عرض المادة

الحياء

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله سبحانه وتعالى وأثني عليه بما هو أهله , وأصلي وأسلّم على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير وأن ينصر بنا وإياكم دينه ولا يكلنا إلى أنفسنا لا فيما نقول ولا فيما نسمع ولا نشاهد إلى أنفسنا طرفة عين وأن يتولى أمرنا كله .

قضية الحياء قضيّة كبيرة عظيمة ولا يكفيها محاضرة أو محاضرتين و يكفينا شرفًا أن النبي عليه الصلاة والسلام الذي هو أعظم من خلقه الله عزّ وجلّ , ولا ينطق إذ ينطق عن الهوى , أي لا ينطق بكلمة من تلقاء نفسه ، قال الله عزّ وجلّ : ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى  )

فأخرج ذاك اللسان كلمات عظيمة تهتز لها الجبال الرواسي فقال صلى الله عليه

وسلم : " الحياءُ لا يأتي إلا بخير"

انظر الكلام بسيط لكن معانيه تسود هذا الكون بنور يملأ الآفاق بعد الظلام الذي عاش فيه الناس  قال :

"الحياءُ لا يأتي "

 كلام مُخيف

"لا يأتي إلا بخير "

 أقوى أنواع الإثبات أن تنفي وتثبت لا إله إلا الله فقال : "لا يأتي إلا بخير " وفي حديث آخر

" الحياءُ خير "

هناك كلمة في آخر الحديث ما هي ؟ قال:

" الحياء خيرٌ كله "

أي لا يوجد من يتصف بقضيّة من قضايا الحياء إلا وتأتيه الخيرات من كل مكان وهذا مثبت في الكتاب وفي السنة.

وعلى واقعنا اليوم المشاكل اللتي تحدث والحالات والعياذ بالله الأخلاقيات كلها على ماذا تدل ؟ تدل على ضياع العقيدة وضياع الحياء.

فالمرأة اللتي يخونها زوجها عندما غاب عنه أو عنها الحياء , وبعض الناس يفكر أن الحياء خاص بالمرأة والنبي صلى الله عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء في خدرها فالشاهد لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الحياء حتى لا يظن الإنسان أنه ممكن أن أكون مؤمنا لكن ليس لدي حياء قال في الحديث الصحيح :

"الإيمان والحياء قرنا جميعاً "

أي أن هذا مع هذا ولا يأتي أحدهما دون الآخر فلا إيمان دون حياء ولا حياء دون إيمان أبدًا . قال :

"الحياء والإيمان قرنا جميعاً فإن رفع هذا رفع هذا " .

وبعض الناس الذين يعتزمون الحياء يقول : أنا الحمد لله مؤمن بالله وكلنا نقول هذا الكلام لذلك الله سبحانه و تعالى لما طرحها في القرآن فصّل القضية فقال : (قَالُوا آمَنَّا )  أين ؟ والقضية هنا أنه عندما تحاسب سوف تُحاسب على أجزاء جسمك , أي أن هناك عضو ينظر له الله عزّ وجلّ لا يأخذ ماذا قلت , لأن ماذا قلت يأخذونها الناس من كلامك الجميل . قال الله تعالى :

(قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ )

 هذا ما رآه الناس , أنا مؤمن , أنا أحب الله , لكن الله ينظر لقلبه

ف قول عز وجل :

لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُم  ) .



 إذن الكلام بالإيمان سهل ,  لذلك الله سبحانه وتعالى عندما قال :

 ( آلمأَحَسِبَ النَّاسُ)

 أي أنا و أنت وكل الناس 

 (آلمأَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا)

 أي أن يقولوا كلام ؟ لا فلن يحاسبك الله على ماذا قلت 

 (أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) 

سوف يفتنك وسوف يختبرك , وسوف يعطيك قضية هذا لباس وهذا لباس , هذا لباس ينم عن الحياء , وهذا لباس ينم عن قلة الحياء , وسوف يختبرك حتى إذا أنت قرنت الإيمان مع الحياء فأنت مؤمن

 "إذا نزع هذا نزع هذا "

لأجل هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة و البذاء من الجفاء والجفاء في النار "

 إذن هنا قضية واضحة لدينا , عندما تريد أن تختبر إيمانك فاختبر حياءك , لذلك قال الله تعالى :

 ( قَد أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَى)

 أي أن هذا اللبس الذي تغطي فيه عورتك وتستتر فيه بحيائك , إنما ينم عن تقوى  ( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَٰلِكَ خَيْرٌ )

لأجل هذا فإن أول خطوات الشيطان حتى ينزع عنك الإيمان و يجعلك تخسر في ميزان الله عزّ وجلّ , أن يجعلك تتعرى من الحياء كما ورد في قضية

( يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا )

.ما شأن قضية نزع اللباس ؟ لذلك الله تعالى قال : 

( يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ )

 ماذا قال في الآية الأولى ؟ قال : 

( يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوِآتهمَا  )

 إذن هناك علاقة وطيدة بين الإيمان و الحياء , لأجل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الإيمان لم ذكر البضع وسبعون شعبة كلها بل قال:

"الإيمان بضع وسبعون شعبة " ثم ذكر "أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق "

كم بقي الآن ؟

 فمثلا إنكانت 73 باقي واحد وسبعين , ذكر منها قضية مهمة جدًا فقال :

 "والحياء شعبة من شعب الإيمان "

أي لا تتوقع أنه يمكن أن تكون مؤمناً بغير حياء ,لذلك نقول : الإيمان في القلب وهذا سهل فالمنافقين يقولون الإيمان بالقلب . والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الصحيحين قال :

"ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت "

صلح الجسد كله ,بالتالي إذا لم تصلح فسد الظاهر يعني إذا فسد الظاهر معنى ذلك أن الباطن فاسد فقد جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم ووضع علامة في الظاهر تدل على ما في الباطن  فقال :

"إذا صلحت "

 أي إذا كنت تريد صالح القلب أنظر إلى ظاهره تجده صالح ففي خارج جسمه تجد جوارحه , وعيناه , ونظراته, وحياؤه  ,ومشيته صالحة.

فمثلًا عندما أقول لك:أنا أطيعك وأسمع كلامك,أطلب ما تريد ألبي لك فتقول لي :أعطني كذا وكذا فأقول لك :لا.

إذن ما سبق قلته من الطاعة والتلبية كله كلام لا يفيد ولا يجدي , لذلك الأفعال تُصدق , أبلغ من الأقوال , ولا

تجد آية واحدة في القرآن تقولك "آمنوا " إلا يأتي بعدها  "عملوا الصالحات " سواءً تصريحًا أو تلميحًا.مثال :

يقول الله تعالى :

 ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ )

هذه تصريحاً أي أن أكثر الناس آمنوا , ولا يعملون الصالحات إلا كلاما ,أما تلميحًا أو في السياق مثل قوله تعالى :

(  قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) 

ثم تأتي

 

بعدها الأعمال  

( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2}وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ )

إذن إما تصريحًا أو تلميحًا ولا تجد آية في القرآن فيها إيمان من دون عمل .

وينبغى أن ننتبه إلى ما نبهنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال : "الإيمان والحياء قرنا جميعاً "

لا ينفصل أحدهما عن الآخر . وعندما تأتي امرأة وتقول لك : أنا مؤمنة والإيمان في القلب ,وهي تخرج متبرجة و متكشفة بلا حياء , إذن هي بلا إيمان .

وهذا يقودنا إلى قضية واقع حياء المرأة الآن وهو  كما أشرنا آنفا إلى أن الحياء مرتبط بالرجل والمرأة

فلذلك في الواقع الحقيقي هل هناك تطبيق لهذا المفهوم ؟ أم هناك خوادش أو معوقات له ؟

ولا بد أن نعلم يا أحبابي الفضلاء وأخواتي الفاضلات , أننا نعيش كل ثانية بثانية مع عدو اسمه الشيطان , ولا نستطيع أن نراه  فلا يستطيع أن يكتب في جريدة حتى يضلني أنا وإياك ,ولا يستطيع أن يظهر في تلفزيون وإعلام ويقول ما يريد  قال الله سبحانه : 

( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ )

إذن كيف يبلغ الشيطان رسالته التي تعادي الدين , تعادي الحياء , تعادي الإيمان , تعادي الأخلاق , تعادي كل شي؟ الجواب إنه يستخدم جنود عنده ,شغّلهم فأحدهم يكتب له , وأحدهم في الإعلام , وإحداهن شغلها في المدارس تفسد . وعندما يأتي يوم القيامة قال الله عزّ وجل : 

( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْر ) 

 انكشفت الأمور الآن فلا يوجد جرائد ولا صحف ولا إعلام ولا شيء حقائق الآن , نسفت الجبال وتشققت السماء وحشر النار 

 ( وَكُلُّهُمۡ ءَاتِيهِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ فَرْدًا ) 

 فيقولون أين الشيطان الذي كان يُملي علينا ونحن نفسد الناس ؟ فقال الشيطان عندما قضي الأمر وعندما دخلوا النار في خطبته الشهيرة التي وصفها الله سبحانه في هذا الكتاب العظيم , الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . قال : 

( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ  )

 لقد آتاكم القرآن وأتتكم السُنة وأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( ووعدتكم

أي قلت لك أكتب لتفسد الناس 

 ( فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ  )

أي لم أرغمكم على إفساد الأخلاق والدنيا,أنا قلت لكم كلاما فقط ! فقلت : ما رأيك أن تكتب كذا وكذا ممّ ينزع الدين والحياء فكتبت أنت قال تعالى على لسان الشيطان ( فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ  ).

 إذن يا إخواني لا بد أن نعرف أن واقعنا هذا فيه أعداء للدين , وهؤلاء الأعداء لهم هدف. وكل شي مذكور في القرآن.

هدف الأعداء حتى اليوم ؟ وقضية أعداء الحياة , أعداء الأخلاق , أعداء الدين .. ما هي ؟

قال الله عزّ وجلّ في سورة النساء  وانظر سبحان الله أين ذكر الله الآية , في سورة النساء لكي تحذر النساء أكثر من الرجال . قال تعالى

 ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ )

فكل الناس تريد التوبة , لكن بماذا أكمل الله الآية قال تعالى

 (  وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ  )

ماذا يريد هؤلاء ؟ ماذ يريدون وقد ملئوا الأرض و وصلوا الفضاء تحت شعار أخرجوا المرأة حرروها ساووها ....ماذا يريدون قال الله تعالى :

 ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا )

 عن طريق الحق , عن طريق الحياء , على طريق الصدق , طريق الإيمان , طريق الأخلاق قال تعالى " تميلوا" وهذه وحدها تكفي فكيف أن يفصّل الله تعالى مرادهم فيقول

(  أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا )

والعظيم إذا وصف شي أنه عظيــم ! فمعناه أنه عظيم جدا.

إذن لابد أن ندرك أن الواقع الذي نراه اليوم خلفه أيادي تعبث بنا وتبعدنا عن طريق الحق , قال الله عزّ وجلّ 

( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) .

 


حسناً كيف تحفظ المرأة نفسها من الجن أي من الشيطان ووسوسته وفي نفس الوقت كيف تحفظ المرأة نفسها من الإنس أي أنه قد يكون هناك صحبه سيئة _ نسئل الله العافية _ بل بعضها يدعين النساء الملتزمات بالمتعصبات والحجريات وغير ذلك ؟

قضية حفظها من الجن دليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم

( احفظ الله يحفظك )

كيف احفظ الله ؟ أي تحفظ الله في أوامره ونواهيه ,تحفظ الله عندما تقول أذكارك تحفظ الله عندما تصلي صلاة الصبح في جماعة لأنه من صلاها في جماعة فهو في ذمة الله وهذا كلام عظيم أي كلما اقتربت من الله سبحانه وتعالى كلما كان كيد الشيطان عليك أقل بنص كتاب الله قال الله عز وجل

(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ )

عبادي وليسوا عباد الشهوات وعباد الأهواء

(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)

أي عبد الدينار وعبد الدرهم بل قال الله ان عبادي الذين أهم شيء عندهم رضائي وطاعتي وتقواي يفعل ما أحب و يترك ما أكره قال تعالى

 (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ )

 إذن على من سلطانه ؟ قال تعالى

( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ )

أي من يطيع الشيطان فتجده طوال الصباح يجلس على الموسيقى و ويجلس في متابعة أفلام وفي الليل والعياذ بالله يعاكس ثم يقول يأتيني كوابيس وتأتيني شياطين وعيون وسحر وهذا مؤكد ليس غريبا أن يحدث لأنك لم تحفظ الله فلو أنك تحفظ الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم

(ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منها الشيطان ثلاث ليال )

 أي لا تستطيعه الشياطين .

أما قضية شياطين الجن وشياطين الانس فقد قال تعالى

(يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ)

أي شياطين الإِنسِ والجنِ يوحي بعضهم إِلى بعض

 ( زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)

كما ذكرنا آنفاً أن هناك شياطين من الجن لا نراهم ولكن المحركين هم شياطين الإنس نراهم وما جاء في السؤال كقول ( أنتِ متحجرة متشددة ) وهنا نفرض جزلا أني متشدد وهناك سؤال أنا متشدد في سبيل من ؟ في سبيل من أعطاني كل شيء أعطاني القلب وأعطاني الاعين وأعطاني كذا وكذا من النّعم بل ووعدني بالجنة لكن أنت متشدد في سبيل من ؟ أنت متشدد في سبيل إبليس الذي لم يعطيك ولم يعدك إلا ببئس المُنقلب في الآخرة لذلك عندما تقول للواحد اترك الدخان حبيبي الغالي فهو مضر والله دينا و صحة لا يستطيع أن يسيطر عليه الشيطان .

حسناً وما الفرق بين الحياء و الخجل؟

بعض الناس يفكر إن الحياء هو الخجل , والحقيقة أن هناك فرق بينهم مثل الثرى و الثريا ومثل السماء و الأرض , فالحياء من أعظم الصفات التي جعلها الله عز وجل في المرء , كأن ترى آلاء الله ونعمه وترى تقصيرك فتحس بحياء من الله , وأنّ هذا الرب العظيم الذي أعطاني كل هذه أنا أستحي من أن يراني على شيء يغضبه.

لكن الخجل مرض نفسي , والفرق بينه وبين الحياء وباختصار وبلغة سهلة جدًا , أن الحياء أني أرى نفسي أني أكبر من أن أنزل لهذا المستوى فأفعل هذه الأفعال , والخجل عكس ذلك أي أني أرى هذه الأشياء أكبر مني فأنا أقل منها , إذن فالخجل ضعف والحياء قوة ؛ مثال أن أرى نفسي أني أرفع من هذا اللباس أن أخرج فيه , فأنا أستحي. وهذا يدل على أن حياء المرأة بلباسها وسترها وعفافها وأن ترى نفسها أنها أعظم و أغلى من أن تكون وردة في الشارع ,ولكن البعض ينظر له على أنه ضعف , وأنه مثلًا أن المرأة غير جميلة أو أنها لا تريد أن تبرز بعض العيوب التي عندها فلجأت إلى الستر ,هنا لا اكترث بما يراه البعض بل يهمني تقييم ربي فقد وصفهم لي في القرآن فقال :

{ وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }

وأقول إن صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب ,لذلك لابد أن تكون عندنا الرؤية واضحة عندنا , أنت تريد أن ترضي من ؟ هل تريد رضا الناس الذين

{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا }.

أي الذين يريدون لنا الميل العظيم و الانحراف عن الجادة المستقيمة التي سنّها النبي صلى الله عليه وسلّم بناءً على ما أمر الله به لكل من هو على هذه الأرض وعلى هذه المعمورة منذ بدأت الخليقة.

حسناً كيف نعرف الحق و الباطل ؟

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلّم في البخاري بحديث واضح مثل الشمس .. عندما سأله حذيفة فقال :

"سألت النبي عليه الصلاة والسّلام عن الشر مخافة أن أقع فيه , فكان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلّم عن الخير وأنا اسأله عن الشر.

 فقال حذيفة :

 يا رسول الله كنّا في جهل وجاهلية وظلم ثم أتيتنا بهذا الدين فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال : نعم.  قال : وهل بعد الشر خير يا رسول الله ؟ قال : نعم. قال : وهل بعد الخير شر ؟ قال : نعم وفيه دخن. قال : ما دخنه ؟  قال : أناسٌ من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا "

أي يكتب بنفس اللغة ويتكلم بنفس اللهجة , اسماءهم عبدالله وسعد وخالد ومحمد ولكن بعقلية ديفيد وجون وستيفن .

أكّد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم .فقال :

"هم دعاةٌ على أبواب جهنّم "

وما وظيفة هؤلاء الدعاة ؟ الله وضحها القرآن , عندما افتتح سورة التوبة اللتي فضحت المنافقين ,وأوضح أنهم لن يأتوا إليك ويهاجمون الإسلام مباشرة

 بل يقول لك الإسلام حسب الضوابط الشرعية و لم يدس السم في العسل فحسب بل يضع لك برميل سم في نقطة عسل واحدة , لذلك الله سبحانه وتعالى فضحهم

في القرآن ولأجل هذا سميت سورة التوبة سورة الفاضحة.وقال الله عزّ وجل في سورة المنافقون

{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ }

وانظر لم يقولوا أنت كذاب و دينك خاطئ ونحن لا نريد الإسلام بل

{ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ }

وانظر كيف رد الله سبحانه عشان لتفهم وأنت تقرأ أن لا تغرك نقطة العسل هذه وتركّز في السموم اللتي وضعت فيها فهم يقولون { نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ }

. يقول الله: { وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ }

ويقول : {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} 

 كاذبون في ماذا ؟ في أنهم قالوا : إنك لرسول الله لأجل هذا قال بعدها  :

 { اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً }

إذن هذا الكلام العسل الجميل المصفف وجُنَّة يعني سُترة

{فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ }

كذلك عندما تقرأ في المقال كلام جميل ولكن تفهم أن من المقال شيء في الدين لا بد أن يُترك , وتفهم منه أن هناك حياء لا بد أن يزول مثال : قال الله عزّ وجلّ في القرآن في سورة التوبة

{ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ}

ماذا يفعلون ؟

{ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ }

مثل أن يأمروا المرأة بالتبرّج ,والنبي صلى الله عليه وسلّم الذي أتى بالدين ودعا لنتّبعه يقول :

 "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم "

 و { َيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ }

ثم يأتي من يقوب لا وينهى أن نجعل المحرم واجب في سفر المرأة من أنت حتى نجعلك في كفّة أمام النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال

"لا يخلوّن رجلٌ بامرأةٍ إلا كان ثالثهما الشيطان "

وهكذا أي أمر في الدين بمعروف ينهون عنه , فمثلا نقول نريد أن نفتح حلقات تحفيظ فيقولون تعقّدنا من القرآن ! وسبحان الله عندما يكونون في حفلة غنائية

لاتعقيد في ذلك  , وعندما يُسبّ النبي عليه الصلاة والسلام ويستهتر فيه بالجرائد لا نرى لهم سطر في الجريدة يدافعون فيه عن النبي صلى الله عليه وسلّم , لكن انظر

 كيف دفاعهم عن قضايا الغرب,فإذن هم يقولون لكن الله سبحانه و تعالى لمّا قال :

 { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ}

قال : { وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ }

قال : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }

قال الله : { أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ }

 وقال الله عزّ وجلّ على سبيل المثال :

 {اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ  وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }

 وهنا أخطر شيء أن الإنسان يظهر عكس ما يبطن نسأل الله الأمن والسلامة وانظر إلى المطالب تجدها عندما تقرأها كلام جميل لكن عندما تفهم المقال في النهاية لا بد أن تجد فيه أمر ينافي ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلّم والله المستعان

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين




  الحياء word   الحياء pdf


  • الاربعاء PM 10:57
    2014-08-20
  • 4615
Powered by: GateGold