القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
وَفِي أَنْفُسكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ
وفي أنفسكم أفلا تبصرون
الحمد لله رب العالمين الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلقي وخلقك وخلق الإنسان من طين وأصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين بروحي وأبي وأمي ونفسي له الفداء عليه الصلاة والسلام أما بعد
أسال الله سبحانه وتعالى الذي جمعنا وإياكم في بيته أن يجمعنا وإياكم أخرى في مستقر رحمته إن ذلك على الله يسير ,إن لم يتولى الله سبحانه وتعالى هذا اللقاء فستجدونه ثقيلا وأسال الله جل في علاه أن لا يكلني وإياكم إلى أنفسنا طرفه عين
سأعلن إعلان وأنا والله أجد في نفسي حرج أني عاجز عن الكلام عن موضوع يخص هذه النفس لما تأملت في كتاب الله سبحانه وتعالى وجدت أني والله لو جاء علماء الدنيا كلهم ودعاة الدنيا كلهم وتكلموا عن هذا الكلام في القرآن إلى أن يموتوا لم يعطوه حقه والله جل في علاه اختصر علي وعليكم هذا الكلام الركيك الذي تسمعونه مني
قال الله جل في علاه {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي..} سبحانه
يعني علماء الدنيا كلهم منذ ولد آدم عليه السلام إلى آخر من يموت في الأرض,لو كل واحد معه مصحف وجلس على شاطئ بحورالدنيا كلها ويأخذون البحور كلها حبر ويأخذون كل أشجار الدنيا ويقطعونها أقلام وكل ما قرأ آيه كتب المعنى الذي يفهمه
قال الله سبحانه وتعالى { لَنَفِدَ الْبَحْر..} انتهى البحر جف وانتهى ولم يعد فيه ولا نقطه
,لكن هل انتهت معاني كلمات رب العالمين ؟؟ لا
{ لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}
لكن لو جئنا بثاني؟
....{وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا* وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلام.}.
...الأشجار أقلام
{وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ..}
سبحانه ..فكيف لواحد مسكين في ساعة أن يتكلم عن النفس في القرآن ,يعني لو فقط نقول آيات الذي ذكر الله فيها النفس ما كفيت فما ظنك أن نتكلم عن معانيها
وكما قال أبو الصلاح إمام المفسرين رحمه الله قال
وأعلموا أن الله جل جلاله لو فتح عليك في كل آيه ألف معنى لما كانت كل المعاني التي يريدها الله ,لأن كلام الله صفته وصفة الله لا يدركها بشر
لأجل هذا الله جل في علاه يقول عن هذا القرآن
{ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ..} ولكن لانحس فيه؟ {..أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ }
تقرأ.. لكن القلب هذا هل حاضر وأنت تقرا ؟ وهذه هي القضية
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }
والله لو أن الواحد فينا يقرأ القران أو يسمع ويركز بكل جوارحه إلا القلب فلن ينتفع من هذه القراءة شيء, ولو لم يحضر في قراءتك إلا" القلب " لاوالله لحزت الخير كله, لأجل هذا الله سبحانه وتعالى لما أنزل القران قال جل في علاه
{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ..} لما ؟ {..لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ..} كل آيه {.. وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
يأتي باحث في الماجستير أو خطيب الجامع أو باحث الدكتوراه ثم يريد أن يتكلم عن أي موضوع عن النفس مثلا
ثم يبحث في كتب الدنيا وكتب البشر وكلام البشرعن النفس وأخر ما يبدأ به أو يفتحه هو كتاب الله جل جلاله عن النفس
الأنفس أنواع يا جماعه أنا لن أتكلم عن قول الله سبحانه "في أنفسكم أفلا تبصرون " من الجانب الطبي فهذا الأمر والله هو ما كنت أصلا أخطط أن أتكلم عنه ,لكن لما رأيت ذكر الله عن النفس وجدت أن المسكين هذا المتكلم والله يحتاج أن يراجع نفسه مع النفس هذه, النفس عجيبة يكفيها شرف أن الله الذي سواها جل في علاه الله سبحانه يقول
{..وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ}
سبحانك..ما قال "للناس" مع أن كل الناس يمشون على الأرض وينظرون إلى الأرض ويقلبون على الأرض ويزرعون الأرض
لا , قال "الموقنين " لأن لهم تعامل مختلف مع النفس نسأل الله أن يجعلني وإياكم من الموقنين
{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}
الأن تقرأ الآيه وتمسك المصحف وترى ماذا يريد الله ؟ أبصر في ماذا؟ ماذا بها نفسي لأجل أن أبصرفيها؟ سبحان الله
يقول ابن القيم عليه رحمه الله " أن كما أن الأراضي مختلفة النفوس مختلفة
الأراضي فيها شيء سهل وتقطع خمسه متر في دقيقة,وفيها أماكن قفاروأحجار لا تقطعها ولا في ساعة الخمسة متر
وفيها أراضي خصبه مجرد أن تمر عليها السحب وتنزل الأمطار اهتزت وربت وترى الأرض غير الأرض التي رأيتها قبل المطر, وهناك أراضي رمال لو تصب فيها مياه الدنيا كلها ما انبتت لك نبته ,صح؟؟
لأجل هذا إذا رأيت اختلاف هذه الأراضي ,فنفسك أنت من أي الأنفس؟
يمر عليك رمضان والحج وتسمع خطب جمعه وتسمع بالمغرب والعشاء والفجر في المسجد آيات تكسر الصخر ماذا فعلت فيك ,ماذا فعلت في نفسك ولا شيء أم تغيرت؟؟
هل وضحت يا جماعة, لماذا الله سبحانه وتعالى يذكر الأرض ويذكر بعدها النفس
وفي الأرض ..وفي أنفسكم ..أفلا تبصرون, فأي نفس هي نفسك وماهي نوعها ؟
لأنك حبيبي الغالي ما دام أعطاك الله هذه النفس وعاشت فوق الأرض قليلا ثم تنزل تحت الأرض طويلا ثم يوم العرض أطول ثم الخلود اسأل الله أن يخلدني وإياكم في جنات النعيم
هذه النفس عجيبة أحبتي الفضلاء هي أنواع تكلم عنها العلماء أنا لن أتكلم اليوم عن الجانب الطبي لن أقول لك حبيبي الغالي أن في الصدر عندك في هذه المنطقة من الترقوة هنا إلى آخر ضلع عندك هنا هذه منطقة الرئة, الرئة هذه التي تتنفس فيها، فيها حويصلات أكياس هوائيه, ثلاث مائه مليون حويصلة هوائية ما أعطاك ولا واحده منها أي احد إلا الله, كل الثلاثمائة مليون ؟؟والله كل الثلاثمائه مليون
لما أخذوها بعد الموت أخذوها وفككوا هذه الحويصلات الأكياس الهوائية فرشوها في الأرض تصوروا يا جماعة تعرف كم مساحتها؟ مساحتها مساحة تنس أرضي, جمعها رب العالمين في هذا المكان
هذه الحويصلة الهوائية وأنت تتنفس تأخذ نفس الآن يمر عليها الدم من الخلف يمر عليها الدم من القلب الدم هذا الذي جاء إلى الرئة مليان كربون وليس فيه أكسجين إلا قليل فينفذ هذا الأكسجين الذي تتنفسه الآن أخذت نفس عن طريق الكيس الهوائي الصغير هذا الثلاثمائة مليون ثم يتنقل إلى الدم لكي يبعثه الله لكل جسمك ,لاأتكلم عن الدم الستة لتر الذي يمشي في جسمك لا,سنتكلم ونأخذ مل لتر واحد..مل لتر واحد تعرف كم المل لتر ؟
يعني تقريبا أربع قطرات, أخرجها على جنب لن نتكلم عن الكالسيوم والصوديوم والمواد كلها والمعادن لا ولا الجهاز المناعي ولا الكريات البيضاء سنتكلم عن الكريات الحمراء في الأربع قطرات أدري أن راسك سيوجعك مثل ما أوجعني ,لكن أنتم الأن معي أربع قطرات أخرجناها من الجسم في داخلها خمسة مليون كرة حمراء دعها كلها وأخرج لي واحده فقط وحداة ,هذه الكرة الحمراء الواحده في داخلها مائتين وسبعين مليون جزئ هيموجلوبين لو تدفع ريال على كل واحد لبحثت من يوم ولادتك مع كل أشغالك وكل دواماتك وكل شهاداتك ْما سددت حق ربع كرة حمراء واحدة
{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا}
لأجل هذا الله ما تحدانا سبحانه وتعالى أن "نشكر" بل تحداك أن " تعـد " النعم التي عندك ,يعني تخيل إنسان يعطيك اليوم مليار وغدا يعطيك خمسين سيارة وبعدها يعطيك خمسين مزرعة وبعدها يعطيك ويقول أنا لا أريدك أن تشكرني عليه لكن أتحداك أن تعد الذي أعطيتك أياه ..جل جلال الله ولله المثل الأعلى
داخل الكرة الحمراء مائتين وسبعين مليون جزيء هيموجلوبين ,مع كل جزيء هيموجلوبين تنشبك فيه أربع ذرات أكسجين من التي تتنفسها أنت, تذهب تلتصق في جزيئات الهيموجلوبين ,صار عندك في الكرة الحمراء كم ذرة أكسجين؟؟ مليار وثلاثمائة مليون مع كل نفس يأخذ الله سبحانه وتعالى هذا الهيموجلوبين المحمل بالأكسجين ثم يضخه في القلب إلى عينيك فترى , فله الحق سبحانه أن يقول لك
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}
ثم يرسلها إلى سمعك فتسمع ما حرم الله ,فله الحق جل في علاه أن يقول
{وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}
{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ}
لن نتكلم عن هذا أحبتي لن نتكلم عن التوازن العجيب الذي جعله الله للسكر,
سؤال ماهو الفرق بينك وبين مريض السكر شفاه الله ومرضى المسلمين أجمعين ماهو الفرق بيننا وبينهم؟
السكر يرتفع عندك ويرتفع عندهم, صحيح أم لا يا جماعة؟ إلا تأكل أنت الشوكولاته إلا تأكل حلا؟ فيرتفع السكر عندك,
لماذا إذاً لاتسقط ولايختل عندك الجسم؟ لماذا لا يزداد عندك الإلتهابات ؟
لماذا لا يحدث عندك أن الجروح لا تندمل لماذا!؟؟ لأن الله جل جلاله تولى أمرك
{ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ..}من الذي يحميكم في الليل والنهار
مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ} اللهم لاتجعلنا من المعرضين..}
الآن يرتفع عندك السكر الله جل في علاه خلق حساسات للسكر تقيس السكر في كل ثانيه ,هل رآيت التي في المستشفى يقيسون السكر كل ساعة ,والتي عندك تقيس السكر كل ثانيه فإذا ارتفع مباشرة ترسل للمخ رسالة" السكر ارتفع وصل إلى أعلى من 140 المخ مباشرة يرسل للبنكرياس نحتاج جرعة أنسولين بالمقدار هذا حتى تنزل من بين 80 إلى 120
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}
هو الذي يتولى الأمر سبحانه
{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}
يخزن الزائد في الكبد ,لو صمت ذاك اليوم وانخفض عندك السكر ترسل رسالة للمخ مباشرة السكر عندنا 70 أو 60المخ مباشرة يرسل للكبد أكثري السكر التي عندك وأخرجيه في الدم لأجل أن يرتفع مرة ثانيه
{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}
سبحانه ربي ..لن نتكلم في هذا الكلام سنضيع , سنتكلم عن الأهم ,هذا الكلام كله في الجسم الذي يعيش فوق التراب ومخلوق من تراب ويموت ويدفن تحت التراب ولو بقي على الأرض لأنتنت الرائحه
لكن الأهم هي النفس هذه , النفس التي الله سبحانه وتعالى وضفها في كتابه ,يا جماعة سامحوني اليوم لست مركز لأني قرأت آيات اليوم أقسم بالله يا جماعة أنك ستعرف أنك تحتاج أن تراجع نفسك أنت الآن
النفس هذه أحبتي قسمها العلماء إلى أقسام وفي القرآن أعظم وأكثر من هذه الأقسام
العلماء قالوا أن النفس التي عندك إما أن تكون لوامة ,وأما أن تكون مطمئنه
وأما أن تكون أمارة بالسوء ,وفي القران وإما أن تكون شحيحه
{وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحّ }
حتى تضبط أي كلام هل هو صجيح أوخطأ أرجعه للكتاب والسنة ,وسنتكلم بإذن الله كيف تتعامل مع هذه النفس؟ وكيف تعرف نفسك هي من أي الأنواع أصلا ؟وهل ممكن نعدل أنفسنا من صنف إلى صنف آخر أو لا ؟ وماذا يعني إذا كانت نفسي لوامة ؟ وماذا يعني إذا كانت نفسي مطمئنه وكيف؟؟ ستجد كل هذه الإجابات العظيمة في كتاب الله سبحانه وتعالى أي شيء ستجده,والله أنه شفاء لما في الصدور,وطرح عظيم كامل
الله سبحانه وتعالى يقول عن النفس اللوامة دليلها
{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}
نوع من أنواع الأنفس
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}
اللهم اجعل نفوسنا هكذا يا رب العالمين
الأمارة بالسوء {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ} اللهم ارحم أنفسنا يا رب العالمين
أي نفس هي نفسك ؟ هذه أهم شيء يجب أن تعرفه ,النفس مثل ما تتعامل معها تتعامل معك إما أن تقودها .."وأنا كفيل أحبتي أن أي كلمة أقولها إن لم أثبتها بالقرآن ردها علي ولا كرامه "..إما أن تقودها وإما أن تقودك نفسك هذه ,وإما أن تتعاون معها فيكون هناك أمر عجيب تعيشه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ,وهذه النفس إما أن تكسبها وإما أن تخسرها ,هذا الكلام كله يحتاج معه أن نقف
نفسك ممكن أن تفتنها
{وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ}
نفسك قد تمقتها
{لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}
قد تخون نفسك سأقول عن كل هذه وما معناها ؟؟ وما تفسيرها ؟؟
قد تخون نفسك وقد تمقتها وقد تظلمها
{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
وفي آية أخرى{ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} يونس44..
لكن السؤال المهم إذا خرجنا من هذا المجلس بإذن الله وعرفت نفسي ,هل ممكن أغير نفسي ؟؟
ممكن بإذن الله , لكن كيف؟؟
جميل الذي قال "إن شاء الله ",يا جماعة هذا الكلام عظيم ,الأخ الذي قال لا نقدر إلا "بإذن الله", الله جل في علاه يقول
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}
لا تقدر على أي شيء إلا بإذنه , لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام لما علم أهميه هذه النفس صار يكثر من دعائه وقوله
(اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها )
كم مرة تدعوا هذا الدعاء ؟ هل أمس دعوت به؟ اليوم أو قبل أمس هل دعوة به من قلب؟؟
في الشهر الماضي كم دعوة به من قلب وفعلا أحسست أن نفسك تحتاج تصليح؟
الله سبحانه وتعالى لما خلق الأنفس ما قال جل جلاله أن أناس سأجعل أنفسهم سيئة شقيه فاجرة وأناس سنجعل أنفسهم طاهرة زكيه لااا, قال جل في علاه
{..وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا }
قابلة لهذا وقابلة لهذا
{..فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}
اللهم اجعلنا من المتقين ,ثم بين الله أن لك دخل وأنك داخل في معادلة الإصلاح قال
{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا }
اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين {وَقَدْ خَابَ..} نعوذ بربي جل جلاله من هذا الحال
{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }
إذن هناك في تعاملي مع النفس قد أفلح وأصل إلى الفردوس الأعلى وقد والعياذ بالله أخيب وأكون في أسفل سافلين والعياذ بالله, في تعاملك مع نفسك هل هي قابله للتغيير؟ نعم , يقول جل في علاه
{..ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
يجب أن تغير ما بنفسك ,ماذا قال الله في آخر الآية؟
{وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
سبحانه ,ماذا يعني هذا الكلام ؟ لماذا الله سبحانه لم يقل "إن الله عزيز حكيم "أو "وأن الله على كل شيء قدير" يغير؟
لا قال سميع عليم
الآن تخيل موظف لا يحضر إلا متأخر ولا يؤدي عمله والفكرة عنه سيئة جدا ثم قرر إنه يتغير والمدير قد أخذ عنه فكرة سيئة, فقرر أن يتغير ويصلح من حاله وأصلح وبدأ يأتي مبكرا وينجز أعماله التي ما كان ينجزها في السابق ,لكن الكلام الذي يصل لمديره أن الرجل ما زال , عندما يسأل عنه,يقولون له "مازال على حاله ,صح؟؟ ولله المثل الأعلى
قال الله إنك إذا غيرت فليس هناك أحد سيرسل لي رسائل خاطئه عنك وأن الله سميع عليم , واضح يا جماعة؟
يعني الله سبحانه وتعالى لا أحد ينقل له كلام خطا أو يقول له إن فلان ما أصلح أو مازال على وضعه, مثل حالنا الأن الناس لا ترحم عندما يرون فلان من الناس بالتو بدأ يتغيرو يصلح من نفسه,قالوا عنه" منافق", يقولون"ما صلى إلا أمام الناس"!, لكن الله يقول{ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}الأنفال53
جل جلاله ..في الآية الأخرى هل تتغير؟ نعم يقول الله سبحانه وتعالى
{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}
ماهي أعظم نعمه ممكن أن يغيرها الله عليك؟
بعض الناس يظن أن النعم مال, صحة, بيت !,لا أعظم نعمه أعطاك إياها الله عزوجل هي نعمه الدين وأعظم نعمه يسلبها منك الله نعمه الدين ,لأجل هذا الأفذاذ الأبطال أحب خلق الله إلى الله فهموا هذه المعادلة وفهموا كيف يتعاملون مع أنفسهم ,وإذا خافوا على أحبابهم لا يخافون إن فلان ما توظف ولا يخاف إن فلان ليس عنده مال أو فلان ليس عنده بيت ملك أو.. أو.. , لا, لا
لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام قال :(ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا )هذه هي المصائب؟
أحدهم ناجح في الحياة وأهم شيء عنده العمل وهوأفضل من يكسب في الدنيا ,وهذه ليست نعمه
لأجل هذا أحبتي الفضلاء
النعمة وأعظم نعمة أن تقدر أن تعصي الله ولا تعصية
وأشد نقمة أنك كلما اشتهيت شيء تفعله , هذه أعظم مصيبه
خذها قاعدة حبيبي الغالي إذا كان ما بينك وبين المعصية إلا أن تشتهيها وتقدر عليها ,وفقط هذا الذي يحول بينك وبينها فوالله أنك خاسر نفسك والعياذ بالله ,طبعا هذا الكلام يا جماعه ليس كلامي يقول الله سبحانه وتعالى
{..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}
إذا نفسك لاتنظر لغد وتقول الذي تريد وتسمع الذي تريد وترى الذي تريد, فسيأتيك الجواب حبيبي الغالي بعد آيتين أسال الله أن يصلح أنفسنا
{وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ}
سبحان الله ..اتقوا الله قبل واتقوا الله بعد في آية واحده, لأن الأمر خطير فالأمر هي "نفسك" ,الأمر عظيم
فجاءت قبلها اتقوا الله "ولتنظر نفس ما قدمت لغد " فأول ما تنظر في نفسك ستجد مصائب ,قال لك "واتقوا الله "وبعدها قال..و أسال الله أن يجعلنا من المتقين
{..إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا}
يعني اذا لم تنظر دائما وتحاسب نفسك وإذا لم تنظر كل يوم ماذا فعلت لغد الذي هو يوم القيامة,الذي سماه الله غــد
قال أحد علماء التفسير (ما زال الله يقرب يوم القيامة حتى جعله غد) , قال الله سبحانه وتعالى إذا كنت لست من هؤلاء ولا تحاسب نفسك ,فتذهب اليوم وتنظر في الشارع ما تريد وتسمع ماتريد وتتكلم بالذي تريد وتكتب الذي تريد وتنشر وترسل الذي تريد ثم تنام وأنت ما حاسبت نفسك وكأنه ليس هناك شيء قال الله
{..وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ}
أعوذ بوجهك يا رب ,ماهي النتيجة؟
{فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}
ما قال فأخذ من مالهم أو صحتهم بل أخذ منهم أعظم شيء أنه أنساه نفسه كيف تكسبها
{ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
والعياذ بالله.. لكن هل هم من أهل الجنة؟
الذين تنظر أنفسهم ما قدمت لغد هم أهل الجنة, والذين نسوا أنفسهم والعياذ بالله من أهل النار, أجارنا الله وإياكم منهم, ماذا قال بعدها الله مباشره ؟
{لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}
يعني الذي لم يحاسب نفسه هو من الخاسرون
{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}
ما قال خسروا بيوتهم وأموالهم وأولادهم , لا , يعني الآن قد يصاب العبد بالشلل ,أجارنا الله وإياكم منه
ثم يصاب بالأورام ثم يصاب بالجذام ثم يصاب بالغرغرينة وتقطع أطرافه ,هذا ليس بخاسر لأن الجسد سواء كان كامل أو مقطع أو مريض كله سيذهب تحت الأرض
لكن إذا ارتفعت فوق يوم العرض ماذا سيكون حالها هنا المكسب أسال الله أن أكسب أنا وإياكم أجمعين
{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}
ما دام النفس بهذه الأهمية وهذه القضية, أنا ماذا أفعهل بها لأجل أن أعدلها وأصلحها؟,هي دائما أحبتي الفضلاء أمارة بالسوء دائما
{ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ}
النفس طبيعتها تدفعك للحرام ,لها شهوة ولها هوى
{وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ}
لأجل هذا أنت حبيبي الغالي وظيفتك هنا كيف تتعامل مع نفسك في القرآن ,واضح كالشمس كيف أتعامل مع نفسي لكي تساعدني أو إنها ستكون عون مع الشيطان علي
كيف أتعامل معها؟,مثلا كنت في خلوتك ثم جاءك الشيطان والآن المنكرات والعياذ بالله صارت أسهل وجئت قبل أن تنام ومعك الجوال وجلست تقلب وتنظر فيه ,ويوجد مصحف مخزن تستطيع أن تقرأ لك ثلاث أو أربع أوجه قبل أن تنام وهناك أيضا مواقع والعياذ بالله فيها صور وأفلام خليعة
الآن هذا بين يديك ثم جاءتك النفس الأماره قالت ما دامك مستيقظ أفتح الموقع الآن,أنت عندك خيارين إما أن تطاوعها وإما أن تنهاها, ماذا سيكون لك إذا طاوعتها ؟ وماذا سيكون لك إذا نهيتها ؟ ماذا سيكون اسمك إذا طاوعتها عند الله
وأما عند الناس قد تكون أنت أفضل شخص, لكن عند الله سبحانه وتعالى قد يكون تقييمه لك مختلف ,أسال الله أن نكون عند الله من المصطفين الأخيار ,لأجل هذا الله سبحانه وتعالى لما مدح أقوام قال جل في علاه
{إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ}
كل عمل يفعله يفكر هذا العمل ماذا سيفعل بي يوم القيامة؟
هل سأفرح إذا رآيته بصحيفتي أم سأتمنى لو تسوى بي الأرض ولا أكتم الله حديثا؟
{إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ}
اللهم اجعلنا منهم, هي خمس دقائق أو عشردقائق أو ثلث ساعة ثم تقاوم بها نفسك ,ماذا سيكون اسمك إذا فعلت وعصيت وماذا سيكون اسمك اذا نهيت نفسك, قال الله جل في علاه
{وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ}
يخون نفسه ,كيف أخون نفسي؟
{.. وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ}
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من هؤلاء
{ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ مَن كَانَ خَوّاناً أَثِيماً}
يا ربي ماذا يعمل هؤلاء؟
{ ..يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ}
لو كان أي أحد معه فلا يفتح الموقع
{.. وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى}
جل جلاله ..اللهم اعصمنا وذرياتنا و المسلمين
{ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}
أقسم بالله لو جاء أهل الأرض كلهم يدافعون عنه يوم القيامة فلان نعرفه من الطيبين قال الله
{..هَــا أَنْتُــمْ}
تجده يقوم في الصباح ويذهب لدوامه ويمدحونه الناس, صح؟؟
فلان بيض الله وجهه ,وهذا يقول له تعال نزوجك وهذا يمدحه والناس يمدحونه يقول الله جل في علاه
{هَا أَنْتُمْ هؤلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة}
يقول: يا رب والله فلان لايفعل كذا , قال الله
"وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً هَا أَنْتُمْ هؤلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً"
لكن من الناس نفسه لاتتركه بل تذكره بهذه الآيات تأتي تنصحه ,فأسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم ,يا جماعه هذه النفس عظيمه لا توجد عند أي احد
النفس الأمارة بالسوء موجودة عند كل أحد إلا ما رحم ربي ,ثم تأتي النفس اللوامة تلومك تقول لك لا, ثم تأتي النفس اللوامة عند أقوام ,أسأل الله يجعلني وإياكم منهم ,ثم تقول له
{.. إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهمْ بِالْغَيْبِ}
..
وأنت ليس عندك أحد ,ليس عندك أي أحد ,لكنك خشيت
{..إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَة}
ثلث ساعة تفوز بها وتجاهد بها نفسك تغفر ذنوبك كلها
{لَهُمْ مَغْفِرَة وَأَجْر كَبِير..}
أجر كبير على ثلث ساعة أجاهد فيها نفسي!!؟؟ أي نعم وربي, ثم تأتيه آية ثانيه
{..وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ}
هي نفس تـود وتهوى
{وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}
ماذا له يا ربي ؟؟
{فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى..}
حبيبي أنت متزوج أو ستتزوج وعندك أولاد ,هل تعرف ماذا يعني أنك تتقي الله وتفوز قبل أن تنام في هذه الثلث ساعة ؟
هل تعرف أنه ممكن في نص القران أن الله جل في علاه قد يختصر عليك عشرات السنين في إصلاح أولادك ويوتولاهم في كل حياتهم حتى لو أنت مت, مواقف مثل هذه أكسبها مع رب العالمين أقسم بالذي لا إله غيره أن ترى أثرها
انظر حبيبي الغالي ممكن تتعامل مع أي حد على وجه الأرض تتعامل معه صح وتخسر ممكن ,لكن تتعامل مع ربي صح وتخسر أقسم بربي لن يكون هذا إي وربي ,والله لو تأتي بواحدة من ذرة ثانيه فقط واحده وجاهدت فيها ثم كنت ستفتح الموقع وتأخرت ثانيه أقسم بربي الذي لا إله غيره أن تجد هذه الثانية ,وسترى أثرها في حياتك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض, تأتيك تحت الأرض تنورقبرك وتدافع عنك
ثانية ؟؟! أي وربي ثانية ,قال الله جل في علاه
{.. وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ}
لا إله إلا الله , مالذي لن تظلمه يا ربي جل جلالك ؟
{..وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ"}
فعلها ذات ليلة من الليالي " أَتَيْنَا بِهَا.." هذه مجاهدتك الساعة اثنين وخمس وعشرون دقيقه وثلاث عشرة ثانيه إلى أربعة عشرة ثانيه , " مثقال حبة من خردل" خذها في ميزان حسناتك ثقيلة
{وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حاسبين}
جل جلال الله هو الذي سيحسبها,والله أنك ستراها, من الذي قال أنك ستراها ؟ يقولها الله جل جلاله سبحانه
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
أين يراه؟؟ فوق الأرض أو تحت الأرض أويوم العرض ستراها,فلا تشغل نفسك أين ستراها
لا إله إلا الله ,ما الدليل أن الله جل في علاه في هذه الأمور وبهذه التقوى والثواني, وأجاهد نفسي أن الله يصلح لي أولادي
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا}
كم واحد منا يخاف على ذريته بعد موته؟ كثير, صح ؟؟
إلا من أراد الله به خيرا بتدبر القرآن فهو يعلم أن أولاده لا وهو حي ولا هو ميت يقدر أن يفعل لهم شيء
لكن الله جل في علاه أعطاك أمور في كل شؤون الحياة الدنيا والآخرة ,وخذها قاعدة أعطاك أمور تستطيع ن تعملها فأمرك أن تعملها إذا عملت هذه الأمور أقسم بالله أن يعطيك الله الأمور التي لاتقدر أن تصلها ولو معك أهل الأرض كلهم جميعا
الكل يخاف على أولاده ,يقول الله
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ}
لكن ماذا يفعلون يا ربي جل جلالك ؟ وماهو المطلوب منهم, قال
فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ} احفظ لك ذريتك, اتق الله}
{وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}
يقسم ابن عباس رضي الله عنهما يقول: والله ما كان أبوهما
إذن من هما يا ابن عباس؟ ربي جل في علاه يقول أبوهما؟
قال :والله كان جدهما السابع , فحفظ الله ذريته حتى الجيل السابع.. جل جلال الله
فأنت لا تقدر أن تحفظهم لكن تقواك لله دقائق تصلح أولادك سنين وتصلح في نفسك سنين, لأجل هذا أعظم خسران إن الشيطان يقول لك انظر فتنظر,يأذن الفجر يقول لك نم فتنام ,يؤزك الشيطان أن تكذب فتكذب ,تكون جالس وتقدر أن تغتاب فتغتاب
,
يقولك الله عن الشيطان { تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } الشيطان يريدك أن تتكلم في فلان الآن أو أنت تتكلمين عن فلانة ويأزك, إذا أنا كل ما قال لي الشيطان أمر أطعته هذا الحالة أسمها عـذاب من الله هل تعرف أم لا ؟؟
حبيبي الغالي ترى أكثرنا لا يدري إن هذا الكلام عذاب لأنه يظن أن العذاب إني أمرض! لا ليس العذاب أنك تمرض مرض النبي عليه الصلاة والسلام ومرض أيوب عليه السلام ,إذن العذاب ليس إني أمرض أو أخسر في صفقه أو أخسر مساهمات لا
أعظم عذاب يوقعه الله على عبد في الدنيا أنه كل ما قال له الشيطان أفعل يفعل ولا يفكر مع نفسه
هل هناك آيه تتكلم عن هذا الأمر؟؟ يقول الله سبحانه وتعالى عن إبراهيم عليه السلام خليل الله جل في علاه
ونحن يا جماعه مشكلتنا أننا إذا ما امتثلنا كلام الله وطبقنا القرآن على الواقع العملي ,والذي قال عنه القرآن أنه عذاب أخذناه على أنه عذاب والذي قال عنه القران أنه نور أخذناه نور, إذا ما فعلنا هذا نضيع
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا }
يا جماعه هذا القرآن نور
{يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء }
اللهم اجعلنا يا ربي في نورك يا رب العالمين
قال الله جل في علاه أن إبراهيم عليه السلام ,وهو رجل قد فهم ما معنى عذاب ,قال الله سبحانه وتعالى
{..يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ}
سبحان الله ,أكثرنا يقول لا تعصي الله لكي لا يعاقبك لا ليس شرطا, يمكن يعصي الله ولا يعاقبه الله هنا, لكن إذا ما عاقبه الله في الدنيا هل هذا أفضل له؟ لا والله ليس بأفضل له
يا جماعه خذوها قاعدة الذي يعصي الله ويعاقبه هنا أفضل له ,والذي يدع عقابه هناك أسوء له, والذي يعطيه الله نعمة كلها هنا والمادية منها ,ليس بأفضل له
يا جماعه لو لم أثبت هذا الكلام بالقرآن ردوها علي ولا كرامة ,لأن الأكثروالسواد الأعظم منا لم يفهم هذه القضية
لأجل هذا يقال لك " انظر لفلان يعصي الله ومنعم عليه "! لا ليس بمنعم عليه بل معذب لكن أنت ما فهمت ما معنى عذاب والنعم في القرآن
هو مجرد أنه يعصي الله هذا معذب وليس بمنعم ,واضح يا جماعة ؟
فانتبه أن تقول هذا يعصي الله ويعطيه الله,بل هذا يعذبه الله ويصفي له حسناته التي فعلها ,اليوم تصدق بدرهم يعطيه إياه كلها هنا ,فيأتي يوم القيامة ليس له ولا حسنة ,وكل أبواب العذاب تفتح له والعياذ بالله
من يقول هذا الكلام يا جماعة ؟ الله سبحانه وتعالى ,كلامي ركيك فخذوها من كلام الله عزوجل
{..يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ}
أرجوك حبيبي الغالي قف قليلا وفكر ما هو هذا العذاب!؟ سيذكره الله في الآيه
{.. يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فـــ}
فـيكون فيك سرطان؟ لا , فـتخسر أموالك؟ لا , فــيموت أولادك ؟ لا , فـيأتيك حادث؟ لا. إذاً ماهو هذا العذاب؟
{فَــتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}
هذا هو العذاب ,هذا أعظم عذاب ,أن الشيطان يقول لك أفعل فتفعل ,هذا هو العذاب , لا حظتم يا جماعة هل وضحت القضية ؟ ما ذكر الله بعدها عذاب آخر هذا هو العذاب الأكبر ,لأن العذاب الذي سيوصلتي للنار هو أعظم عذاب
فلا تمتعني اليوم بخمس مائه درهم وثم من بعد سنه تدخلني الفرن, لا ,هل فهمنا ما معنى عذاب واضحة يا جماعة؟
إذاً أي شخص يقول لك فلان يعصي ويعطيه الله, قل له فلان يعصي ويعذبه الله أجارنا الله واسأل الله أن يهدينا وإياكم والمسلمين أجمعين
إذن هو عذاب أصلا وبمجرد أن يعطيه, لكن لماذا يعطيه؟ إليس الله يعطي الكفار
يا جماعة نحن فهمناها خطأ ,فهمناها "أطع الله وسيعطيك الله"!!,ولكن ماذا سيعطيني الله ؟سيعطيني مال ؟ لا سيعطيك الدين , أعظم شيء هو الدين ,واضح يا جماعة ؟
لأجل هذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول (إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب..)أعطاها لفرعون
ألم يعطها أيضا لقارون, يقول الله سبحانه ويصف هذا المشهد المهيب المهول لأرباب الدنيا ,موقف غريب رجل يمشي معه ثلاثين ألف خيل ملججين بالذهب ومعه أناس الله القوي وصفهم بالقوة, قال
{مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}
أصحاب أجسام كبار ضخام لا يحملون الخزائن لا,بل يحملون المفاتيح ويقعون لايستطيعون حملها ثقيلة عليهم
لاحظت حبيبي الغالي قال {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ }يحاولون أن يحملوا المفاتيح وتسقط عليهم , وهذا يحمل من هنا وهذا يحمل من هنا
{ما إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ}
أناس فهموا أن الفرح ليس بهذا, إذاً بماذا الفرح؟
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُون}
فهل هذه الأموال والذهب هي النعمة؟ لا, فقد أعطاها قارون
لأجل هذا بعد الموقف هذا قال الله سبحانه وتعالى أن ضعاف النفوس الذين فهموا خطأ وفهموا الدين خطأ , قالوا
{ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ}
والله أكثرنا يا جماعة وهذا المسكين أولكم فهموا الحياة هكذا
{ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُون}
يمشي فيرى قصر فيقول" يالله ", يرى أحدهم في سيارته فيقول "يالله يا حظه
يا حظه إن كان عونا له على طاعته الله ,مثلا شركة كبيره أو فندق كبير تقول كم يحصل صاحب هذا الفندق؟
ما إن كان هذا المال عونا له على طاعة الله وإلا والله هو في عذاب وان كان له عون في طاعة الله فهونعيم هذه المعادلة يجب أن تفهمها
قال الله سبحانه وتعالى لما جلس القوم ينظرون لهذا المُلك
{ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
هذا الّّذي لاقيها ..صح؟
{.. وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}
المعادلة عنده مختلفة,إن هذا الأمر ليس بالنجاح والفوزالذي يغبط عليه الناس.. صح؟؟
ليس هذا ولكن الفوز هو {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ} إذا لم تقربه هذه النعم إلى الله والله لن يجد شيء
الشاهد أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب
فإذا أعطاك الله الدين ,فانتهى ..ماذا تريد بعدها ؟ يعني أعطاك أعظم نعمه
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}
أعظم نعمه تمت ,لكن ما عندي مال؟
يا أخي النبي عليه الصلاة والسلام مات ودرعه مرهونة عند يهودي
وفرعون مات وعنده أموال طائلة كلها يكوي بها ويحرق بها
{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}
والعياذ بالله ,لكن الواحد منا يقول الكفار عندهم وعندهم وهم يعصون ويفعلون ؟هل هناك جواب في القران يا جماعه أم لا ؟؟
{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لـ..}ماذا؟{لِــيَزْدَادُوا إِثْمًا}
يعني هل هذه مصيبة ؟ نعم كل ما زاد الإثم مصيبة {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}آل عمران178
سبحانه ..لا إله إلا الله , هل فهمنا القضية هذه, يعني أي ذنب يدخل في ميزانك أي ذنب لن أسمي ..سواء نظر.. سمع ..كلام.. أي شيء أي ذنب يدخل في صحيفتك والله الذي لا اله غيره ستراها إما في نفسك إما في صحتك إما في مالك إما في أهلك إما في ولدك إما في مستقبلك إما في صفات زوجتك أو زوجك إما.. إما ..المهم والله الذرة التي دخلت ستراها
لكن أين يضعها الله جل جلاله ؟ هذه الذرة التي دخلت صحيفتك أين سيضعها يا جماعة؟
إن كان يحبك هداك لنفس لوامة لن تجعلك تسترح حتى تستغفرمن هذا الذنب ,لن تستريح إن كان يحبك ,سيحيي هذه النفس ,أسال الله أن يزكي نفوسنا
وإن كان يحبك أقل أو يريد لك الخير لكنك لست عنده من الأصفياء ,وما تبت ونفسك اللوامة ما تحركت نائمة أعوذ بالله من هذا الحال, يأخذها منك في الدنيا ,يضعها لك في الدنيا وكل ما كان حبه لك أقرب كل ما رآيتها أقرب ,وهناك أناس يذنب الذنب اليوم ويراها في الصبح
وهناك من يذنب الذنب ولايراها وهذا الذي لا يحبه رب العالمين
{ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً }
هل وضحت يا جماعة ؟
لأجل هذا قال ابن مسعود رضي الله عنه في البخاري يقول
:
(.. المؤمن يرى ذنبه كأنه جبل )
لكن المؤمن لما يرى الجبل لا يأثر فيه ، هل تخاف من الجبل ؟
لا ,ما تخاف من الجبل ، صح ؟
لكن أكمل الحديث ، قال
(..يرى ذنبه كأنه جبل هو واقع به)
يعني مار بجانب جبل والجبل الأن سيقع ، والله لو حجر بناء من فوق سيقع فلن تنزل رأسك وستبقى تنظر إليها , وتخرج أبنائك مباشرة , صح ؟، فالمؤمن يرى ذنبه هكذا ، فهل أنت مؤمن؟
هل أنا وأنت إذا أذنبت هل تحس بإن هناك شيء سيقع عليك؟هي ستأتي ستأتي أما في نفسي أما في مالي المهم ستأتي في الطريق,أما في العمود هذا أم في العامود الذي بعده ,المهم إنها ستأتي,فتجد نفسك مباشره ماذا تفعل؟ تحاول أن تنظف هذا الذنب
قال:( ...والمنافق يرى ذنبه كأنه ذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار)1
لم يحدث شيء، أي الحال حالك ؟
لكن ما دخل النفس في الايمان ؟، الله جل في علاه يقول
{كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ}
{ جُمعنا يارب { الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
هذا أعظم خسران ،.. خسرانك على قدر إيمانك
كلما ضعف الإيمان كلما تضاعف الخسران
أحبتي ،إن الايمان ليس بكلام , أحد الاخوة كان معه منديل فانتهى من استعماله وفي طريق عام و في الشارع السريع فتح النافذة ليرمي المنديل فتذكر أن الله يراه جل جلاله ,يقول تذكرت حديث النبي عليه الصلاة والسلام
(..الإيمان بضع وسبعون شعبة أدناها )
أقل واحده فيها إني أرفع الأذى من الشارع
( أدناها أماطة الأذى من الطريق .. )
فكيف أنا ليس عندي ولا " أدنى ولاأقل الإيمان"! لاحظت؟
هذه النفس اللوامة ، قالت له هذا من أدنى مراتب الإيمان أن تجد الاذى ثم تميطه أنت ، فكيف إذا أنت الذي تلوث الشارع؟
واضح يا جماعة,هذا من الايمان ؟
تدخل أجلك الله دورة مياة اليوم في أي طريق أو في إي مكان تجدها في أسوأ الأحوال, تقول سبحان ربي جل في علاه ، القط والكلب أجل الله المسامع لا يترك الأذى , صح أو لا يا جماعة ؟
قط خذه عن أمه فترة واجعله في أي غابه من الغابات وهناك تراب وليس عنده أحد سيمر ولا أحد سيستعمل الأرض بعده, والله لا يترك الأذى، يحفر له قبل ويدفنه ..سبحان الله ،لكن الإنسان!؟ قال الله جل في علاه
: { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ }
الإنسان بدون دين يعيش حياة غريبة ،{ ..بَلْ هُمْ أَضَلُّ } حتى الأنعام عندها مزايا ليست موجودة عندنا
أحبتي الفضلاء..سأعطيك هدية بإذن الله من كتاب الله تصلح بها بإذن الله وعونه أولادك كلهم ,يتولاهم الله جل في علاه, كيف ؟
هي كلها في النفس يا جماعة ,و النفس هذه عظيمة أقسم بالله
يعني أنت بعد الله إذا نهيتها.. هل تقدر! ؟ نعم تقدر
{لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}
إذاً نقدر ,{وَنَهَى النَّفْسَ}ا
والله تقدر لكن تحتاج مجاهدة وأن تعرف ما لك وما عليك ,يقول الله سبحانه وتعالى عن إبراهيم عليه السلام وكان إبراهيم عليه السلام ناجح في كل موقف
وإن كل موقف تعايشه في حياتك ويمكن في خمس دقايق وأحيانا في دقيقتين ,أحيانا في نص ساعة المهم أنه لا يطول فقط مجرد موقف ,حاول إنك لا تترك الموقف هذا إلا وأنت ناجح عند رب العالمين
لتكن ناجح في كل مكان تدخله وتخرج منه , أي مكان تدخله سواء في معاملة أو عند حلاق أو في بقالة في بيتك في مكان عملك في أي أمر يجب أن يكون لك موقف ,موقف تنجح وموقف قد تفشل
عند الله بميزان السماء تقترب, من الناس من يدخل العمل ويقترب من الله سبحانه وتعالى ومنهم من يدخل العمل ويبتعد من الله سبحانه وتعالى ويأخذ رشوة ويؤخر المعاملات ويعامل الناس بسوء, فهذا يبتعد وذاك يقترب
من أعظم المواقف التي تقربك عند الله سبحانه وتعالى أنك اذا رأيت منكرا تغيره ،
ماذا سعيمل لي رب العالمين جل في علاه؟
يقول الله عزوجل ..وخذ الموقف واربط العلاقة بين العطاء العظيم من رب العالمين قال الله سبحانه وتعالى
إبراهيم دخل وقال لأبيه {يا أَبَتِ لِمَ تَعبدُ ما لا يَنْفَعُ}ا
إلى أن قال الله سبحانه وتعالى
: { قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ }
يعني ليس شرط إني عندما ادعوا الى الله و أأمر بالمعروف وانهى عن المنكر أن كل شخص يقول لي سم طال عمرك وابشر
لأن هناك من الناس يريد أن يتقبل منه الناس واذا واجهته أي قضيه أو أحد تكلم عليه أو أحد قال له :ليس لك دخل بي,يترك الأمربعدها ولا ينكر المنكرولن يأمر بالمعروف
هذا يعمل لمن ؟ لأجل الرد و ليس لله سبحانه وتعالى ,فلو كان لله سبحانه وتعالى لصبر
{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ }
هل أنت أفضل منهم ؟، لا والله,أبراهيم لما قال له والده:
{قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ}
لو لم تتوقف عن نصائحك هذه, ماذا ؟ { لَأَرْجُمَنَّكَ.. } أشنع أنواع القتل, ما قال سأذبحك ،قال لأرجمنك ,أكسر عظامك حتى تموت { وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا } قم أخرج وطرده
بعض الناس يا جماعة يظن أنه يجب اذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر لا أحد يقول لي شيء !، لا
المعادلة يجب أن تتعدل عندك حبيبي الغالي ، نفسك هذه يجب أن تتغير ، لا , أهم شيء أن يرضى رب العالمين
أصلا من الذي أعطاك الأولى؟ من الذي أوصلك ،هل هو المدير؟
لو أقول له انصح في مكان عملك يقول أخشى أن أنصح فأفصل عن عملي, مثلا.. صح؟
هذه خدعة شيطانية ,و هل كل الذين انفصلوا عن العمل لأجل الدين؟
انفصلوا من أجل إبليس,بسبب رشوة وغيرها,فهنيئا لك إن كان فصلك يكون لأجل دين الله عزوجل
طُرد النبي عليه الصلاة والسلام من مكه ، وطُرد من الطائف عليه الصلاة والسلام ماذا صنع الله له؟ أعاده الله ملكا على مكة
طُرد أبراهيم عليه السلام ورجع أمــه, ملـك
طرد موسى عليه السلام من مصر ,فماذا فعل الله به ؟ أورث الله سبحانه وتعالى المستضعفين
}وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ}
لكن ليست هذه هي قضيتي ،أنا قضيتي أن يرضى ربي العالمين
ماذا قال لأبراهيم..؟ ..{وَاهْجُرْنِيْ مَلِيًّا}؟
فطرده من بيته ، طرد من قومه وطرد من بيته وحُرق
ماذا قال أبراهيم ؟ هنا الملحظ ,إن وفقني الله وإياك له أقسم بالله لتفوزن فوزا عظيما
خرج أبراهيم عليه السلام ,ماذا قال ؟ لو أحد منا طرد لقال :تطردني ؟ أصلا المشكلة ليست فيك ، المشكله فيمن ينصحك ,انتقم لنفسه وانتصر لنفسه ,ماذا فعل أبراهيم عليه السلام؟
{ قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا }
لكن لماذا لم يرد عليه ابراهيم؟ لو كان مسألة حظ النفس لرد عليه, لكن الله سبحانه وتعالى أمره وقال
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي..} مثل ما يقول له أباه}
{..مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا}
{ لكن !{ ..وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
رجل فاهم ويمشي على نور القرآن ,فقال أنا لن اطيعك وأشرك لكن
{ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ..} " خذ الصفات " {.. إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}
هل تعرف ما معنى حفيا ؟
الأن إذا قيل في الأخبار عن ملك زار دولة ,قال وودعوه كما استُقبل به من حفاوة وتكريم ، حفاوة ! فكيف حفاوة رب العالمين؟
خذ أول هدية اذا كان موقفك أنت أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر, أول قضية سيتحفا بك رب العالمين
{ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا }
والله سيستجيب الله دعائك إن أنت أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر
ماذا قال الله بعدها ؟
{..فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ }
نجح أم لم ينجح ابراهيم عليه السلام ؟ هل نجح في الموقف من بدايته لأخره؟ نجح
{..فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّه..}
ماهي الهدية ؟
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ.. } لم يأتي أسحاق بعد,وكتب الله الهدية من ذاك اليوم {وَيَعْقُوبَ..}ا }
لكن كل الناس عندها أولاد ؟ لا, ما قال "وكلاً جعلنا صالحا
يقول{ ..وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا }ا
يعني مجرد نجاحك في موقف ستراه في مستقبلك
{ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّاوَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}
نجاح موقف معك تنظر ماهو جزاؤك في السماء
سبحان الله ..ماذا أفهم من هذه القاعدة في القرآن ؟ أنه تتعب نفسك مع الذين لا يهموك يريحك الله مع الناس الذين يهمونك
أعيدها ,أتعب نفسك في نصح من لا يهمونك ..،صحيح أنهم مسلمين وكلهم يهمنا أمرهم, لكن لست مسؤول عنهم يوم القيامة ,...يريحك الله بعدها مع من يهمونك ، واضح يا جماعة ؟
هذا كلام ربي سبحانه جل في علاه ,خذها قاعدة هذه النفس قد تبغي عليها بأمر ، ماهو الأمر هذا؟
كيف أبغي على نفسي ؟ كم منا أحبتي من كان على ذنب وكلنا ذاك الرجل ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر ذنوبنا كلها جلها ودقها أولها وآخرها سرها وعلانيتها ما علمنا منها وما لم نعلم ، أسأله سبحانه أن يستر ما علم ويغفر ما ستر إن ذلك على الله يسير وأسأله سبحانه أن لا نرى آثار وعواقب ما فعلناه من ذنوب لا فوق الأرض ولا تحت الأرض ولا يوم العرض
كم منا أحبتي من كان على ذنب ثم جاءته مصيبة ,هي نعمة أصلا ,لأن أي شيء يقربك من الله هو نعمه
مهما كان مرض تعب أي شي يقربك من الله هو نعمه وأي شي يبعدك من الله فهو نقمه ، أي شي
{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ }
فمن رحمته سبحانه ,كما جاء في الأثر القدسي ( إن من عبادي من لا يصلح دينه إلا المرض ولو أصححته لأفسده ذلك ) وهو مريض قريب من الله سبحانه وتعالى ويدعوه ويارب وإذا صح نسي ما كان يدعو إليه من قبل وصار يفجر في النعم التي عنده
( و إن من عبادي من لا يصلح دينه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك )
لكنه يحبه ,فيعلم أنه لا يتحمل, اذا كان معه مال سيعصي فأخذ منه المال لكي يعطيه أحسن منها في الآخره
( إنما هم عبادي أصرفهم على علم بهم إني أنا العليم الحكيم)
كم منا من يكون على معصيه ثم تأتيه مصيبة أو فتنه أو بلاء فيدعوا الله دعاء "يارب نجني من هذه فإن أنجيتني منها والله لأترك المعصية هذه "، ثم ينجيه الله منها,أكاد أجزم أن ليس أحد منا إلا وقد حصلت معه
الان هنا صفقة بينك وبين نفسك إما أن تكسبها أو أن تبغي عليها ,يقول الله سبحانه وتعالى
{..وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ.. }
رحمه الله و فرج الكربة
{.. إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا}
مباشرة انقلب وتغير ورجع لماضيه
قال الله سبحانه وتعالى{ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ..}إنت قلبت بسرعه الله سبحانه أسرع منك يقدرأن يقلب عليك الدنيا مره ثانية
{.. إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ..}
ماذا قال الله بعدها جل في علاه
ا{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ ..} أعطانا مثل والله واقع في حياتنا كلها
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ} السفينه ..}
وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَة..}ا ..}
صحة وعافية وأولاد وليس هناك مشكله ولا أحد يطالب بأيجارومضيق عليه وليس هناك أي مشكلة
{وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ}
تغيرت الدنيا ومرض الولد وجاءه حادث المهم انقلبت الدنيا
وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ..} يقول أنا من وين ألقاها }
دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ... } فقط ياربي هذه المره} ،
كم مره قلناها ؟ "بس ياربي هالمره
"
لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ.. } أنجاهم منها }
}إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ ۖ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا{
فأحذر حبيبي الغالي من إنك تأمن بعد ما سلمك رب العالمين يقول سبحانه :
{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ}
{ هم أين الآن ؟ على البر { أَعْرَضْتُمْ ..} مباشرة قلبت { وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا
أين هم الأن ؟ على البر.. صح ؟ بلغ المكان ,يسسمونه بر الأمان، ليس هناك شيء أسمه بر الأمان ، الأمان عند رب العالمين ,الأن هو أين في البر,, صح ؟
وظن أن القضية انتهت وأنه ليس بمأزق أبدا.. صح ؟
ماذا قال الله بعدها؟
أَفَأَمِنْتُمْ } أتظن أنه انتهى وأنك لست في يدي ولست في حكمي ولا تحت قدرتي }
{أَأَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا}
الأرض له والبحر له وقادر عليك هنا وقادر عليك هنا ..صح؟
{ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلا}
من الذي يستطيع أن يقول لا لن يخسف بنا ؟
قال : { أَمْ أَمِنْتُمْ ..} هناك خيار ثاني {أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى}ا
يجعل لك حاجة في البحر وترجع إليه
{فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا}
فاذاً أنت هنا وأنت هنا لله عز وجل ,فلا تأمن مكر الله لكن اقترب منه سبحانه جل في علاه
ما الذي يجعل الشيطان يقف حائل بيننا وبين إصلاح هذه النفس ، ما هو ؟
هو أمر بسيط يا جماعة ,الشيطان عنده سيناريو واحد فقط ، إذا أتيت أن تعصي الله عز وجل يذكرك بشيء وينسيك شيء
يذكرك باللذة التي ستحصل عليها الآن وينسيك حساب هذه اللذة التي ستعصيها الآن ، واضح يا جماعة ؟
يذكرك باللذة لكن ينسيك قضية حساب وثمن هذة اللذة
لكن اذا أتيت تطيع الله يذكرك شيء وينسيك شيء
يذكرك بتعبها الأن ,تعب الطاعة ,الأن ستقوم تصلي وتكلم تنصح فلان وبتذكر فلان وأنه سيتكلم عليك ويمكن.. ويمكن ..ويمكن ..وينسيك النعيم الذي ستجده على هذه القضية ,واضح يا جماعة ؟
لأجل هذا الشيطان ليس عنده إلا هذه القضية فقط , وهذه هي قضيته الكبرى
{ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ}
{الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا}
{ إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَاباً }
من الذي جعلهم لا يرجون حسابا ؟، أنساه الشيطان ذكر ربه
واضح يا جماعة ؟ واذا جاء في القضية قال
{هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى}
فيذكرك بقضية ,احذر حبيبي الغالي كلما ذكرك بشيء ، اذكر الطرف الآخر
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ..}
أنساه ماذا ؟ أنساه القضية ,قال
{.. تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}
يعني كأن هناك حفرة أمامك ثم جاء أحد ومسك بطائف جعل عليك غشاء ثم أول ما
أبعدت وجدت حفرة فتوقفت وأبعدت عنها
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }
خذها قاعدة حبيبي الغالي ، كلما تعبت مع نفسك ستريحك نفسك وكلما تركتها ستتعبك أكثر, تحاول تثبتها تدعوا الله أن يثبتها وكلما سجدت قلت من قلب
( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
تثبتك نفسك وتحثك على الطاعة ما الدليل ؟
{يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً..}
من أين ؟من الذي حثه و يثبته على الطاعة
{..وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ }
أي أمر تقدمه لنفسك من خير ستجد نفسك تقدمه لك والدليل في القرآن يقول الله سبحانه وتعالى :
{ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا }
وهذه النفس تقدم لك العمل الصالح إذا احتجتها, تنهاها اليوم عن المنكر غدا تكون لوامة وتنهاك هي عن المنكر
.
{ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}
تضيق عليك إلى أن تتوب
{ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ }
لا تدعك إلى أن تتوب ، إلى أن تصلح هذه القضية و هذا الذنب الذي فعلته
يقول الله جل في علاه :
{ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }
يا جماعة لاحظوا القسم بماذا ,بيوم القيامة العظيم ثم أقسم بالنفس هذه إنها عظيمة لأنها سبب في فوزك يوم القيامة
هل حبيبي الغالي اذا سمعت حكم لله عز وجل وتبين لك أن هذا حكم الله سبحانه وتعالى هل تجد في نفسك شيء ؟
أم تجد أن نفسك سلمت للأمر ،هل تقول: الله قال كذا ، رسول الله ؟ إذاً انتهت القضية
هذا تقييم لنفسك لأجل أن تعرف أنت في أي نفس ثم تنتقل للآخرى,قال الله سبحانه :
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا ..}
أنا اذا اتضح عندي الدليل انتهى
{.. حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
هل نفسك تسلم ؟ جاءك الحكم, هل سلمت نفسك انتهى أم في نفسك شيء؟
{ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ }
لأجل هذا حبيبي الغالي كلما جاهدت نفسك الأماره كلما اقتربت من النفس اللوامه, وأنت تجاهد نفسك بأن تنهاها اليوم ثم تقواك نفسك الأماره وبعدها تقوى أنت عليها , واذا اذنب عدت وتجاهدها
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ }
وكلما تذكرت {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ..} ليس هناك أحد لايذنب
{ ..ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ }
من ذكره هنا ؟ النفس اللوامة, لماذا !لأنه جاهدها كلما تأمره بالسوء يجاهدها
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ }
دائما يدعوا لها ، فادع لنفسك ، من منا يدعي لنفسه خاصة "أن يارب أصلحها يارب".. وأنت ساجد "يارب أتِ نفسي تقواها" ,والله يا جماعة لن نقدر إلا بعون الله سبحانه وتعالى ،" قل يارب اهدني للنفس اللوامة واهدني للنفس المطمئنة" تجد نفسك بعدها أول ما تفكر بشيء وقبل أن تقول وتفعل ما تريد ,صرت بعدها تحاسب نفسك هذا حرام وهذا حلال, صارهناك أمر داخل في المعادلة أسمها النفس اللوامة ,هذه النفس اللوامة كلما أطعتها وأطعتها وأطعتها ,اليوم أذنبت وغدا أتوب والله ستصل إلى مرحلة أنها تكون هي النفس المطمئنة
متى تصل إلى النفس المطمئنة؟ إذا أنت تريد أن تعرف هل وصلت أم لا؟ لاحظ نفسك إذا جاءك هم أو جاءك غم لمن تطمئن ؟ هل تشتكي لفلان أم تشتكي لفلان ؟ أم أنك إذا تذكرت الله إطمئننت ؟ هل أحدهم قال لك يا أخي "ادع الله "، كلمة كبيرة
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ}
ليس بمجرد قول لا إله إلا الله ,لا , بل أن تذكر الله سبحانه وتعالى ويطمئن قلبك ,فتنقلب حياتك كلها وتعرف أن كل أمورك عند رب العالمين
()
ختاما..إمرأة أمريكية موجودة الأن, دكتورة في الجامعة تُدرس في إحدى جامعات الرياض مرت بأزمات وهي المسلمة الوحيدة في أهلها كلهم كفار , فمرت بأزمات تترى
أسلمت تقريبا قبل 12 سنة ومرت ببلاء وراء بلاء تلو بلاء , طُلقت مرتين ومتغربة وأهلها كفار وتحمل همهم فقال لها أحدهم يصبرها ,وهومسلم منذ ولادته ,فيصبرها ويقول لها أبشري بالخير الله سبحانه وتعالى يؤخر العبد ليقدمه
فمن آخر من خرج من السجن؟ يوسف عليه السلام , فقد خرج قبله اثنين أحدهم قتل وصلب والثاني أصبح ساقي خمر عند الملك والعياذ بالله , ويوسف خرج وأصبح العزيز مع أنه آخر من خرج
السفن في سورة الكهف كلها لم تخرم إلا سفينة واحدة.. صح ؟ ,وكل السفن لم ترجع الا واحده , وكل السفن الغير مخروقة خسروها أهلها الا هذه السفينة المخروقة هي التي كسبها أهلها فقط ,فقد يؤخرك الله ليعطيك أعظم من الذين سبقوك في الظاهر
فقالت الأمريكيه لهذا الرجل من قال لك أني أنا متوقعة أن الله يعطيني الأن؟, تقول أنا الآن مثلي اذا راقبت طالبات عندي في الإمتحان وأنا أراهم وأقول أنا الآن في الأختبار هذا, لن أطلب شيء إلى أن أنجح
أنا الأن مازلت أختبروما نجحت ,تقول النجاح والشهادات إذا مت على ما أنا عليه
تقول أنا لا أطلب وأنا مازلت في الاختبار, أنا الآن اختبر والذي يختبر لا يطلب شهادة نجاح ولا يطلب هدية نجاح أنا أطلب هدية النجاح اذا مت وأنا على الحق ,لاحظ التفكير.. هذا الذي قاله الله
{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
فالقضية يا جماعة أن هناك أناس فهمت القرآن وهي بالتو مسلمة لكن في القلب إيمان
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يدخل هذا الإيمان في قلوبنا ,هذا هو الفوز وهذه هي العظمة ,أسأل الله جل في علاه أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان وأن يفرج هموم المسلمين عامة يارب العالمين
اللهم انصر بنا دينك وكتابك وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام ,اللهم عليك بمن عادى الدين في أي مكان يا ذا الجلال والإكرام
اللهم بلغ أحبتي هؤلاء من الخير أعظم مما يرجون ومن يسمع هذا الكلام ,وبلغ ياربي أحبتي أعلى مراتب رضاك واصرف عنهم من الشر أعظم مما نخاف ويخافون
واجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وقائدنا إلى جنات النعيم وأصلي وأسلم على أشرف الخلق.
تفريغ: أم عبدالرحمن
للإستماع
-
الجمعة AM 07:57
2013-11-29 - 16691