنقول له عظّم الله أجرك

ابشر بالخير واصبر واحتسب

والله الذي لا إله إلا هو أول شيء فعله أنه سجد لله شكرا

ثم بدأ يتكلم ونحن نسمع يقول :

ربي لك الحمد متعتنا بها ثمان سنوات ونحن لا نملك شيء

الأمر كله لك ولو شئت ما أعطيتنا إياها

 لو شئت لحرمتنا من الذرية

لك الحمد أعطيتنا خمسة غيرها ولو شئت لأخذت أربعة

وتركت واحدة لك الحمد يا رب

كان يقول كلام عجيب ثم رفع رأسه ثم نظر إلى زوجته وقال :

يا فلانة لم تسجدي فخرت الأم ساجدة ,

وجاء أحد الأخوة يقول له :

والله أنا عملت هنا منذ زمن ويأتينا رجال ويموت

 لهم رجل عجوز

قد عمّر فيجزعون بالله انت بنت في عمر الزهور تقول ذلك

فأجابه : يا أخي بالله عليك من أين جاءت هذه البنت ؟

الله أعطانا إياها ثمان سنوات تمتعنا معها

والآن في لحظة ننسى نعمة الله علينا ثمان سنوات ,,

وأنا أقول لها لا تنسين فسألناه مالذي لا تنساه ؟ فقال :

لا تنسين أن الله سبحانه وتعالى يسمع ويرى والروح تطلع

 الآن ويقول

:ماذا قالا ؟ فالملائكة ستطلع الآن

 ويسألها الله عز وجل ماذا قالا ؟

لا تنسين قولي الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون.

قال :فيسأل الله الملائكة فيقول :

 ماذا قال عبدي ؟أقبضتم ثمرة فؤاده ؟

فماذا قال عبدي ؟فتقول الملائكة :حمدك واسترجع

فيقول الله عز وجل :ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد

وهذا الرجل نشهد لله أنه سجد لله شكر

فيقول :ابشري إن وعد الله حق وان البيت بني الآن .

من أجل ذلك قال الله تعالى

 (الّذِيْنَ ءَامَنُوْا وَتَطْمَئِنّ قُلُوْبِهِمْ بِذِكْرِ اللهِ )

ثم أكد الله (أِلاِ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنّ القًلًوبْ)

مالذي يثبتني أنا وأنت ؟لن يثبتنا ولو ذهبت لرجل لديه مليار ريال

 وقلت له

ولدك مات لقال لا أريد المليار أريد ولدي

ولأجل هذا ولأن هذا العضو مهم وأهم عضو

 ولأن عليه يتم تقييمك إلى جنة

أو نار ولأن هذا القلب هو الذي يحركك بعد الله عز وجل

 لفعل الخير

(وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الهَوَى)

هو القلب ملك الجوارح

وهذا القلب حتى يصلح حاله أنزل له كتاب اسمه القرآن

ولو قال أحدهم ما الدليل ؟

نقول القرآن لم ينزل ليصلح عينك أو يدك

بل حتى يصلح قلبك أولا قال تعالى

(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلِيْكَ مُبَارَكٌ ليَدّبّرُوا)

لم يقل ليقرؤوا ولا ليسمعوا ولا ليحفظوا

بل قال (لِيَدّبّرُوا) يدبروا ماذا؟سوره أو أجزاءه ؟

بل قال (لِيَدّبّرُوا آَيَاتِهِ)

فكل آية لها مع قلبك حكاية و بماذا يكون التدبر ؟بالعين أم بماذا ؟

أجاب الله في القرآن (أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآَنَ )

سبحان الله كلام عظيم أي هل تشعر بشيء وأنت تقرأ

 هل تشعر بأنك تتخذ قرار ؟ أو تشعر بأنك تغير قرار؟

أم ماذا يا رب ؟

(أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)

ولم يقل عيون إذن من أجل هذا القلب نزل القرآن .

قال تعالى (نَزَلَ بِهِ الرّوْحُ الأَمِيْنِ

)سواءً كان الرسول عليه السلام جالس

عند عائشة رضي الله عنها أو في إحدى حجراته

 أو فوق ناقته القصواء

أو في المسجد ينزل به جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه

 وسلم

واقف برئتيه ويديه وعينيه ورجليه الشريفتين فأين يذهب القرآن؟

قال تعالى(نَزَلَ بِهِ الرّوْحُ الأَمِيْنِ *عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِيْنِ)

أين نزل ؟على قلبه نزل ليداوي القلب

 من أجل هذا النبي صلى الله عليه وسلم

تغير عضو واحد فقط إذا صلح صلح سائر الجسد

ومهما تكلمنا يبقى هذا الكلام كلام تنظيري

لكن أنا أقول لأخي الصائم وأختي الصائمة في هذا الحر

 وهذا الصيف

لو آتيك بكتاب الآن عن فوائد الماء وأقول اقرأ عن فوائد الماء

وأقرأ عليك فوائد الماء  و أحضر لك الماء في كأس

 وأقول المس الماء

أو صب الماء في عينك مهما فعلت من هذه الأشياء لن تشعر بالماء

لأن الماء وسيلة الوصول إليه أن تشربه فترتوي وتبتل به عروقك

وإلا لن تشعر بالماء.

كذلك القرآن يستحيل أن تشعر به إذا تكلمت لك عنه

 إذا لم يدخل القلب

فكيف يستطيع أن يتذوق العسل من ليس لديه لسان؟

قال تعالى (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ)مغلفة ما لذي غلفها ؟

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ ذُكّرَ بِآيَاتِ رَبّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا)

يسمع آيات تذيب الحجر

يُذَكّر بآيات ربه ويسمع قوله تعالى

(حَافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ وَالصّلاَةِ الوُسْطَى وَقُومُوا لله قَانِتِيْنَ)

وقال عز وجل(قُلْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ يَغُضّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)

وقال (وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُوْنِ اللهِ مَالاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرّكَ)

آيات كثيرة يسمعها ثم يعرض عنها (وَنَسِيَ) ماذا ؟

لم يقل ما حفظ أو ما قرأ بل قال تعالى (وَنَسِيَ مَا قَدّمَتْ يَدَاهُ)

ثم يأتي أحدهم ليقول : ما علاقة أعمالي بالقرآن ؟

 نقول له لم ينزل القرآن

إلا من أجل أن تعمل وليس من أجل ان تسمع فقط أو تقرأ

وعندما قال (إِنّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ)

أكنة أي مثل التوابيت لم يقل أن يقرؤوه,,

 اقرأ مرة مرتين اختم مئة مرة

لكن لن تفقه شيء ومَن  بجانبك يسمع الآيات وينتفض وأنت  تقرأ

ثم تقول لا يوجد شيء لا تشعر بشيء لماذا؟

لأن قلبك مغلق .



لسماع المحاضرة:

http://abdelmohsen.com/play-2038.html



  القلب word   القلب pdf


  • الثلاثاء PM 01:07
    2014-09-16
  • 4313
Powered by: GateGold