القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
حتى تعلموا ما تقولون
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف خلقه أجمعين محمد عليه و على آله و صحابته أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد أحبتي الفضلاء أتقدم بالشكر الجزيل الذي لا مثل له لله العظيم الجليل الذي ليس كمثله شيء فهو جل جلاله صاحب الفضل إذ يقول في كل نعمه أنعم الله بها على من يرى ويسمع هذا اللقاء من الإنس والجن (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ) أي نعمة ؟ النفس ،النظر ، حركة الدم , كل نعمة (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ) منه سبحانه! هو صاحب الفضل فلا يشكر أحد قبله، فله الشكر أولا و آخراً،أسأله سبحانه أن يجعل كل حرف وكل لفته وكل نبضة خالصة لوجهه سبحانه وحده لاشريك له وأن يجعل الكلام للسامع والمتكلم موفقا من عند رب العالمين..
أحبتي يقول الله عزوجل(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )سبحان الله! كل شخص وهو يسمع الآية يظن أنه المخاطب إذا كان قلبه واعي! أما إذا كان يقرأ فقط فستمر مثل غيرها من الآيات، لكن إذا كان منتبه يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) المعنى هناك رسالة أرعها سمعك! ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا) لا تقربوا الزنا :لا ، لا تقربوا مال اليتيم : لا ، بل (لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ) سبحان الله! (لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ) لماذا ؟ لماذا السكران ممنوع من الاقتراب من الصلاة ؟مع أن هذه الايه نزلت في الوقت الذي لم يحرم فيه الخمر ومع ذلك لا تقترب وأنت سكران ما سبب المنع ؟ وما الحكمة منه ؟ (لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) سبحان الله ، نحن نعلم ما نقول لأننا لسنا بسكارى ، فلو سالت كل واحد موجود الان هل صليت العشاء بالمسجد ؟ ماذا قرأ الامام في الركعة الأولى ؟ وماذا قرأ في الركعة الثانية ، وأنت عندما قلت ربنا ولك الحمد على ماذا ؟ وأنت تقرأ الفاتحة هل شعرت بشيء ؟ والفاتحة أعظم سورة في القران ؟ مثلا لو رجل صلى أي صلاة ثم قرأ في الصلاة افتتح بـ البقرة أو آل عمران إلى أن وصل للشعراء والقصص
وجزء تبارك إلى أن وصل لـ الناس وقال الله اكبر وركع ثم بعدها في الركعة الثانية فعل مثل ما فعل في الركعة الأولى ثم بعدها سلم، هل تقبل صلاته ؟
الجواب لا تقبل صلاته كلها وكأنه لم يصلي ، ولو قرأ الفاتحة فقط ستقبل صلاته .
أحبتي هل ظننتم أن الله عز وجل أعطى الفاتحة هذا الحجم الهائل والعظمة من القدر كي تمر على قلوبنا ولا نشعر بشيء والله يا أحبتي إن كان هذه فكرتنا فإنها خاطئة لأن الله عز وجل سماها للنبي عليه الصلاة والسلام (أم الكتاب) مثلا الان عندما تقول أمهات كتب الفقه ، المقصود أنك تتكلم عن مجلدات ؟ وكذلك أمهات كتب التفسير أي مجلدات ؟ فالفاتحة أم الكتاب وهي عبارة عن أسطر قليلة بل لم تكمل صفحة ،لكن لو فهمت الفاتحة والله العظيم ليفتح الله قلبك بالقرآن كله فأم الكتاب هي أم الصفحات كلها وأكثر من ٦٠٠ صفحه أمها هذه الفاتحة وإذا سأل واحد وقال دائماً نقرئها لكن لم نشعر بشيء إذا أنت لم تشعر فلا نتوقع أن كل الناس لا يشعرون وإذا كانت تمر عليك (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ولم تشعر بشيء لا تتوقع أن كل الناس شعروا مثلي ومثلك بل هناك من يقول (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ويسكت ، الله جلا في علاه يقول حمدني عبدي ، وهنا توجد رسالة خارجة من الأرض ورسالة آتيه من السماء (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) أثنى علي عبدي (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فوّض إلي عبدي وفي رواية مجدني عبدي ثم تقول (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) يتذكر عباداته وأين وصل فيها ؟ في أي درجة هو من المسلمين أو المؤمنين أو المتقين أو المحسنين أو الصالحين هو من أيهم ؟؟ثم يقول (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) القرآن كله أتى كي يفسر سورة الفاتحة وأي آية في القران مرجعها لسورة الفاتحة لكن أحبتي اليوم نريد أن نتذوق قطرة من تلك البحار ولا أقدر أن أقول قطرة من بحر فهي أعظم من أن يكون بحرا واحدا لذلك أقول قطرة من بحار لا يعلمها إلا الله لأن الله سبحانه وتعالى وصفها بهذا الوصف أم الكتاب.
أحبتي كنت في معاهد الأخوة وتعرفون الشيخ الداعية الموفق الشيخ فهد كندري أخرج برنامجا عن القرآن وعن حفظ القرآن ثم أخرج برنامج آخر عن قضية إتقان القرآن ثم أخرج سلسلة اسمها بالقرآن اهتديت وكيف تبدأ الناس غير المسلمين بالقرآن بفضل الله عز وجل يقول لي أتى رجل في رمضان هذا فقال لي أظن أنه لم يعد لديك أفكار أخرى تخرجها للقرآن سبحان الله هذا قدر القرآن عندنا نحسب من يتكلم عن القرآن سيقف فيه حد ، بل لا يوجد أبداً حد لعلوم القرآن تـنقطع إفهام البشر وتنقطع كتاباتهم وينقطع جهدهم وينقطع علمهم ما انقطعت معاني كلمات رب العالمين قلت له عن هذا الرجل سبحان الله لو كان يتكلم عن الفن سيقول مجالاته كثيرة هذا فهمه والحمد الله الذي عافانا مم ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا يقول عز وجل (ذَلِكَ مَبْلَغًهًمْ مِنْ العِلْمِ ) و (قًلْ هًوَ نَبَأُ عَظِيْمُ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ) .
لو أحضر طفل عمره ٥ سنين وأعطيه شيك بمبلغ مايكفي في البنوك كلها أضع له رقم ومن ثم أصفار إلى أن تنتهي الصفحة وأقلب الصفحة وأكتب مرة ثانية كلها أصفار وأضعها في يد وأقول له تريد هذه أم أحضر لك صندوق من الحلوى ، ماذا سيختار ؟ الورقة البيضاء ؟ التي ليس لها معنى ولا يستفيد منها ولا يريد أن تحاول بأن تقنعه بها لأنه ذاق لذة الحلوى لكن لم يعرف قيمة الشيك هذا المشهد مصور بالقران بأبدع مما يكون من الصياغة من الأحكام لأن الله عز وجل يقول (آلَرَ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ) كل آية تمر عليها بين هذه مانزلت إلا بعد ما أحكمها أوحد الأحد جلّ في علاه (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ) من فصّلها ؟ ومن أحكمها ؟ (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) فهذا المشهد مصور في القران يقول الله عز وجل (هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) حتى تعلموا ماتقولون يقول الله (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ) ما هي النتيجة ؟ أنه لا يعرف الحلوى من الشيك من الملايين والمليارات فالطفل يعتبر أعرض قال الله " بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ) وقال تعالى ( قًلْ هًوَ نَبَأٌُ عَظِيْمُ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونً )، ولأننا ما عرفنا قيمة العظمة التي في القرآن فيشر الواحد أن الكلام هذا كله كلام عادي ، وهذا الذي تحدث إلى الشيخ فهد يظن أن القرآن عندما تتحدث نه ستنتهي المواضيع ، وهذا فهم خاطئ ، فالله عز وجل ضرب لنا مثلا حتى نعلم أن عقولنا إذا اتسعت بكل طاقتها تظل قاصرة عن فهمنا للقرآن ، بمعنى تخيّل الآن يصدر حكم دولي ، بل لو أنه صدر من عهد آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة وإلى اليوم الذي ينفخ فيه بالصور في كل هذه الحقبة من الزمن الطويل لو أُوقفت الزراعة أي لا يوجد أي شجرة تستفيد منها ، يعني ما معنى هذا الكلام ؟ معناه أنه لا يوجد شاي ولا أرز ولا قمح ولا خبز ولا أي شيء ، لأننا أوقفنا الزراعة ، الأشجار كلها استخدمت شيء واحد وهو إنها تقطع لتصبح أقلاما ، البشر لا يأكلون أي شيء ، ولا يوجد محاصيل زراعية ولا وزارة زراعة ، فقد أوقفنا الأشجار كلها لأجل أن نحصل على الأقلام ، و أوقفنا البحار كلها ولا يستطيع أحد أن يخرج منها قطرة واحدة ، لأنها أصبحت حبرا ثم جمعنا كل علماء الدنيا من عهد آدم عليه السلام إلى آخر من يموت ، وأعطيناهم المصاحف وكل واحد يأخذ من هذه الأقلام و يضعها في الحبر ويكتب معاني القرآن ، متى تنتهي معاني القرآن ؟ متى ينتهون من هذه المهمة ؟ الجواب : لن تنتهي ، بل ينتهون هم وتنتهي أنفاسهم وتنقضي علومهم ويموتون كلهم وتبقى معاني كلام رب العالمين بلا نهاية ، من قال هذا الكلام ؟ يقوله الله العلي الكبير جل جلاله ، يقول سبحانه : " وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ " كل الأشجار "وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ " كل البحار ، مالنتيجة ؟ "مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ " سبحانه وتعالى شأنه ، إذن نحن كم تعلمنا من هذه القطرات التي في البحور وكم استفدنا وكم تلذذنا ؟ يقول الله عز وجل : ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي) أي حبر " لَنَفِدَ الْبَحْرُ " أي يأتي الناس ولا يجدون في البحر أي قطرة " لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي " وهل تنتهي عندما نأتي ببحر آخر " وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً " أحبتي هل أدركنا هذا؟
نحن لسنا سكارى لماذا لا نعلم هذا ؟ دعونا نتأمل في قولنا " الحمد لله رب العالمين " حين تقول الحمد لله أنت لا بد أن تعرف أنت تحمد من وتحمده على ماذا , مثلا عندما أشكر إنسانا قدم لي معروفا ، لن أقول له شكرا وأنا لا أعلم لماذا شكرته ؟ ولو أن أحدا أنقذ ولدك من الغرق ثم تقول له شكراً ، أقول لك أسألك بالله أنت شكرته على ماذا ؟ ستجيبني هذا لولا الله ثم هو لأصبحت أنا الآن في العزاء ، ويخرج هذا الكلام من أعماق القلب ، لكن لماذا نقول الحمد لله ، ومن أين تخرج منا ؟ قال الله تعالى " أفلا يتدبرون " هذا كلام ربي ، لماذا تقول الحمد لله وكأن الله لم يعطيك شيء ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ هل تريدون أن نتدبر نعمة ؟ بل قطرة من نعمة ؟ بل أقل جزء من ملايين الأجزاء من نعمة ؟ أحبتي هناك سائل يدور في أجسادنا الآن ، مثلا بنسبة ستة لتر في الدم ؟تخيّل وأنت تقول الحمد لله خرج من الستة لتر إبرة صغيرة بمقدار واحد مل وسحب من عينتك وأنت تقول الحمد لله ، هذه القطرة فيها مكونات كثيرة لو تعيش أنت وآبائك وأجدادك و أبنائك إلى أن تقوم الساعة ما شكرتموه عليها ، فيها كريات حمراء لو ألفنا كتب في وظائف الكريات الحمراء وأنواعها و أمراضها ، وفي هذه القطرة أيضا كريات بيضاء وجهاز مناعي وأقسام كثيرة هناك من يدافع عن فيروسات تدخل جسمك وأنت تتنفس وهناك من وأنت تعطس ، وهناك من لو كنت تمشي ودخل فيروس ، وهناك مدافع للفيروسات وآخر للبكتريا وآخر للأمراض المزمنة ، أشياء عجيبة ونحن لا نريد أن نشكر هذه كلها نريد أن نخرج فقط الكريات الحمراء في مل لتر مكعب كم فيها من الكريات الحمراء ؟ فيها خمسة مليون فلو دفعت ريال واحد على كل واحدة أو جنيه أو درهم ، لما استطعت بل تجلس طول حياتك تبحث عن المال ولا تنام لتسدد ثمن الكريات الحمراء التي في القطرات من الستة لتر التي في جسمك ، هل أدركت لماذا تقول الحمد لله ؟ ولا نريد أن نتحدث عن الخمسة ملايين نريد أن نأخذ واحدة فقط منها هل وعيتم أحبتي ؟ ستة لتر أخرجنا منه مل لتر مكعب ، و مل لتر مكعب أخرجنا منه فقط الكريات الحمراء وخمسة ملايين ، أخرجنا منها واحدة فقط ، هذه لن تستطيع أن تدركها ،لذلك نريد أن نعلم لماذا نقول الحمد لله ؟ فالكرة الواحدة الحمراء كم فيها من جزيء من الهيموجلوبين كم أحبتي ؟ فيها ٢٨٠ جزيء هيموجلوبين ، لم يضع لك واحدة منها إلا الواحد الأحد ، ولا يوجد واحدة جاءت من غير الله " أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبّ الْعَالَمِينَ " ،فلو أخرجنا واحدة أحبتي فيها ٢٧٠ جزء هيموجلوبين ، وأنت تتنفس النفس الذي أخذته دخل أكسجين بدخوله ؟ سيأتي يوم وفي وقت معين لن يأذن الله سبحانه وتعالى لدخوله وتنتهي حياتك ، فالحمد لله الذي أذن له أن يدخل وغيرك مع الأجهزة الآن ، وعندما دخلت ذرات الأكسجين كل أربعة ذرات أكسجين دخلت والتصقت في جزيء هيموجلوبين واحد ، كم صار عندنا الآن في الكرة الحمراء من ذرة أكسجين ؟ اضرب ٢٨٠ مليون جزيء هيموجلوبين في ٤ ذرات أكسجين كم العدد ؟ مليار و ثلاث مئة مليون ضخها قلبك إلى عينك فشاهدت وإلى أذنك فسمعت وإلى لسانك فتحرك ، ولو ندفع ريال لكل عملية والله العظيم لن نستطيع التسديد بل سيموت لنا في كل ثانية أحباب من البيت ولا تكمل ثانيتين أو ثلاث ثواني إلا العائلة كلها منتهية قبل أن نسدد ، مثلا الكهرباء عند عدم التسديد يقطعون عنك التيار الكهربائي ، وهذه كلها إما أن تقول الحمد لله وأنت تعرف لماذا قلت ذلك ؟ أو " ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ " .
أحبابي مثلا لو قال الله عز وجل أي عضو لا تعرف وظيفته لن يعمل لك ، والله تمضي حياتنا كلها ما عرفنا ، وسنفقد عضوا تلو عضو ، إذن أحبتي ما معنى " الحمد لله رب العالمين " ؟ أريد يا أحبتي عندما نقف ونقول الحمد لله نتذكر كم من قلب ينبض ما أذن له إلا الواحد الأحد ، أن تقول الحمد لله ليس لأجل أحد أنقذ ولدك ، بل لواحد أحد فرد صمد خلق قلبك و قلوب أحبابك ثم حركها جل في علاه وكل نعمة في القرآن تندرج تحت " الحمد لله رب العالمين " ..
يقول الله عز وجل: ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا {1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا {2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا {3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا {4} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا {5{ إنَّ الْإِنسَان لِرَبّهِ لِكِنُود }6 {وَإِنّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيْد }7{ وإنّهُ لِحُبّ الخَيْرِ لَشَدِيْد }8{ أَفَلاَ يَعْلَمُ إذَا بُعْثِرَ مَا فِي القُبُور }9{ وَحُصّلَ مَا فِي الصّدُور }10{إِنّ رَبّهِمْ بِهِمْ يَوْمَئذٍ لَخَبِيْر}11{.
سبحانك ربي كلام عن الخيول و جواب القسم عن الانسان و الله عز وجل أنزل القران لي و لك فالله يتكلم عن الخيول و يقول إن الانسان و لم يقل إن الخيل لصاحبه لكنود ماذا يريد الله منا ؟ نريد أن نفهم معنى هذه السورة لا أن نحفظها ونقرأها دون تدبر فو الله إن أراد الله عز وجل بي و بك خيرا و أوصل هذه الايات إلى القلب أقسم بالله من هذه اللحظة إلى ان تموت ما دامت هذه الايات في بالك و الله انها لن تكون جُرأتك على المعصية بنفس جُرأتك العادية الآن ,و والله لن تكون سرعتك للطاعة نفس سرعتك قبل أن تفهمها ,و والله إذا علمت ما تقول ستراجع نفسك في أمور كثيرة .
مثلا كلمات كنت تقولها بسهولة ، وتغتاب من تريد ، و تنم بمن تريد ، وتكذب متى تريد ، و تغازل متى أردت.
نفهم هذه الايات إذا وصلها الله لقلوبنا فنحن نستطيع أن نوصلها لآذاننا و نقرأها و نحفظها بعقولنا ، لكن هذا العضو " القلب " لا يصلحه إلا الله عز وجل اسأله ان يجعل القران ربيع قلوبنا يقول الله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ) و الله لم يأتي جبريل ليأخذ القران و يدخله في قلب النبي صلى الله عليه و سلم لكن فتح الله جل في علاه قلب النبي عليه الصلاة و السلام - روحي له الفداء - فاستقر القرآن في القلب فأسأل الله آن يجعل القران ربيع قلوبنا .
دعى النبي عليه الصلاة و السلام دعوه عجيبة عظيمة " اللهم إني عبدك " وفتش في كل أدعية النبي صلى الله عليه وسلم ولن تجد مثل هذا الدعاء في قضية الافتقار و السؤال بأسماء الله كلها من أجل طلب واحد فقط فقال عليه الصلاة والسلام :" اللهم اني عبدك " انظر الفقر لن يستطيع صلاح قلبي إلا أنت " اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن أمتك " أي أنا عبد و أبي عبد و أمي عبده و العائلة كلهم عبيد عندك يا رب وانظر للفقر." ناصيتي بيدك ، ماض فيّ حكمك " فما تريده سبحانك يمضي "عدل فيّ قضائك " ما ظلمتني انت فلو حاسبتني يا ربي بريال على هذه الكريات الحمراء لم استطع أن أعيش ثانية واحدة " أسألك بكل اسم هو لك " أي بأي اسم يا رب و الله يقول" لِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " يقول يا رب أدعوك بكل الاسماء الواردة في القران "سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك " السميع ، العليم ، البصير " أسالك بها كلها
" أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك " الدعاء و الافتقار الطويل هذا ما هو المطلوب من ورائه؟ " أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي " فإذا دخل القلب أقسم بالله لن تحزن آبدا قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ) وقال تعالى :( طه ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى( إذن لماذا ؟ لتسعد )مَنْ تَبِعَ هُدَايَ(أي القرآن والشرع العظيم(فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) لكن يحدث هذا عندما يصل أسأل الله أن يوصله إلى أعماق قلوبنا .
(
ونعود لتفسير السورة (وَالعَادِيَاتِ ضَبْحا ً) ما معنى العاديات ؟ سنأخذ الكلام الراجح و نقف وقفة تدبّريه و ما هي الفائدة من سورة العاديات
يقول تعالى : (إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ.( ماذا يفعل ؟) يَهْدِي ( أي المفروض يغيرني و إياك) يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)
و سورة العاديات هي ممن يهدي للتي هي اقوم .َ(ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى( وتليها كلمة مؤلمة قليلا ) لِّلْمُتَّقِينَ(وركّز على المتقين فإنه يأتيك الهدى على قدر إيمانك ,فالقرآن هذا يهدي المتقين هداية خاصة و يهدي المحسنين في آية ثانية هداية خاصة أي كل درجة تكون أنت فيها القرآن سينفعك فيه ففيه هدى للمسلمين و فيه هدى للناس القرآن يهديك على قدر درجتك و يوصلك مقام أعلى ؟ وهذا السؤال مهم أنا أين وصلت ؟ أنا في رمضان ختمت القران كله والمفروض لو كنت من أهل التقوى و محسن حصلت على الهدايات كلها وسأكون مختلف عمّ كنت عليه قبل رمضان .
وإذا لم أتغير و الله يقول جل جلاله : (َوالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) هذا تَغيّر !
نعود لسورة العاديات "و العَادِيَاتِ ضَبْحًا " العاديات الخيل ، و الله هنا يقسم بالخيل لكن لا يقسم بالخيل و هي واقفة و لا يقسم بالخيل و هي تركض ركض عادي ، فالخيل اذ ركضت بأشد ما عندها من السرعة يحترق صدرها نار مع سرعة الانفاس و قلة الترطيب فالهواء الذي يدخل لابد أن يُرطب و يُدفئ لكن إذا أنت ركضت لا تشعر أن بصدرك حرارة ؟
وهذه الحرارة التي عند الخيل لا تحصل عند البشر أبدا حيث يخرج منها صوت اسمه " الضبح " ويخرج لان الشهيق عندها سريع و الزفير سريع لأنها توصل الاكسجين للعضلات لأجل أن تسرع بأشد ما عندها فيخرج صوت يحترق معه صدرها وهو " الضبح " والله يقسم بهذا أي هل ترى الخيل إذا اسرعت إني أقسم بها . والسؤال ماذا نستفيد من هذا ؟ "و العَادِيَاتِ ضَبْحاً " وقد جاءت بكل ما عندها من سرعة حتى تقّطع صدرها نارا " فَالمُوْرِيَاتِ قَدْحاً " أي وهي تجري تقدح الحجر بقدمها فيخرج مثل النار وتأمل نار بصدرها و نار بقدمها. ماذا يقول الله تبارك وتعالى بعد ذلك ؟" فَالمُغِيرَاتِ صُبْحاً " أي لو كانت تعمل هذا بدون حرب لتَعذبت و تألمت ألم السنين ومع ذلك فوق هذه النيران الداخلية و اللتي في أطرافها دخلت في الحرب وفي وسطه أي نار الحرب تحيط بها من سهام و رماح إذن لماذا كل هذه المخاطر ؟ يجيبك الله عن هذا ولاحظ المغيرات صبحا ، اختار الله الصبح أي لم تُغيْر على الأعداء و هم نائمين وبدون استعداد و رماح بل كانوا مستعدين ،" فأثرن به نقعا " أي ليتها رغم النيران تتنفس هواء نقي بل كله غبار إذن تستنشق مع حرارة صدرها نار و غبار كل هذا جوابه " إِنّ الإنْسَانَ لِرَبّهِ لَكَنُودْ " سبحانك ربي !
أنت كنود ، ٳن الإنسان لربه لكنود مثلا الدابة هذه ما خلقت لها الرئة اللي تنفست فيها ولا أعطيتها الأقدام اللي وقفت عليها ولا العيون التي ترى بها فقط أعلفتها فعرضت نفسها لكل للمخاطر لأجل إرضاءك فقط من العلف والماء أسبغت عليك النعم والله تعالى أسبغ عليك النعم ظاهرة وباطنة فما فعلت لأجل إرضاءه ما معنى كنود ؟ (إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) الحسن البصري رحمه الله عندما سألوه عن معنى ذلك قال : "الذي يعد المصائب وينسى النعم" ، أي يغرق نِعم لَكنهُ لا يعدها إذا أتته مصيبة واحده قال لماذا أنا ويتذمر. قال (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) يقول أحد الصحابة رضوان الله عليهم ما كنت أعرف معنى كنود حتى رأيت امرأة تركب على البعير فتضربهُ فيمشي وإذا وقفت يقف وهكذا فقالت والله إنك لكنود ، مثلا الان النساء إذا وضعت طفلها ترى الدعوات من قلبها ، هل إذا كان معك وهو يضحك يتم شكره بنفس الطريقة ؟
واحد أصيب بسرطان بيده شفى الله مرضى المسلمين واسأل الله أن يرفع عنا و عنكم وعنه والآن هو في سفر للعلاج وقد دفع مئات الألوف عندما قيل له أنها ستُبتر وأنا وإياك هل قيل لنا أنها ستُبتر ؟ وهل نحركها ومن هو الذي حركها لنا ؟ فإذا قلت الحمد الله رب العالمين في صلاتك ف اعلم انهُ هو الذي خلقها ولم يجعل فيها سرطان بل عافاها لك لكي تخدمك قال الله جلا في علاه (وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) يصبح في الدنيا فإذا قيل له هناك صفقة تجارية حجز ولا يسمح للفرصة أن تفوت ، لكن إذا قيل له هناك عمل خيري لكنود يجلس ، لكنه لحب الخير في الدنيا و أموره التجارية لشديد ، قال الله تعالى( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا
بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ) الان صاحب الخيل ما يعلم المعاناة التي تعانيها الخيل وهي تضبح ولا يعرف الأشياء الفسيولوجية والمعاناة التي تعانيها الخيل في الدورة الدموية والتنفس ويعطيها علف.
الله عز وجل يعلم ما في الصدور وكل ذرة عملتها يعلمها وسوف يجازيك عليها (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) ف هل أحبتي فهمنا العاديات ؟ وهل عرفنا شي من معانى العاديات ؟
ماذا ستفعل لكي ترضي رب العالمين هذا هو السؤال وكلما كنت جالس في بيتك وأذن المؤذن هل ستذهب أم تصبر قليلا وتذكّر ماذا تفعل العاديات لأجل العلف كما أنت جالس تأكل وتشرب وتحت التكييف وكل شي عندك .
وقفه بسيطة أخرى :
هناك قضية كم من أحبتي يسمع من وزير أو أي أحد تراه عندما يفوز أو حصل له مطلوب أو أزيل عنه مرفوض من يشكر أول واحد ؟ يشكر الفريق أو الموظفين ما شاء الله عليهم ! حتى في التلفاز يقابلون معه فيقول والله هذا النجاح الباهر معي فيه فريق عمل !
سبحانك ربي! لو فهمنا ماذا قيل في القرآن أقسم بالله ما تقدم أحد على الله و والله ما تقول الشكر لأحد قبل أن تقول الحمد الله انظر هذا الموقف وقف سليمان عليه السلام عند مشروع هداية دولة كاملة فقال للفريق الذي معه (أيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ )لا طائرات ولا قطارات ولا شحن ولا بواخر فقال عفريت من الجن أنا وانظر كم يأخذ من الوقت ؟ سيأتي بعرش من سبأ ؟ قال آتيك بهِ قبل أن تقوم من مقامك أي والله ما تتحرك من مكانك إلا وهو أمامك هل يوجد فريق مثل هذا ؟ بل قال الذي عنده علما من الكتاب إنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك واترك مسألة بماذا سيأتي بالعرش وكيف ؟ أتى بالعرش قبل أن يرتد إليه طرفه فلما رٲه مستقرا عندهُ قال ما قال ليعلمك الله أن تقول مثله فالله ما وضع ومدح بالقرآن لأجل أن نسمع فقط بل لنسمع ونطبّق قال الله عز وجل ( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ
قَالَ َٰهذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي) أي أنا الان في اختبار السؤال ، ما سر هذا النجاح ؟ والآن أنت في اختبار يكتب عليك صح أو يكتب عليك خطأ قال هذا من فضل ربي ليبلوني ، أي أنا الآن في محطة اختبار الله ييسر هذا وسخر هذا وأتى لي بالعرش أمامي فقال (َأأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ) أي يصلح الناس صفقه جديدة أمامه في المستقبل وإذا ذكرت الله عز وجل أول واحد والله سيعطيك الصفقة التي بعدها ناجحة قال (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) أحبتي كم مرة نفشل مثل هذا الموقف فيقول واحد من لا يشكر الناس ، نقول هو جل جلاله من عظمته يسخر لك ناس حتى تشكره حق الشكر وأنت اشكر في الناس ومن لا يشكر الله لا يشكر في الناس لكن هذا ليس معناه أن تقدم الناس عليه
والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله.
للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-2320.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
الجمعة PM 07:54
2014-09-05 - 5298