احصائية الزوار

278
زوار اليوم الحالي
118
زيارات اليوم الحالي
991
زوار الاسبوع الحالي
3107
زيارات الاسبوع الحالي
118
زوار الشهر الحالي
278
زيارات الشهر الحالي
5535771
كل الزيارات

الزوار

انت الزائر رقم : 2693643
يتصفح الموقع حاليا : 44

عرض المادة

لا تظلم نفسك

 


لا تظلم نفسك

 


أبدأ باسم الله مستعينا راضٍ به مدبرا معينا والحمدلله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا أحمده سبحانه وأشكره ومن مساوئ عملي أستغفره و أستعينه على نيل الرضا وأستمد لطفه فيما قضى

وأصلي وأسلم على ذاك النبي المصطفى روحي و نفسي وأمي وأبي ومالي وما أملك له الفدا..عليه الصلاة والسلام

أما بعد ..ما أجمل ان نطرح هذا الموضوع وأي موضوع  في الدنيا من خلال هذا الكتاب العظيم الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه (الر * كِتَابٌ أحكِمَت آيَاتُه ثُمَّ فُصلَت مِن لَدُن حَكِيم خَبِير)

فيه كل شيء قال سبحانه وتعالى(وَلا يَأتُونَكَ بِمَثَلٍ إلا جِئنَاكَ بِالحَق وَأحسَن تَفسِيرَا) وبين فيه كل شيء فقال (تِبيَانَا لِكُل شَيء)

إذن الله سبحانه وتعالى بين لنا في القرآن الكريم الظلم وحقيقة الظلم وبواعثه ..ومآل الظالمين .. وهل يحبهم أم لايحبهم ؟وماذا فعل الله بالظالمين على مر العصور ؟ ومِن سنن الله سبحانه وتعالى إذا أحب أحدا جعل العاقبة له وإذا كره أحدا

-أسأل الله أن لايجعلنا وإياكم منهم -  جعل الدنيا كلها عليه قال تعالى (يُمَتعهُم قَلِيلا) وقال (فَكُلا أخَذنَا بِذَنبِه )من هُم كلًا  هؤلاء؟

هُم كل الأقوام الذين ظلموا..قال تعالى عنهم (فَكُلا أخَذنَا بِذَنبِه) ثم في نهاية الآية قال (وَمَا كَانَ الله لِيَظلِمَهُم وَلَكِن كَانُوا أنفُسَهُم يَظلِمُون)..

سؤال : هل يمكن للإنسان أن يظلم نفسه ؟

الجواب : نعم يمكن للإنسان أن يظلم نفسه

فكيف للإنسان أن يظلم نفسه وهو يُلبسها أحسن اللباس ؟!! الإنسان عندما يلبس لا يلبس نفسه إنما يلبس جسده فالنفس ليست هي الجسد النفس شيء آخر غير الجسد !

وهذا كلام الله,, فالله يقول (لَكِن أَكثَرَ الناسِ لا يَعلَمُون) ومادام الإنسان لا يعلم إذن من السهل أن يكون فريسة سهلة لعدوه وعدو الإنسان هو الشيطان  ..فإذا وجد الشيطان الناس لا تعلم مباشرة يجعلهم يُعرضون عن الحق لذلك قال الله تعالى (بَل أكثَرهُم لا يَعلَمُونَ الحَق فَهُم مُعرضُون) فمن لا يعرف الحق سيكون من السهل عليه أن يُعرض عن الحق

مثلا لو جئت لطفل بثلاثة ريالات وجئت بورقة من فئة الخمسمائة ريال مباشرة سيأخذ الثلاثة ريالات .. مادام لا يعرف قيمة الخمسمائة مباشرة سيأخذ الثلاثة ريالات هو لا يدرك أن الخمسمائة فيها خمسمائة نسخة من فئة الريالات فأصبح من السهل أن تخدعه..

من أجل هذا يكون السبب الرئيسي لظلمنا لأنفسنا هو الجهل..الجهل بماذا ؟ ليس الجهل بأي شيء و إنما الجهل بأعظم شيء وهو كتاب الله سبحانه وتعالى لذلك نجد القرآن يقص علينا قصة حين يقول الله تعالى

(وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمَن)

تريد أن تضيع اجعل القرآن للقراءة فقط ..

 لمجرد القراءة ..تريد أن تضيع غاية الضياع في الدنيا والآخرة والعياذ بالله ولا تأخذ شيء من الله سبحانه وتعالى وتأخذ وعود من الشيطان الرجيم وهذه الوعود تختفي في الآخرة عندما يقول الشيطان (و مَا كَانَ لِي عَلَيكُم مِن سُلطَان)

فإذا جهل الإنسان بالقرآن ولم يطبقه ولم يعينه الله عز وجل على تدبره وتطبيقه وإقامة حدوده وحروفه

 فهو جاهل,, قال الله عز وجل (...َولَكِن أكثَرَ النَّاسِ لا يَعلَمُون*يَعلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الحَيَاةِ الدَّنيَا) أتى كالصاعقة بلفظ لا يعلمون ثم بعدها مباشرة بلفظ يعلمون  ولا تفصل بين الكلمتين إلا رقم الآية

بذلك أثبت أن هذا العلم أصلا ليس بعلم

 كرجل تعلم كيف يكسب عشرة ريالات وضيَع على نفسه صفقة مليون ريال فتقول عنه لا يعلم مع أنه كسب عشرة ريالات لأنك عندما تقارن ما كسب مع ما ضيَع تجده خسران صفقة في الدنيا ..

كذلك من يُعرض عن ذكر الله ,, قال تعالى (وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمَن نقيِض لَهُ شَيطَانَا فَهُوَ لَهُ قَرِين)عصى الله سبحانه وتعالى فانتهت القضية وخسر(وَإنَّهُم لَيَصُدَّونَهُم عَنِ السَّبِيل وَيَحسَبُونَ أنَّهُم مُهتَدُون)

إذن هو يرى نفسه مهتد وليس لديه أي مشكلة ..وهذه بداية الضياع

بداية الضياع أن نظلم أنفسنا مع هذا الكتاب ..قال تعالى (وَمَن أظلَمُ مِمَّن ذُكَّرَ بآيَاتِ رَبَّه) يقول الله تعالى : من أظلم ؟

وهذا الظلم ليس بين الناس لكنه بين الإنسان ونفسه وما أكثر ظلمنا لأنفسنا ..(رَب إنِّي ظَلَمتُ نَفسِي فَاغفِرلِي)

ولقد ورد الظلم كثيرا في كتاب الله سبحانه وتعالى ولكن عندما يقول الملك سبحانه من أظلم ؟؟ فهذه صيغة مبالغة يعني لا أحد أظلم ممن ذكر بآيات ربه ..بالله علينا كم منا ممن ذكر بآيات ربه؟

منا جميعا من الانس والجن.؟؟.

نجد أن كلنا جميعا ممن ذكر بآيات ربه إما بقراءة إما بسماع إما بحفظ المهم انه لدينا كتاب يذكرنا بآيات الله ..

فبقي الجزء الثاني من الآية (فَأعرَضَ عَنهَا وَنَسيَ مَا قَدمَت يَدَاه)

 فكم منا ممن أعرض عنها ؟

فالظالم لنفسه قال الله عنه (وَيَحسَبُونَ أَنهُم مُهتَدُون)حاسب نفسك كم منا قرأ في القرآن (قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضوا مِن أَبصَارِهِم) وهو ينظر لما يشاء !! فهل هذا أعرض ؟ نعم أعرض,, ذكر بآيات الله ثم أعرض فيقول عنه القرآن ظالم لنفسه لكنه لا يعلم ..

كم منا قرأ (وَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضَا)

كم منا قرأ قوله تعالى (قل لا يَعلَم مَن فِي السَّمَواتِ وَالأرض الغَيبَ إِلا الله) ثم تابع السحرة والمشعوذين.. ثم نجده تعالى يقول في محكم كتابه (ثمَّ أَعرَضَ عَنهَا وَنَسِيَ مَا قدَّمَت يَدَاه) فتبدأ من هذه الآية قصة النهاية وقصة الضياع حين يقول بعدها (إنَّا جَعَلنَا عَلَى قلُوبِهِم أكَّنَة أَن يَفقَهُوه وَفِي أذَانِهِم وَقرَا) إذن هو بدأ قصة الضياع من هذه النقطة

أنه ضيع علاقته بهذا الكتاب العظيم وظن أن هذا الكتاب للقراءة وأنه يأخذ بكل حرف حسنة ولم ينزل الله الكتاب لهذا فقط !!

ونجد أن كتاب الله العظيم وسنة نبيه الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم أنهما أتيا بنماذج وصورا صور حياة للظالمين وكيف كانت نهايتهم وسنعرض هنا من هذه الأنواع..

أولا نجد أن أشد ظلم في الدنيا وفي الأرض وما عُصي الله سبحانه وتعالى بذنب أشد منه هو الشرك بالله عز وجل حتى أن العظيم إذا تكلم بشيء ووصفه بأنه عظيم فاعلم أنه عظيم !!

فإذا جاءك شخص فقير وقال أن فلان لديه رصيد هائل فستقول بأن عنده شيء بسيط لكن إذا جاءك أتجر و أغنى رجل وقال أن فلان لديه رصيد هائل فستقول أن فلان لديه أرصدة وحسابات هائلة الأرقام ..تعرف هذا لأن المتكلم يعرف لغة الأرقام ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى فإذا قال بأن الشيء عظيم فهو عظيم ..

قال تعالى (إنَّ الشِركَ لَظُلمٌ عَظِيم)

وهو أن تجعل لله ندا وهو خلقك فهذه القضية نعرفها لكن لا نعلم أننا وقعنا فيها إلا من رحم الله عز وجل,, كم من واحد الآن منطرح عند قبر ويدعوه وهو يحسب بأنه مسلم ويظن بأنه يحسن صنعا وأنه ليس لديه أي مشكلة نحن لن نتكلم بفتاوى بل سنتكلم بآيات الله سبحانه وتعالى فالله عز وجل يقول (إن تَدعُوهُم لا يَسمَعُوا دُعَاءكُم)

فهذا الذي أنت منطرح على قبره تبكي بخشوع لم تخشعه في صلاتك وانت متوجه بقلبك كله لمن في القبر- ولو أنك وقفت بين يدي الله تصلي لم ترى ذلك الخشوع والبكاء-فالله عز وجل يقول (إن تَدعُوهُم لا يَسَمعُوا دُعَاءَكُم)قد يأتي البعض ويجادل بأن مَن في القبر يسمع؟! فيحاوره الله في القرآن (وَلَو سَمِعُوا مَاستَجَابُوا لَكُم)هذا يعني بأن تعبك كله لم يأتيك بشيء إلا الخسارة وهذا في الدنيا قبل الآخرة ولم تنتهي القضية هنا بل بقي أعظم فصل فيها بقي موقف سوف أجمعك أنت ومن في القبر ولكن لن يكون أحدكم فوق الأرض والآخر تحتها بل جميعكم عندي فقال تعالى (وَيَومَ القِياَمَة يَكفُرُونَ بِشِركِكُم وَلا يُنَبَّئُكَ مِثلُ خَبِير)

و لاحظ أنه لم يقل تعالى,, بذنبكم, ولا بجريمتكم,, بل قال بشرككم وهذا ليس من الفتاوى لكنه من رب الأرض والسماوات جاء مفصلا من عنده سبحانه(وَلا يُنَبَّئُكَ مِثلُ خَبِير)..

وإن سألنا يارب - ونسأل الله أن يهدي ضال الأمة- هذا المسكين الذي انخدع واعتاد أن يدعو و يتعلق بشيء هولا يعرف إيمان بالغيب لا يعرف أن يدعو رب العالمين وهو على يقين .. يعرف يدعو قبر أو حفرة قالوا له هذا رجل صالح ادعه

مع أن الله سبحانه وتعالى حذره في القران لكن إن كان ممن (أغفَلنَا قَلبَه عَن ذِكرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاه وَكَانَ أَمرُهُ فرُطَا)..

فإذا سألنا أين يذهب هذا المسكين يارب ؟ جاء الجواب من الله عزوجل في الآية التي تليها مباشرة (يَاأيَّهَا النَّاس)ونلاحظ أنه تعالى لم يقل يا أيها الذين آمنوا لأنك لن تجد مؤمنا بالله وباليوم الآخر ينطرح عند قبر يدعوه..فقال (يَاأيُهَا النَّاس أنَتُم الفُقَرَاءُ إلَى الله) نعم انتم الفقراء فأنت فقير إلى الله وأضلك الشيطان أنت فقير قد تكون مريض أو محتاج أو تريد طفلا أو أو,,أو,, فأنت خلقك الله فقيرا لست بغني فلديك سلسلة من الاحتياجات والدعوات ينبغي أن تسلك مسارها الصحيح فتبثها لمن خلق السماوات والأرض ,,الملك الذي على عرشه استوى سبحانه ولا تبثها لمن أصبح تحت الارض..

فالله هو الغني سبحانه (أنتُم الفُقَرَاءُ إلَى الله والله هُوَ الغَنِي الحَمِيد)من أجل هذا بعدها قال (إن يَشَأ يُذهِبكُم أيَّهَا النَّاس وَيأَتِ بِخَلقٍ جَدِيد)

يذهب بجميع الناس ليس بشخص واحد فقط بل بالجميع فإن سألت كم سيكلف هذا ؟ كم من ناس تخلق ؟كم من خلايا ؟كم من قلوب تنبض؟ وكم من الدماء؟ وكم من الكلى ؟؟ إن سألت فقد قال الله تعالى (وَمَا ذَلِك عَلَى اللهِ بِعَزيز)فالقضية أسهل فقد قال تعالى

 (مَا خَلَقَكُم وَلا بَعَثَكُم إِلا كَنَفسٍ وَاحِدَة )وقال تعالى (وَهُو عَلَيَّ هَين) فأنت لا تكلف الله سبحانه وتعالى شيئا إلا أن يقول كلمة واحدة سبحانه وتعالى ..

ونجد أيضا أن من السحر الذي وقعت فيه الأمة ما نراه في قنوات السحر والشعوذة أن يأتي الواحد عند ساحر أو كاهن يدعي علم الغيب أمامه فيقول أنت فلانة سيأتيك بعد ثلاثة أشهر زواج ولكن اتصلي بي بعد الحلقة على الكنترول ...فهل هذا علم الغيب ؟؟

إن الله سبحانه وتعالى عظيم أرسل لنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى يخبرنا أن كل واحد منا عليه مسئولية ويبين لنا فقال بمجرد أن تأتي للكاهن وتسمعه مجرد الإتيان والسماع حتى لو لم تصدق وتؤمن

لكن يقول حب استطلاع

أنظر ماذا سمّاه النبي صلى الله عليه و سلم لم يقل حب استطلاع ,,قال مجرد انه أعطاه الفرصه,, أعطاها فرصة أنها تسمع لواحد يثبت لنفسه أنه يشارك رب العالمين في شيء والله سبحانه وتعالى نفاه في القرآن قال (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَ الأرْضِ الغَيْبَ إِلا الله) فمجرد أنك تعطي نفسك فرصة إذا كنت في أحسن حالاتك إنك مُكذبه وتعلم أنه كاذب إذن تصلي مئتي صلاة أربعين يوم بدون أي حسنة ولو توفّاك الله لقيت الله تعالى مشرك طيب إذا صدّقته ! هذا بأحسن حالاتي و أعلم أنه كاذب و أقول للناس هذا كاذب وأنا أسمعه ,, أربعين يوم لا تقبل لك صلاة لو نقول واحد داوم عشرين يوم بدون راتب ! نعرف الدنيا ونعرف اليوم بدون راتب ماذا يعني

 لكن إذا كان يوم لا يوجد به ولا حسنه

إذا كانت ركعتين قبل الفجر خير من الدنيا وما فيها ! إذن صلاة الفجر كم ؟! لو أحد كان يصلي بجانبك وخرج معه الدنيا و ما فيها خرجت أنت بدون شيء

قمت وتعبت نفسك لأجل موقف أعطيت نفسك الفرصه فيه أنك تجعل واحد أمامك يدعي أنه يشارك رب العالمين لأجل هذا الله سبحانه يقول عن قصة سليمان عليه السلام (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)

وقال (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) سبحانه لأجل هذا لو كان يريد أن يعطيها أحد بعض الناس يقول طيب هذا علم غيب إني أعلمك إسم أمك او إسم أختك هل هذا علم غيب !

إذن الذين في المباحث كلهم علماء غيب الذي يقولك الأسبوع الماضي الساعة الثانية كلمتنا ما شاء الله أكيد انك عالم الغيب لو تأتي تزورني في البيت أنت ومعك واحد ثم تخرج من السياره واسأل من هذا؟

يقولون الشيخ أحمد دخلت عليك بعد قليل قلت لك أهلا بالشيخ احمد ، تخاف ؟ تقول أكيد يعلم الغيب؟

أم ستقول أكيد أخبره أهلي هذا ليس علم غيب أصلاً كل المعلومات أعلمها الجميع يعلم اسم والدتي و من أين أتيت الشاهد لو كان الله سبحانه وتعالى سيعطي أحد علم الغيب من يعطيه؟ أعظم مخلوق محمد عليه الصلاة و السلام بأبي و أمي يقول الله عز وجل قل لهم ولو كنت أعلم { قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسي} أنظر وهو حي أنظر كيف ظلمنا أنفسنا وهو حي في كامل قدرته يقول

 { قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ }

أنظر وهو على منزلته عليه الصلاة و السلام لم يظلم نفسه وحاشاه

 فإذا كان هذا كتاب الله وهذا كلام محمد عليه الصلاة و السلام عن نفسه يترك كلامه ويصدق ناس آخرين ويقول لا لا لا يغُرّكم القرآن يقدر يشفي لكم مريض طيب هو يقول عن نفسه كمّل الآيه

{ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

هـذا الظلم الذي  نتكلم عنه أعظم ظلم أن تظلم نفسك لأجل هذا النبي عليه الصلاة و السلام كان يراقب الصحابه أن لا يظلموا أنفسهم بالذات من هذه القضيه يأتي واحد من الصحابة يقول ما شاء الله و شئت تغير وجه النبي صلى الله عليه و سلم كأنما فك في وجهه حب الرمان قال أجعلتني لله ندّا طيب هو لم يقل جعلتك لله نِدّا بالعكس قال أنت يا رسول الله فأكيد أنك أنت و الله سبحانه وتعالى تعلمون و انتم تقدرون قال قل ما شاء الله وحده و في رواية أجعلتني و الله عدلا ،

 يأتي رجل في صحيح مسلم والنبي صلى الله عليه و سلم يراقب فيقول من يطع الله و رسوله فقد رشد,, كلام جميل و من يعصيهما فقد غوى الصحابة كلهم لم يلاحظوا النبي صلى الله عليه و سلم قال بئس الخطيب أنت سبحان الله الكلام به شيء ! النبي صلى الله عليه و سلم على خلق عظيم وصفه الله يعني لا يجرح أحد وهو أمام الناس إلا لأمر شديد وخطب عظيم قال بئس خطيب القوم أنت ,,ماذا فعل ماذا قال؟!  اعيد الجملة قال:

 من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصيهما فقد غوى قال لا تقل من يعصيهما قل من يعصي الله و رسوله

اليوم تدخلني معه في كلمة و غداً تدخلني معه في عبادة و أدخلتني معه في واو عطف جل جلاله وهو سبحانه و تعالى علواً كبيراً قادر أن يهلك المسيح ابن مريم و أمه ومن في الأرض جميعا إذا غضب رب العالمين سبحانه و تعالى

بل قال للنبي عليه الصلاة و السلام( وَلَقَد أوحِيَ إلَيكَ ,,وهو أغلى مخلوق عنده عليه الصلاة و السلام ..وَإلَى الذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أشرَكتَ لَيَحبطنَّ عَمَلُكَ,, وهو حاشاه عليه الصلاة و السلام ..لئن أشركت ..لو تأتيني بشرك ليحبطن عملك,, فأعظم ظلم في العالمين هو الشرك ,,أن تأتي الله عز وجل وقد اشركت ..لأجل هذا يأتي واحد يقول يارسول الله أأذن لي في بالزنا يوجد مجال للحوار ادنُ مني ادنُ.. تعال نتكلم أنا و أنت أترضاه لأمك ، احرق قلبك لكن بطريقة اذكرك فيها مثل ماتكره يكرهون الناس لكن يوجد مجال للنقاش

لكن في قضايا الشرك لا مجال للنقاش

فهذا النوع الأول وهو أعظم نوع في العالم ، اخواني و اخواتي الكرام هيا نقف وقفه مع انفسنا والنتسائل

هل من الممكن أن يظلم الإنسان نفسه حقاً؟؟

 قد يتعجب البعض من ذلك ولكنها حقيقة واضحه يظلم الإنسان نفسه عندما يكون عبداً لها و لشهوته عندما يطيع الإنسان نفسه في كل شئ

فهو بذلك ظلمها ظلماً كبيراً وهو لا يدري لأنها كثيراً ما تأمره بمعصية فالنفس أمَّارة بالسوء وهو بطاعته لها يقربها من سخط الله سبحانه و تعالى و من النار فيكون بذلك ظلمها و أعطى لها ما تريد ،

يأتي بعده ظلم البدعة أن يظلم الإنسان نفسه في بدعة لأجل هذا من مداخل الشيطان ست مداخل

المدخل الأول / هو الشرك يحاول فيه أن يجعلك تنطرح لقبر تدعو و تتوكل على احد و التوكل من أعمال القلوب لا يُصرف إلا لله سبحانه و تعالى إذا لم  يستطع,,

 دخل لك في البدعة /,,البدعة أعظم من الكبيره مع العلم بأن أصلها و ظاهرها الإستحسان فتجده يجلس يسبح  مئة و خمسة عشر يعلمها أولاده تلاحظ الناس عندما تقول له سمع الله لمن حمده يقول ربنا ولك الحمد ولك الشكر تأتي تقول له الشكر ما أتى بها النبي صلى الله عليه و سلم,, يقول : يا أخي تعقدون المسأله هذه خير ثم أنا لم أقل لك الحمد فقط قلت و لك الشكر كلمة جيده

هو لا يدرك أبعاد القضية ولده الآن يسمع منه الشكر يظن والشكر هذه من محمد عليه الصلاة و السلام ثم يأتي الجيل الذي بعده يأتي الولد ناجح فهو فرحان وربي اعطاه عطيه و مستجيب له دعوة فيقول فلك الحمد و لك الشكر يشعر انها لا تكفي فيقول ولك الحمد ولك الشكر  الجزيل جدا ياربي تأتي البنت بعدها ناجحة ولك الحمد و الشكر لا تكفي جداً جداً اكثر شكر ياربي,,

 يأتي جيل بعدها يتورط يسمعون أدعية لم يقلها النبي صلى الله عليه و سلم, ويتورطون بين الذي قالها النبي صلى الله عليه و سلم وبين الذي قاله والده و الذي قالته والدته فيتورط ويتغير الدين كله

 فهل هناك هدي أعظم من هديه عليه الصلاة و السلام ؟! قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ والله العظيم قدم لنا افضل هدي  و هذا المبتدع هو يظن أنه الآن يفعل شيء للنبي عليه الصلاة والسلام

حصل موقف معي في احد الدول الخليجيه صليت خلف إمام سبحان الله يسلم ..السلام عليكم و رحمة الله و بركاته وهو قائم يصلي التراويح يقول صلِّ اللهم و سلم على نبينا محمد فقلت له النبي صلى الله عليه و سلم كان يسلم ويقول استغفرالله

 قال سبحان الله وانا قلت كلمة خطأ انا اصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قلت لكن هو الذي تصلي عليه قال هنا استغفر الله

 قال لا ,,هذا خير

قلت له إذن في السجود سأقول ( الله لا إِلَهَ إلَّا هُو الحَيّ القَيُّوم ) قال : لا .. لا يصلح .. قلت له :طيب هذا قرآن هذا أعظم من الذكر !

قال لا النبي صلى الله عليه و سلم لم يفعلها قلت سبحان الله إذن ماذا نفعل  ؟ قال ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا..

 بس مجرد كلام قلت له أنت قدوه الآن أنت تقول وتعلن بلسانك انك تحب النبي عليه الصلاة و السلام(كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون) لكن صلاة الشيخ سريعة  لا نقول سبحان,,, إلا وقد  قام.... حتى سبحان ربي الأعلى لم أصلها ...حافظ الحديث و حافظ السند وعالم بالبخاري هذه القضية ليس انك تقول مالا تفعل قال الله سبحانه و تعالى

( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ  )  

كلام سهل أن يقولوا عملنا و هم لا يفتنون و سنبتلي حتى يتبين ..

لأن الله يعلم ما هي سرائرنا

أسأل الله أن يجعلنا و إياكم ممن يكون ظواهرهم خير و بواطنهم خير..

مشاركة من فضيلة الشيخ محمد / أقول لا شك أنه عندما يطغى على المرء حب نفسه و رفع ذاتها لا شك بأن الأنانية و الظلم يلازمانه ملازمة الظل إذ لا يحدد معنى العدل و الظلم و الخير و الشر و الحسن و القبيح في هذه النفس المريضة إلا الرغبات و الأهواء و متطلبات تلك النفس الظالمه حمانا الله و إياكم فلا ترى الحق لأحد إلا في اطار حظوظها ومكاسبها

فإذا أخطأ صاحب تلك النفس فإنه لا يعترف بخطئه البته و إذا ظلم فإنه لا يقر بظلمه بل تجد أن مَن يحدد ميزان الخطأ و الصواب و العدل و الظلم هي نفسه الجامحه  و هواه المتبع

 يضع الأمور بغير مواضعها بل ويظن انه قد أحسن,, يقضى على المرء في ايام محنته حتى يضع حسناً ما ليس بالحسن وهو قد أخطأ و ظلم و إذا ازداد هذا الفهم المغلوط في أمة من الأمم فإن الهلاك يكون قريباً وشيكاً لأن من أعظم أسباب تدمير الأمم و فنائها انتشار الظلم بين أفرادها

و الظلم نوعان :ظلم النفس ,,و ظلم الغير,, وحديث الشيخ و حديثكم في هذه الليله ظلم النفس لا تظلم نفسك من هذه الأمور ذكر الشيخ ظلم النفس بالشرك بالله عز وجل و بدعة لكن هناك أمر أريد أن أشير إليه وهو الحديث عن ظلم الإنسان لنفسه أن يملأ قلبه من الحسد ولا شك أن أعمال القلوب مقدمه على أعمال الجوارح و القلوب محل نظر ربي جل في علاه و الحسد لا شك داء العضال و سم قتال لا يسلم منه إلا من سلمه الله جل و علا ولهذا ورد عن بعض السلف و أظنه الحسن البصري يقول

"ماخلا جسد من حسد لكن اللئيم يبديه و الكريم يخفيه "

ما وقع الحسد بين الناس وما أكثر وقوعه بين الناس ولا حول و لا قوة إلا بالله

 وأكثر ما يقع بين النظراء و المتشاركين و أكثر مما يكون في صفوف النساء وأن الحسد في الحقيقه استطيع أن اسميه :اعتراض على قضاء الله و حكمته ولهذا قيل كما ورد هذا في أرب الدنيا و الدين يقول من رضي في قضاء الله لم يسخطه احد و من قنع بعطائه لم يدخل عليه الحسد .

س / نرى دائماً الظالم يرتع ويعتدي و يأخذ مال هذا ويسفك دم هذا ويعتدي على هذا بأنواع من الإعتداء يجمعها الظلم والتعدي على حقوق الآخرين ، لكن قد نراه في سعادة وهناء و امتد به عمره وهو ما زال ظالماً ، يعتدي ويأخذ و يرتع في هذا الظلم ، حينما يرى الإنسان مثل هذه المناظر و أن هذا الظالم لم يصب بعقوبة و لم يصب ببأس ، كيف يتعامل الإنسان وهو يرى مثل هذا المنظر ، أي قد يصاب الإنسان أحياناً بنوع من الشك حول مصير هذا الظالم !

ج / أحسنت ، أولاً  جزاه الله خير أخي الشيخ محمد  ، -الله لا يحرمه الأجر على مداخلته-  إن أذنت لي بتعليق بسيط قبل أن أجيب ، قال جزاه الله خير عن قضية الحسد ، فأنا لن أطيل الكلام أكثر من آية ، وما أجمل أن تؤخذ المواضيع كلها من كتاب الله سبحانه وتعالى، هو مرجعنا ،   قال الله سبحانه وتعالى : " أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ " ،  هذه الآن عبارة عامة الكل يفهمها ثم بيّن رسالة خاصة للحاسد ، من الذي أعطاه ؟ أنت الآن حسدته على هذا الأمر ، من الذي أعطاه حتى نرى هل هو ظالم أم لا ؟

تعالى ربي علواً كبيراً ،

من الذي أعطاه ؟ قال: " عَلَى مَا آتَاهُمُ" هم الذين أخذوا أم أنا الذي أعطيت ! "عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ " إذن أنت لم ترض بما عنده ،  أنت لم ترض بالذي أعطاه ، الله سبحانه وتعالى ، "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ "  أنت الآن معترض على أعظم من قضية الحسد ، أنت معترض على حكم الله سبحانه وتعالى.



الثاني : قضية أن الظالم يعيش ، هذا من قلة اليقين إذا أحد ظلمك تظن أن الله سبحانه وتعالى لن يحاسبه ،

بل إذا رحمه الله عاقبه أمامك ، إذا أراد الله أن يعاقبه -أسأل الله عز وجل أن يعافينا- العقوبة هناك  ،

لا أنسى موقف حصل معي قبل أربع سنوات في المستشفى التي كنت أعمل فيها في مركز القلب ، عُمِلت لرجل عملية سبحان الله ما رأيت أحد تدهورت حالته بعد عملية كهذا الرجل ،

عملية كانت (ترقيع شريان ) تُعمل أربعة مرات في اليوم لأربع مرضى وجميعهم بعد فضل الله سبحانه وتعالى يزال عنهم ضيق التنفس في اليوم الأول و إن طال في اليوم الثاني و بعد أربعه أيام يخرج إلى الجناح و بعد أسبوعين يخرج إلى منزله ،

هذا سبحان الله بدأت عنده مشكلة القلب وبعد فتره فشلت عنده الرئه و بقي على الجهاز التنفسي ما يقارب شهر ، بعد ذلك فشلت الكلى ، فأصبحت ترى أمامك أجهزة ، على جهاز التنفس و جهاز الكلى ، والله لا تستطيع أن تدخل أو تسمع له من الأجهزة ، عضو عضو حتى أصبح عنده فشل عام في الأعضاء ،

سبحان الله بعد ذلك يسر الله و بدأت تتحسن حالته و بعدها أفاق ، لكن إن أنجاه الله سبحانه وتعالى سيظل إلى أن يشاء الله على غسيل الكلى يوم بعد يوم و الكلى فاشلة

، فقال لأحد الإخوان خذ هذا الرقم و اتصل عليه  ، اتصل على هذا الرقم فقال له : قل له يقول لك فلان سأعطيك نصيبك لكن سامحني ، و كنت من ضمن الذين حاولت إقناعه أن يسامح الرجل ، قال والله لي ثلاث سنوات و أنا لا أنام الليل أدعو عليه ، و يوم الله سبحانه وتعالى أراني فيه  ما أريد أتنازل عنه!

حاولنا فيه بشتى الطرق قال والله العظيم أني أنا و أولادي لا ننام نتجرع الغصص وكل ما زادت علينا القضية قلت لأولادي توضؤوا و صلُّوا ،

 لا ترى إلا أحدهم ساجد يدعو عليه والآخر قائم يدعو عليه ،

 يقول والله لا أسامحه. سبحان الله !  

 

لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً        فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ.

 تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ        يدعو عليك وعين الله لم تنم .

 

الأموال و النعيم ، وهذا كلام القرآن يوم جاء قوم لوط مستبشرين

 " وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ"

 فأتاهم العذاب صباح ليلتهم "فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِين" ، ولن تجد في القرآن من يأخذه الله و هو عابس أو متألم ، يرفعه الله سبحانه وتعالى إلى أن يقول "إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ" ثم يقول " وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ "  وقارون يخرج على الناس

" فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ"

لا يهلكه الله و هو متألم بل يتركه ليرتفع و يرتفع ويترفع ،

فأيهما أشد  لو تركته يرتفع درجتين ثم رميته أو تركته يرتفع مئة درجة ثم رميته ! فالله عز و جل قال : "أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ  " ثم جاء في لحظه واحده ينسيه كل نعيم هذه السنين التي مضت ! والقرآن شواهده كثير قال الله سبحانه وتعالى :

"فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ " لم يقل الله ضيّقنا عليهم " فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ"  يسافر ويتمتع بأموال الناس ،

 انظر لم يقل الله بأبواب كثيرة

"أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ" أي ليس بينه وبين الأمر إلا أن يشتهيه "حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ" لن يأخذ الله الواحد منهم وهو عابس "حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ" لأن الله سبحانه هو وحده القادر أن يفعل ما يشاء وقت ما يشاء ، "وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي "

لوط عليه السلام يعطيهم الآن يعطيهم  بدائل بعد أن ضيّقوا عليه فقالوا : "قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ  مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ  مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ "

 يتكلمون بكبرياء ، والله سبحانه يقول :

 " إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَليْسَ الصُبحْ بِقَرِيبْ" ؟؟

أي قد يكون آخر يوم يضحك فيه هذه الليلة ، فأسأل الله سبحانه وتعالى ألا يجعلنا نظلم حتى لو كان كافر ، الله لا يحب الكافر ومع ذلك يستجيب له إذا كان مظلوم ، الله عز و جل هو الملك يفعل ما يريد ، هو الذي قال عن نفسه سبحانه : "لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ " ومع ذلك يُحرِّم على نفسه الظلم ، والله إن هذا وحده يكفي أن الإنسان يرتعد ويخاف أن يكون وقع على حق أحد أو آذى أحد ، وأسأل الله سبحان وتعالى أن يؤيدنا و المعان من أعانه الله والموفق من وفقه الله سبحانه وتعالى .

وأنا هنا أقول لمن أتيح له التصرف في أموال الناس ووظائفهم

ما قاله الحبيب أبا القاسم صلى الله عليه وسلم لما رأى أبا مسعود أخذ عصا يضرب به أحد مواليه وقد يكون أخطأ ولكن يضربه ويضربه  والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " اعلم أبا مسعود" وهو يضرب  " اعلم أبا مسعود" ما تبيّن الصوت قال  " اعلم أبا مسعود"

ثم قال له كلمة والله أن تُزلزِل الجبال من مكانها ، قال  " اعلم أبا مسعود" التفت أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام "

أنت الآن قادر عليه بعصا والله قادر أن يُشِل أركانك ،

 قادر يلقيك في جهنم سبعين خريفاً ، قادر يلبسك ثياب قطِعت من نار ، قادر يجعلك تتجرع الصديد ، قادر يجعل تحت قدميك جمرتين يغلي منها دماغك ، فرسالة أوجهها لنفسي أولاً وإلى كل من يسمعني سواء ظالم خادمة أو ظالم عاملين ،

 اعلم أن الله أقدر عليك

 كل ما قل تعظيم الله في القلب أصبح سهل على الإنسان أن يظلم وكل ما عُظِّم الله سبحانه وتعالى في قلبه عظم عليه ظُلم الناس ، "  أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا " لا أحد قادر عليك أن يعذبك و يعلم مقدار الألم الذي تشعر به ، ويعذبك مره أخرى و لا تموت إلا الله ، قد تريد تعذيب شخص للتو عذبته فلا يلبث إلا ساعتين ويموت فلا تقدر أن تملك له شيء ، لكن الله قادر عليك وأنت حي وقادر عليك وأنت تحت الأرض و قادر عليك يوم العرض وقادر عليك وأنت عند الصراط فأسأل الله أن لا يجعل علينا للظلم طريقاً.

- بعض الظالمين يغلف هذا الظلم بالمصلحة و القيام على الشأن والرعاية و هو في قرارة نفسه ينتقم ويظلم هذا الشخص!

نقول له قِس على نفسك لو كان أحد أبناءك تطبق عليه هذا الكلام أو لا ؟ الأمر الثاني قال الله تعالى : " بَلْ الْإِنْسَان عَلَى نَفْسه بَصِيرَة  وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيره " لا نريد لكم إلا الخير ،  قالها فرعون : " مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ  " أريد لكم الخير  وهو ذبح أبناءهم و استحيا نساءهم ، ويقول لموسى عليه السلام  "و فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ  الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ " أنت مسلم الآن عندما تتكلم عنه بهذه الطريقة؟ مثل ما يحصل الآن عندما يتكلم الغرب عن الإسلام ، فرعون الآن قتل كم شخص ؟ و الذي يتهمه أنه من الكافرين موسى عليه السلام حاشاه كم قتل ؟ واحد فقط في حياته كلها ، وفرعون الذي يلقي الإتهامات كم قتل ! الكثير الكثير . "وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ  إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ   أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ. " إذا كان موسى عليه السلام قتل واحد يظهر في الأرض الفساد ، فأنت ماذا تفعل؟  "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ".

لذا عندنا ضعف في الرد عندما لا يكون مرجعنا الكتاب والسنة و نعتمد فقط على عقولنا البشرية و أفكارنا.

والإنسان مخلوق من أمرين الجسد والروح ، هذا الجسد أتى من التراب يعيش و يعود إلى التراب

" مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجكُمْ تَارَة أُخْرَى "

 أما الروح جاءت من أمر ربي

"وَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي "

الروح هذه لن تعطيك فرصة تعيش إذا كان اهتمامك بالجسد الذي من تراب وتركتها ، تُعقِدّك في حياتك حتى تُخرجها و تلجأ للإنتحار ، لأنها لم تجد سعادتها في هذه العيشة الدونية التحتيّة ،

 هي تسمو للحياة السماوية المليئة بذكر رب العالمين ،

 أما قضية إغراق النفس بالمعاصي هذا من أشد أنواع الظلم لها

"  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ   فَأَعْرَضَ عَنْهَا"

أعرض عن الحق و توّجه للباطل ، وعشى عن ذكر الرحمن و اتبع هواه ، قال الله سبحانه وتعالى :

 "  وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي   فإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً "

هذا تعقيد الروح و إن أردت أن تسعد نفسك وأنت مُعرِض عن القرآن و ذكر الله و الله لن تسعد و سيظل الضنك ملازم لها ،

 


 ما ظلمنا أنفسنا إلا بهذه الذنوب.

 


 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرابط التالي للاستماع

http://abdelmohsen.com/play-36.html



  لا تظلم نفسك word   لا تظلم نفسك pdf


  • الثلاثاء AM 05:38
    2014-09-16
  • 13924
Powered by: GateGold