القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
فضيلة تدبر القرآن
فضيلة تدبر القرآن
الحمدلله رب العالمين وأصَلِّ وأسلم على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأتم التسليم
أما بعد,أحبتي الفضلاء فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم جل جلاله أن يغفر لنا ذنوبنا كلها جلها ودقها أولها وأخرها,لن نبدأ بغير هذا الكتاب العظيم يقول ربي جل في علاه
( وَإِنَّهُ لَكِتَاب )
لو قال أحدٌ من ملوك الأرض أو من الوزراء :"هذا الكتاب" ؟ والله قبل أن ينتهي نعلم أنه كتاب عظيم
!أو إن أتى أفضل شاعر وقال :"هذا الديوان" قبل أن ينتهي نعرف إنه عظيم
فما ظنك لو قاله النبي عليه الصلاة والسلام أحب مخلوق لله عزوجل؟
لو جمعت الدنيا كلها بأهلها والسماوات وملائكتها في كفه والنبي عليه الصلاة والسلام في كفة لرجحت كفة النبي عليه الصلاة والسلام أشرف من وطأت قدمه الثرى بأبي هو وأمي
لو قال النبي عليه الصلاة والسلام عن كتابٍ معين ؛ وأما هذا الكتاب .. وأنقطع الحديث لا ندري ما يحدث بعده!ا
والله الكل سيوقن أن هذا الكتاب عظيم كيف إذا كان المتكلم هو الله ؟
الذي ما تنفسنا الآن من نفس إلا بفضله والله ما نبض وارتخى إلا بأمره , والله ما طرفت لك عين إلا بعد إذنه جل في علاه هو يقول سبحانه
( وَإِنَّهُ لَكِتَاب عَزِيز )
إن قلت:" فلان عزيز نفس" كيف يتصرف مع الناس ؟
إن أتيته يهُش ويبُش ويفرح بك ويكرمك وإذا تركته وأعطيته فضلة وقتك ترى ما يلحق بك! نعم أم لا ؟
وهذا القرآن عزيز إذا أعطيته فضلة وقتك بين الآذان والإقامة ؛ أنا مُتفرّغ الآن سأقرأ !ا
لن تستطيع فهم شيء لأنك تظُنّه حديثٌ مُتعارف نرى بعض الناس يقرؤون بين الآذان والإقامة وهو يتلفت لم يشعر بطعم هذا القرآن العظيم قال الله عزوجل
( قُلْ هُوَ )
قل من المقصود فيها ؟ النبي عليه الصلاة والسلام روحي له الفداء يقول الله للنبي عليه الصلاة والسلام أن يقول لأمته
( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ )
لنُصارح أنفسنا! كل رجلٌ يُجيب في نفسه ؟ من منا يشعر أن القرآن عظيم ؟
إذا قرأ القرآن لا يريد أن يتركه!
( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ )
هُناك فئة من الناس الجريدة عظيمة بالنسبة له! تجده ينقّب في كل حرف لا يترك صغيرةً ولا كبيرة إلا نقّب فيها.
من منا يا إخوان يشعر أن القرآن عظيم في قلبه ؟
إذا قرأه لا يريد أن يتوقف ؟ إذن نريد أن نعرف لماذا لا نشعر ؟
نحن بألسنتنا نقول القرآن عظيم وأكرم كتاب, لكن ماذا في داخل قلبك أنت هل تشعر به؟
إذا سمعته أو قرأته هل تشعر أنه عظيم ؟
أم تفكر متى يركع الإمام ؟ومتى يُقيم الصلاة ؟هل تعرف لماذا ؟
لماذا لا نشعر بطعمه كتابٌ عظيم! والله موقنين أن القرآن عظيم ألذ وأعظم وأجمل الأحاديث في الدنيا إذن لماذا لا نشعر بلذّته؟
نُكمل الآية حتى نعرف أين المشكلة , إن أتى رجل بإسعاف إلى المستشفى ، يقول أنا مُتعب, ماذا يكون الردّ ؟
شفاك الله بماذا تشعر ؟ ثم يحدد ؛ جوفه رأسه أو صدره ضيق نفس أم مفاصله هو يخبرنا بما يشعر ؟
لنفترض أنه قال مُتعب لكن لا أعلم أين ؟ لا يعالجه أحد! كيف نعالجه ؟
الأغلبيّة في القرآن مُتعبين! , يشعرون أنهم لا يتلذذون بالقرآن يشعرون أنهم لا يأنسون إذا قرؤوه أو إذا حفظ آية أو إذا بدأ بالتدبر
هم مرضى لكن يجهلون السبب! ولا يعلم أين العيب ، يسمع القرآن ولا يشعر بشيء ،أما بجانبه رجل يبكي خاشع مستشعر الكلام! يجب قبل أن نموت نسأل أنفسنا ؛ لماذا بجانبي رجل يصلي ويشعر بلذّة الصلاة وأنا لا ؟
لماذا يريد أن لا يزول القرآن من عينيه وأنا؟ لماذا ؟ يقول الله عز وجل ؟
( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ)
ما بنا يا رب ؟
( أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ )
ما معنى معرضون ؟ لا نقرأ ؟ لا
نختم القران في رمضان ما معنى معرضون ؟ ما هو الإعراض ؟
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ )
الكلمة هيَ هيَ ؛ فأعرض وهناك
(أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ )
الإعراض هنا إعراض قراءة؟ لا , إعراض حفظ؟ لا , إعراض سماع ما الإعراض ؟
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ )
هذا ذُكِّر بآيات ربه ثم؟ فأعرض عنها كأنه لم يُخبَر
( قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )
وذهب ينظر للحرام قال" ذُكِّر بآيات ربه" فأعرض عنها ونسي
لم يحفظ ؟ لا ليست قضية حفظ , ما سمع لا ليست قضيّة سماع ، نسي ماذا ؟
( وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ )
القرآن أُنزل حتى نعمل ؟ أودّ أن أفهم! لماذا؟ ما علاقة هذا في أني لا أفهم القرآن ؟
موضوعين مختلفين! أكمِل الآية
( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا )
كانوا ثلاثة ؛ ذهب أحدهم فاغتابوه
( وَلَا يَغْتَبْ )
قبل قليل سمعناها
( فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ )
كأنّ شيئاً لم يكُن
( فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ )
المشكلة ؟ يسمع ولا يطبق؟
( ..إِنَّاْ جَعَلْنَا )
أين؟
( عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً )
مثل التوابيت
( أَنْ يَفْقَهُوهُ )
سأجعله يقرأ لكن لا يشعر بالآيات ، تسأله كم أنهيت من جزء في رمضان؟ يقول توقفت عند جزء العشرين ,بيض الله وجهك والفهم ؟ ؛ لا شيء!ا
لهذا أحبتي الفضلاء القرآن لم ينزل حتى نقرأه !،نزل حتى نتدبره ونعرف من الذي قال هذا الكلام
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ )
لماذا؟
( لِيَدَّبَّرُوا )
لام التعليل في اللغة العربية يعني لماذا سأُخبرك لماذا ؟ إذن لماذا أُنزل هذا الكتاب ؟
لم يقُل ليقرأوه أو يسمعوه أو يحفظوه كلها حسنة لكن ليست الحكمة الأساسية.
ما هي الحكمة الأساسية ؟ليدبروا ماذا ؟سوره أو صفحاته
( لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )
كل آية لو ذقتها بقلبك ، لكان لها مع قلبك حكاية والله ستُغير نظرتك ، تُخرجك من الظلمات إلى النور ، كل آية ؟نعم والله كل آية
( لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
تتغير نظرتك للدنيا, إذن التدبر مهم أو لا؟ لهذا قال الله سبحانه وتعالى
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ )
لم يقُل يقرأوون قراءه! كل الناس يعرفون القراءة
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ )
موجود خيارين ؛ يتدبرون ؛ تشعر بلذّته لم يقُل" أم لا يتدبرون " قال
( أمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
إذً أنت لا تشعر بطعم القرآن المشكلة هنا في القلب
أحبتي تخيلوا رجل قُطع لسانه وأُحضر له عسل وخل وملح وماء ولبن , ثم شرب هذه كلها وسُئل ؛ ماطعم العسل ؟
ماذا يقول لك؟ ليس لها طعم كلها سواء.
لهذا هناك فئة من الناس إذا قرأ الجريدة أو القرآن أو سمع نشيد ؛ كلها سواء .
! إذا كان العسل لا يذاق إلا باللسان فالقرآن لا يذاق إلا بالجنان
أحبتي إن لم يوجد قلب يراجعهُ صاحبهُ لماذا قسى؟ لماذا تركت الدعاء اليوم ؟
لماذا ما شعُرت بلذّة هذه الآيات ؟ اسأل الله أن يفتح على قلوبنا أجمعين
لأجل هذا أحبتي يجب أن نراجع علاقتنا بالقرآن العظيم
( لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
المعنى ؛ إذا قرأت القرآن إسشعر طعمه بقلبك , لتتغير نظرتك للدنيا.
()
في أيام السلف رجل جاء مسافرعائدٌ لقريته فمرّ على قريةٍ من القرى ليبتاعَ لأولاده هدايا
اسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح نياتنا وذرياتنا , بينما كان يُفاوض البائع فجأة جميع من في السوق هربوا!
وأصبح السوق خالي ؛ وإذا بملك القرية آتي وحاجب الملك والحرس وسلّ السيف أمامه وقال له تتنحى عن الطريق أو لأقطعن عنقك الرجل لا علم له بنظام القرية ، هذه المرة الأولى التي يدخلها , قال الملك ؛ لا تقتله , فضحك الرجل,تسائل الملك عمّا يضحكه؟
قال من حاجبك هذا , يريد أن يُقدّم أجلي ساعة وأنت تريد أن تأخر أجلي ساعة والأمر ليس لك وليس له الأمر لملك السماء ثم قال
( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوت إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه )
ليس بإذنك ولا بإذنه ، الرجل كيف استطاع أن ينظر لهذه الأمور بهذا اليقين التام ؟
لو أحد منّا لخاف! لكن هذا الرجل امتلئ قلبه بالقرآن
( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ )
لماذا البشر يخافون من السرطان ؟
إذا قيل فلان فيه سرطان ؛ لا إله إلا الله أعوذ بالله لماذا ؟
لأنهم يخافون الموت! لأننا نعتقد أن السرطان مُميت وإن سلِمنا منهُ لن نموت!
لكن العقيدة في القرآن تغيّر أفكارك ، الموت كُتب لك منذ أن كان عمرك أربعةَ أشهر في بطن أمك!
نزل ملك فكتب أجلك ، ثم نزل الملك ونفخ الروح بأمر الله , ثم سأل الله ؛ متى نرجع نأخذها ؟ متى أجلُه
قال أجله في يوم 16 / 1 / 1435 انتهى الموضوع .
بتاريخ مُعيّن كتِب أن تبتلى بالسرطان لن يتقدم تاريخ وفاتك .
بُليت بالسرطان أو لا لن يتقدم هذا التاريخ!
إذن حتى لو لم يأتك السرطان لن يتأخرهذا التاريخ.
القضية عقائدية إيمانية؛ رجل من الناس أُبتلي بالسرطان فـ خاف!
حسناً تاريخ الموت لن يتغير!
مُصابٌ بصداع ! لا بأس! وعكة قيل لابأس , قيل محمد يتألّم قالوا لا بأس بعيد عنه الموت, السرطان؟ ازف الموت
الموت لايقترب بسبب هذا , إن تدبرنا هذا القرآن علمنا أنه لن يأخذ أحدٌ منك شيء إلا كتبه الله لك
ولا أحد سيُبعد عنك شيء الله كتبهُ لك !
النبي عليه الصلاة والسلام يأخذ العباس رضي الله عنه وهو طفل ويقول له:
(..يا ابن عباس إني أعلمك كلمات)
كلمات تكتب بماء الذهب قال له
ا(احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وأعلم أن الأمة لو اجتمعت..)ا
كل أهل الأرض جاءوك على أن يضروك بشيء أمة سيضروك بشيء واحد فقط
(..على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك)
الرصاصة مثلاً ستأتيك , إمّا من أخوك وهو يُنظف السلاح ، ستأتيك في ذلك اليوم من أخوك أو من غيِره
ا(وأعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعونك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبهالله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)ا
مثال : إن كان على هذه الطاولة نملة و أربعون نملة أُخريات يهددونها ، والنملة واثقة فيك أنك ستدفع الضُرّعنها
هي تعلم أنك ترى وأنك مراقب الأحداث ، كيف تختبر صدقها من كذبها؟
عند بداية تحرك النمل تدعهُم يقتربون وأنت تنظُر! هي فعلت السبب واطمأنّت لوجودك ، إذن أنت تستطيع
أن تدفع الضُر عنها بضربة واحده بالكف فتقضي على على الأربعين , وتستطيع تأخذ كأس ماء وترشُّهُ عليهم ويموتون ؟
تقدر! هذا أنت الضعيف ولله المثل الأعلى عزوجل أقوى على البشر منّا على النمل.
لأجل هذا أمثلة القرآن تربّينا على هذا المبدأ عن إبراهيم عليه السلام
( فَمَا كَانَ جَوَاب قَوْمه إِلَّا أَنْ قَالُوا اُقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوا)
لم يقل احرقوه بل قال حرِّقوه ؛ الكلمة تُشعِر بالحقد الذي في قلوبهم ، الله أعطاهم فرصة اقتربوا من إبراهيم
وأبقاهم , امسكوا إبراهيم أبقاهم , عرَّوا إبراهيم عليه السلام و أبقاهم لأجل هذا هو أول من يُكسى يوم القيامة
وأشعلوا النار وأبقاهم , وأخذوا إبراهيم في المنجنيق والله يرى! وقلبُ إبراهيم متعلق بالله
فقذفوا إبراهيم , الله سبحانه وتعالى قادر ينقذ إبراهيم قبل أن يقذفوه
لكنه تركهم فلمّا قُذِف , يقول النبي عليه الصلاة والسلام في البخاري حسبي الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم يوم أن أُلقي في النار في أحد الروايات أن جبريل عليه السلام جاءه
بصورته ستّ مئة جناح في البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله جبريل عليه السلام له ستّ مئة جناح
جناح واحد فقط من ستّ مئة جناح يسد الأفق اجتث أربع قرى لقوم لوط
( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا )
بجبالها ومساكنهم غرس جناح وخمسُ مئة وتسعةٌ وتسعون شاغرة اجتث أربع قرى لقوم لوط وفي أحد التفاسير ثمان قرى رفعها
( جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَة مِنْ سِجِّيل مَنْضُود )
جاء لإبراهيم وهو مقذوف في النار قال له ؛ يا إبراهيم ألك من حاجة ؟
ألك من حاجة يا إبراهيم ؟ وهو في الطريق قال ؛ أما منك فلا أما من الله فنعم ، الله أكبر
تعتقد أنه يُبالغ ؟ لو رجلٌ يعرِض عليك زجاجة ماء ليُساعدك ؟ تقول له اسكبها ففعل السبب جائز
لكن أنظر لقلب إبراهيم عليه السلام أبى أن يتعلق إلا بالله إذن إبراهيم يبالغ؟
كلّا والله لم يبالغ , إبراهيم يقول بلسان حاله لجبريل عليه السلام؛ أنت تريد أن مساعدتي يجب أن تأخذ إذن من ربي أنا أعلم أن
الذي يأذن لك والذي خلق لك ستّ مئة جناح هو ربي جل جلاله أنت سريع تساعدني ؟ الذي خلقك أسرع منك
( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ )
الله أسرع من جبريل أم ؟ أسرع ,إذن لو أن جبريل عليه السلام ضرب النار وسقط إبراهيم وتأذّى عليه السلام لم يعُد سلاما!
والله سبحانه إذا أراد أن يعطيك ؛ يعطيك كاملة , في سورة هود لما قال لهُ قومه
( إِنْ نَقُول إِلَّا اِعْتَرَاك بَعْض آلِهَاتنَا بِسُوءٍ )
بدأو يذمّونه , ماذا ردّ عليهم ؟
( قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ )
تعلم يتحدث مع من؟ ، يقول هذا الحديث لمن؟ ، يقول هذا الكلام لِأُناس قد قال الله عنهم
( وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ )
تعلم ما يعملون وما قوتهم يقول الله عنهم
(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ )
ما معنى هذه الآية يقول الله سبحانه وتعالى ؛ تبنون بكل ريع الريع هو:الجبل آية , يأتي الرجل فيهم من قوتهم وجبروتهم وكبرهم يحفر فيه بيده حتى يصنع قصر
يا هود عليه السلام ألم تخف من أيديهم أن تحفر صدرك؟ قال
( ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُون )
لا تقولوا غداً الآن
( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ )
رزقني الله وإياكم حسن التوكل عليه
(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ۚ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيم )
فأخذهم الله بنواصيهم , وأرسل عليهم الريح حملتهم كأعجاز نخلٍ خاوية
قصة على ذكر إحفظ الله تجده تجاهك.
()
أحد الأخوة أتاني بعد صلاة من الصلوات وقال ؛ كنت البارحة رجل أحسبه والله حسيبه على خير , لا أترك قيام الليل
واهرب عن الحرام ,لكن سبحان الله قبل أيام كنت أتصفح الإنترنت وزلّت
بي قدم فنظرتُ لـ صورة ومن ثمّ على موقع ؛ فضاقت به الدنيا ضيقة عجيبة كيف أن الله أعطاك عيون
وغيرَك أعمى ؛ الله لم يسمح له أن يرى حلال ولا حرام .
هناك أُناس مع أبنائهم 40 سنة لا يعرف ملامحهم!
جُلّ أولاده عُميان! وأنا وأنت؟ من فتح أعيُننا؟ الله عزوجل ثم تعصيه ؟
فضاق صدره , كيف أن الله مُنعم عليّ هذه النعم وأعصيه!، يقول ذهبت لِـ أنام و أقّتُّ المنبّه قبل الفجر على موعد صلاتي للقيام يقول فثارت بي النفس اللوامة قالت ؛ والله العظيم لن تقوم صلاة الليل !, يقول خطاب بيني وبين نفسي قالت
تعصيه الآن وتنام ويوقضك في الليل يقول نهضتُ لـ أتوضأ والله نفسي تحاسبني
( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ )
السيئات تذهب بالحسنات , فصليت ركعتين حتى أستغفر من الذنب الذي أذنبته , ثم استيقظت قبل الفجر برحمة الله وقُمتُ الليل , ثم وأنا خارج للمسجد لصلاة الفجر فتحت المذياع وإذ قول الله
(تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )
وأنا خارج من المسجد التقيتُ بـ عامل نظافة فاستذكرت حديث النبي عليه الصلاة والسلام
(الصدقة تطفىء غضب الرب )
فقلت يا الله يا الله والله إني أفقر لك من هذا ويا الله اطفئ بها غضبك عليّ الليلة , فجاءني إبليس وأنا في السيارة وقال ؛
براحتك تعصي الله وتتصدق على فقير بريالين وتقول انتهيت !
وتركع ركعتين ؟ يودّ أن يقنّطه , الآن هو لم يستطيع إعاقته عن قيام الليل ولم يستطيع منعه من الصدقه فبدأ يقنطه
فركبتُ السيارة وفتحت المذياع
(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
فأقسم بالله أن تبيّن له حديث النبي عليه الصلاة والسلام
( احفظ الله تجده تجاهك )
ختاماً أحبتي الفضلاء : الله سبحانه وتعالى ذكر نملة في القرآن القرآن عظيم ذكر فيه نملة لماذا ؟
وسورة النمل وذكر فيها قصة نملة واحدة , ماكان عمل هذه النملة ؟
رأت سليمان عليه السلام قادم فقالت ؛ يأيها النمل أدخلوا مساكنكم
( قَالَتْ نَمْلَة يَا أَيّهَا النَّمْل اُدْخُلُوا مَسَاكِنكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَان وَجُنُوده وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )
الله سبحانه وتعالى يهذّبنا في القرآن , أنك تستطيع مساعدة الناس وحميهم من الأخطار
( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا )
فما بالك بالمسلمين؟
()
ختاماً أحبتي الفضلاء : سؤال طريف لطيف وبه عبرة عظيمة ؛ قبل ستةَ عشرسنة في الرياض
الشيخ علي الطنطاوي عليه - رحمه الله - اللهم اغفر له وارحمه وموتى المسلمين أجمعين
ألقى محاضرة ,ثم أتى شاب وقال؛ يا شيخ أنا سأسألك سؤال لكن
لاتغضب قال الشيخ يا بُني لن أغضب إسأل كل ما تريده , وأكّد عليه أن لا يغضب مراراً ..
قال ؛ ياشيخ أنا أُصلي وأصوم و أزكّي , لكنّي عندما أقرأ في القرآن أن أهل الجنة مستلقون على
الأرائك والأنهار تجري من تحتهم وينظرون في الثمار وجنى الجنتين دان تجيء عندهم قطوفها دان بلا جهاز تحكم
ينظرإذ بـ عشرون ثمرة فتعجبه واحده منهنّ فتأتيه! أنا إن تفكرت
في هذا الكلام لا أستوعبه وأكاد أن لا أُصدّق ، الشاب إيمانه فارغ!
( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا )
فردّ الشيخ بقوله؛ يا بُني سأسألك سؤال؛ إن كان هناك إثنان توائم في رحم أمهم كيف عيشتهُم في نور أم ظلام ؟
قال في ظلام , قال؛ هل لديهم مأكولات لذيذة وشهية أم يأكلون من الحبل السري ؟ قال؛ من الحبل السري
قال ؛ الرحم مُزيّن و مرتب ؟ أم سوائل فوقهم وتحتهم ؟ قال ؛سوائل ، قال إن سقطت أمهم يسقطون
معها ؟ إذاً ما رأيك في حياتهم؟ إن جاءهم أحد وقال لهم ؛ أنتم غن خرجتم من رحم أمكم سترون قصور ومطاعم وسيارات وطرق وطائرات وبحار , ماذا سيقولون ؟ لا نستوعب! لنفترض أن أحدهم خرج قبل الآخر بساعة , مع بداية خروجه
رأى الأنوار فأغمض عينيه وأمه بجواره وابوه فرحٌ لأجله فألبسوه ووضعوه بداخل سرير
وحضّروا له حليب ومنن يد لأُخرى سيقول الذي داخل الرحم مسكين توفيّ صح ؟ ذهب وترك هذا المكان
الدافىء الذي يأتيك غذاؤك فيه 24 ساعة ؟ أما الذي في الخارج يقول يا ليت قومي يعلمون .
أحبتي الفضلاء الدنيا كذا رحم مظلم ثُمّ حياة واسعة ثُمّ قبر.
اسأل الله أن ينور لنا ولكم قبورنا , ثُمّ حياة أوسع فيجب أن نعاهد قلوبنا هذه كيف تحيا ! خذ أدعية النبي عليه الصلاة والسلام - اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي - اللهم آتِ نفسي تقواها اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك, النبي عليه الصلاة والسلام كل دعواته على القلب
أحد الإخوة يسأل سؤال جميل جداً
يقول هل العين تسبق الأجل ؟
هل صلة الرحم تطيل العمر ؟
البعض يتسائل هل الإنسان مسير أو مخير ؟
هناك مجموعة من البشر يعصون ثم يقولون الله لم يهدينا
( )
ركبت مع رجل في المطار ليوصلني للمنزل لكنه هداه الله يدخّن ، قلت له كم تُتلَف من الخلايا في صدرك
سيسألك ربي عن كمٍّ من الخلايا الذي خلقها لك سليمة؟
قال الله لم يهديني الله يهدي من يشاء , قلت إذن أنت لماذا جئت للمطار في هذه الشمس ؟ قال استرزق ، إذاً أنت قلت الله يهدي من يشاء ووقفت ولم تترك المنكرات , ولما أتت قضية الرزق أيضاً الله يرزق من يشاء! لماذا تعمل؟ الله في الحديث القدسي يقول
( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني اهدكم)
، (وبعدها( يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني اطعمكم.
الأول فاستهدوني ، أنت عندما أتت قضية الرزق بدأت تعمل لم تقل الله يرزقني فقط بل عملت الله إذا كتب الأقدار يكتبها
كتابة علم لا كتابة إجبار، أيّ الله يعلم إنك فلان ستكون واصلٌ لرحمك فيمُد في عمرك
مثال : رجل يُحدّث من أمريكا لرجل في السعودية وهم يشاهدون مباراة ، هناك فارق بالتوقيت والصورة تختلف الأول يُحدّث الثاني فيقول أنتهى الشوط الأول ,الثاني لم تصل له الصورة بعد ، يقول في آخر دقيقة يأتي فلان بـ هدف وفي آخر دقيقة فعلاً اتى فلان بالهدف, يقول هذا فلان يعلم الغيب ؟ كيف علم ؟
كلّا هو رآها قبلك ولله المثل الأعلى الله يعلم الأمور قبل أن تحدث
لأجل هذا هناك أُناس يقولون نحن مجبورون على المعاصي , أنا أعصي الله! كلنا نعصي , اسأل الله أن يتوب علينا جميعاً
رجل يقول أنا مُجبرعلى المعصية أنا مسيّر ليس مخير! إذاً لماذا الرجل إن رآى امرأة لوحدها ينظر إليها؟
مجبور؟ وإن رأى بجانبها رجل يُصبح مخيّر ولا ينظر ؟ أنت لديك ثمرة بها شوك تأخذها وتأكلها مباشرة ؟
أنت مسير! كلا تنظّف ثم تأكل ؟ أنت تختار ! يقول الله
( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )
مشيئتك تحت مشيئة الله , فالله يكتب كتابة علم لا كتابة إجبار الله يعلم ما كان وما يكون وما هو كائن وما لم يكن لوكان كيف كان يكون .
هل تعلم أن الرجل إذا جامع امرأته يخرج ثلاث مئة مليون حيوان منوي في كل مرة !كلها تضيع
وواحد فقط يحيى ويخرج ولد واحد , هكذا كنّا أنا وأنت وفلان , الله سبحانه وتعالى بين 300
مليون يُخرج واحد ثمّ هذا الواحد قدّر الله له الحياة , حسناً لو أن الليلة تلك لم جامع الرجل زوجته سيأتي أو لا ؟
لماذا أخرجنا الله من هذا المكان ؟ لماذا لم يخرجنا من الفم أو العين لهذا قال
( أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً )
حتى لا يتكبر الإنسان أبداً
(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ )
قال
( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ )
إذن كيف تعاملنا مع الناس؟
أحبتي : هل تُقيّمهم على رُتبهم أو نُقيّمهم على أعمالهم أو نقيمهم على وجاهتهم أو نقيمهم على جمالهم؟
إذا أردت أن تقيس إيمانك فهلُمّ ؛ انظر كيف تتعامل مع الناس والله أني أنزل من السيارة
وصغاري لِـ نُصافح عامل نظافة , سألني إبني ؛ من هذا؟
قلت أخوك! ، قال أنا لا أراه في اجتماع العائلة أقول هذا أخوك في الإسلام.
يجب أن نغرسها يا جماعة مادام أنه مسلم فهذا أخوك, حتى تعرف قدر الإيمان في قلبك
ا( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله)ا
دعونا نغرسها يا جماعة في أنفسنا وأولادنا اسأل الله العظيم أن كما شرفني برؤيتكم فوق هذا الفرش أن يشرفني
برؤيتكم أخرى تحت العرش اسأل الله جل في علاه أن لا يُبقي في صدوركم وصدور من حضر هذا اللقاء
وسمعه وشاهده أن لا يبقي في صدوركم أمنية إلا بلغكم أعظم منها اسأل الله العظيم أن يصلح لنا ذرياتنا
اسأل الله أن يتولى تربية أولادنا بنفسه جل في علاه وأن لا يحرمكم الأجر ولن أشكركم أنا ولكن أرجو الله الذي يملك لكم الخير
أن يهب لكم الخير كله وأوله وآخره باطنه وظاهره وأن يصرف عنكم السوء والفحشاء والشر كله وذرياتكم ومن تحبون
وآسف على الإطالة وصلِّ اللهم على نبينا محمد وجزاكم الله خير
للاستماع للمحاضرة صوتيّاً :
http://www.abdelmohsen.com/play-675.html
إن كان من خطأ فمنّا والشيطان , وما كان من صواب فمن الله وحده.
-
السبت PM 08:32
2014-04-19 - 8253