القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
الزوار
عرض المادة
قصص لا أنساها
|
قصص لا أنساها
لا إله إلا هو مالك الملك ..يؤتي الملك من يشاء .. وينزع الملك ممن يشاء .. ويعز من يشاء ..ويذل من يشاء .. كل ملوك الأرض عبيد عند الله ولا يملكون شبراً من أرضه لولاه .. وكل أغنياء الأرض فقراء عند الله حفاة عراة لا يجدوا ما يأكلون ولا ما يشربون لو لم يكسهم ويطعمهم الله .. وكل أقوياء الأرض والسماء ضعفاء عند الله .. وما حرّك مفاصلي ومفاصلكم ومفاصلهم إلّاه ..
الملك من ولّاه ؟؟!!.. والغني من أغناه ؟؟!!..والقوي من قوَّاه؟؟ !!.. والعاصي على عصيانه من يحلم عليه وهو قادر عليه.. من يراه؟؟ .. سبحانه لا ربَّ يُعبد ولا ربَّ يُخشى سواه ..ما أعظمه ، وما أحلمه .. عصاه العاصي فرآه .. ثم أمهله .. ثم عصاه ..ستر عليه .. فعصاه .. استصلحه ؛ فعصاه ..ضيَّق عليه ؛ وعصاه ..أغدق عليه من النعم ؛ فعصاه .. ثم بلا موعد ..ثم بلا موعد ..أخذه فلم ينفعه تحت الأرض دعاه ولا بكاه ..
{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } ..
رآيت ما لم يره الكثير منكم ..وقفت أنا ومَلَك من ملائكة السماء .. خُلق من نور يا من خُلقنا من تراب ونسينا ..ما عصى الله قط .. يا من حُمّلنا جبال الذنوب على عواتقنا ونسينا .. إلا من رحم الله .. وقفت أنا وملك الموت في نفس التوقيت ، ونفس المكان ؛ في المستشفى ؛ وخارجها إلى هذا اليوم 24 مرة .. 24 مرة .. ليس هذا بغريب أن أقف أنا وملك الموت وآرى إنسان يحتضر أو إنسانة 24 مرة .. { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } .. فالجميع سيرحل ..والجميع بعدها سوف يُسأل .. { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ..
أما قال ربنا عز وجلّ : { إِنَّكَ مَيِّتٌ } لمحمد عليه الصلاة والسلام وهو حي يمشي فمات ..{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} .. فهذا ليس بغريب ..إذاً ما الغريب؟ !!.. الغريب ..ما خُتمت من هذه الصحائف بلا إله إلا الله إلا صحيفة ..صحيفة واحدة هي التي ختمت بلا إله إلا الله!! .. لا تجرب الآن ..أخي لا تجرب الآن ..تستطيع أن تقول مليون مرة لا إله إلا الله .. الموعد { كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ ، وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ، وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ } ..
أخي ..أختي ..سوف تذكرون هذا الكلام ولكن على أي حال !!..
()
هذه إحداهن كانت في المستشفى تتحدث , تتحرك ..آخر من كشف عليها أنا حين نزعت السماعة من أذني .. إذا بها تقول بالحرف الواحد : الله يعافيكم ..كيف هي التحاليل ؟!..ترى والله مللنا من المستشفى ,متى نخرج ؟.. فأرسلنا تحاليلها إلى المختبر في الأرض..وأرسل من في السماء"مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " رسولاً لا يعصي له أمراً .. ما هي إلا لحظات ..العينة تُفحص تحت في المختبر ..وملك الموت عندها في الغرفة .. لحظات ..وأنا أُقلب في ملفها خارج الغرفة ..إذا بالممرضة تأتي بسرعة فزعة .. قالت : تعال انظر ..فلما دخلت الغرفة ..رأيت فتاة غير التي رأيت .. التي رآيت قبل قليل تحرك اليدين وتقول مللنا ، ومتى سنخرج .. هذه الأيادي التي أُرسلت ، ثم أُقبضت والله ما رآيتها إلا تعطلت .. اللون شاحب ..والبصر خاشع شاخص ..الأطراف ممدة ..والشفاه ترتعش ..
نظرة سريعة لجهاز المراقبة , إذا بنبضات القلب كانت 80 – 62 – 45 ..ضغط الدم ينزل ..بدأت أرى معالم الفراق على وجهها .. خشيت أن تُغلق الصحيفة بغير لا إله إلا الله ..كما أغلقت الصحف من قبلها .. لا تستغرب الآن ولا تجرب ..تستطيع الآن أن تقول مليون مرة ..الموعد ليس الآن .. وإذا بالشفاه ترتعش كأنَّ عليها جبل لا تتزحزح ..ترتعش بلا أحرف .. خشيت أن تُغلق الصحيفة بغير لا إله إلا الله ..أسرعت عند أذنها يا أخوان ولقنتها في المرة هذه تلقين قلت:قولي لا إله إلا الله ..ولا أحرف تخرج .. لما كررت عليها ، واشتد النزع ، وإذا بالمرأة تعالج السكرات ..الحنجرة تدخل وتخرج ..وإذا بالنزع يشتد .. فما هو الملك ينزع الروح إلا وبدأت أسمع حشرجة ، وبعض الحروف تخرج .. سمعت أحرف ، وصوت متحشرج ..هل كانت لا إله إلا الله ؟ !!..لا والذي نفسي بيده .. هل تعرف آخر صفحة في السجل ..في سجل حياتها آخر صفحة .."غنّـت" قبل أن تموت .. ها هي الآن لها قرابة السنة تحت الأرض ..والله لو تصطرخ في كل يوم وتعض الأصابع وتبكي الدم ..ربي أخرجني ..والله لا أسمع إلا ما يرضيك .. ولا أرى إلا ما يرضيك ..وأقوم الليل لا أنام ..وأصوم النهار حتى أموت .. هل ترجع ؟؟؟!.. { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ..
قال رسولنا عليه الصلاة والسلام كلمات عربية ؛ ونحن عرب ويا ليتنا نعي بقلوبنا لا بأسماعنا .. قال رسولنا عليه الصلاة والسلام : (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) .. ضع تحت ( آخر كلامه ) عشرين خط .. ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام من كان أول كلامه .. ولا قال من كان أوسط كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة .. لأنهم أمم يقولها في الأول ، ويقولها في النصف ، وآخر فرض لحق عليه فوق الأرض رفع السبابة في التحيات قال : أشهد أن لا إله إلا الله حرَّك السبابة ، وحرَّك الشفاه وقلبه ما تحرك ..فهيهات ..هيهات .. أحدهم أسمه محمد على محمد صلى الله عليه وسلم ..والآخر أسمه خالد على خالد بن الوليد ..ما نفعتهم أسماؤهم .. هل تعرف ماذا كنت أنت يا من ظلمت نفسك قبل أن تتكبر؟؟ .. والله الذي لا إله إلا هو لو وعينا هذا الكلام لتغيرت أحوالنا ..خذ أصلك وأصلي .. { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ } .. هل رأيت "التراب" الذي تمشي عليه ، ولو علق بثوبك لأزلته ..هذا هو أصلك .. وغداً يكون فوقك تراب ، وعن يمينك تراب ، وعن يسارك تراب ، ومن تحتك تراب ..كأنك ما خرجت من التراب .. ثم بعدها..{ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } كنت في يوم من الأيام لو غُسلت من الثياب لأُزلت ..تُغسل .."نطفة" .. لم تكن شيئاً مذكوراً .. ثم بعدها ..كنت "علقة "{ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } قطرة دم _ ما أضعفك _ متعلقة في الرحم .. والله لو اجتمع الإنس والجن بعلمائهم وخبرائهم وأجهزتهم وقالوا نخلق له شعرة ؛ ما خلقوا لك شعرة ..وليس قلب ينبض 115000 نبضة في اليوم .. ولا كلى تُغّسل 36 مرة في اليوم ..شعرة ..لا يخلقون لك شعرة !!.. ثم بعدها ..منَّ عليك المنَّان ..كتب لك الحياة ..ثم كنت قطعة لحم متعرجة { ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} "مضغة" ..كأنها مُضغت ثم أُلقيت ؛ لا لها يد ، ولا قدم ، ولا عين ، ولا أذن ، ولا تملك شيء { وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ ..}..لماذا ؟!!.. هل حتى تخرج تقول : لا تدقق وتتشدد ؟؟!! _ ما أضعفك _ { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .. ثم تسعة أشهر في هذا الرحم ظلمات ثلاثة .. ظلمة المشيمة ، وظلمة بطن الأم ، وظلمة الرحم ..من يراك ؟!.. { إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ } .. أمك لا تراك !!..{ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .. ثم بعدها ..تخرج _ ما أضعفك _ ما بين خمس مليار هو خلقهم وشقَّ سمعهم وأبصارهم لكن ..أنت يختصك من بين الخمسة مليار ويجعلك مسلم .. لا بيد منك ، ولا بحسب ، ولا بنسب ..{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ } .. ثم من بين هؤلاء المسلمين يجعلك سنّي , على سنة محمد صلى الله عليه وسلم .. { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ } ..{ ولَكنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَاْ يَعْلَمُونَ } ..
()
ها هو أحدهم ..أخوتي رأيته في أحد الممرات في المستشفى ..بعد 27 سنة .. كما متعك الجبار اليوم يتحرك منك الآن ( 360 ) مفصل متى ما أردت أن ترسل اليد أو تقبضها لا تعصيك .. أعطاه الله ( 27 ) سنة ما تعصيه أطرافه ..هو بنفسه يقول: أنا أدبني الجبار..ويا ليته يعيد لي ما سلب مني والله لا أعصيه .. وأنا أقول في نفسي { آلآنَ}؟؟ .. كيف رأيته يا ترى بعد القوة ؟!!..والله لقد رأيته قد انطوى في أحد ممرات المستشفى على العربية.. الكرسي المتحرك..
أول ما رآني استبشر ..فرح ..لأنه لا يستطيع أن يذهب مثلي ومثلك ويرى الناس .. فيفرح إذا رأى إنسان مرَّ من عنده .. أفضل نزهة له في ممر المستشفى ..فأول ما رآني قال لي بالحرف الواحد : الله يعافيك لو سمحت دقيقة .. فلما أتيت عنده قال : سأطلب منك خدمة الله يعافيك ..والله يجزاك عني خير,أرجوك فقط أدفعني إلى باب الحمام _ أعزكم الله _ .. المشوار ما أخذ مني سبع خطوات ..فلما وصلنا عند الباب , وإذا به يرفع الأعين ينظر بحياء ..يحس إني صاحب أفضال عليه .. وإذ بالعيون تلمع قال : جعلك الله في جنات النعيم ؛ والله ما قصرت ، وأنا أدري أتعبتك , فقط أرجوك أدخلني في داخل الحمام _ أعزكم الله _ .. فلما أدخلته وإذا بالرأس يطأطأ ، والدموع تذرف , عله كان يتذكر يوم كان يمشي لا يحتاج أحد يدفعه ،ولا لأحد فضل عليه , وما كان يشكر الله عز وجل.. فجلس يدعو بحرارة ، ثم قال : آخر طلب والله لن أطلبك بعدها غيره ،أرجوك وأنا أعرف إني أتعبتك فقط طلب أخير ؛أرجوك فقط أحملني على الكرسي وارفع ملابسي وأرجوك لا تنظر إلي .. انظر إلى هذا المشوار ..كم أقضيه أنا وأنت في اليوم؟؟ .. خمس مرات .. أربع مرات .. أقل .. أكثر .. !؟ من يفتح لك الباب ؟؟!!..من يدفعك إلى هناك !!..من أغلق الباب !!.. من نزع ملابسك !!..من نظفك ؟!!.. هل في يوم من الأيام _ أسألك بالله وأسألكِ أختي بالله _ في يوم من الأيام هل تذكر أنت أنك بعدما خرجت ، بعد هذه النعم ؛ ما رآك أحد عند الباب وأنت خارج استشعرت هذه النعم التي حُرم منها ملاييـن .. ثم ارتفعت بقلبك إلى المنَّان ، وقلت : اللهم لك الحمد على أن فضلتني على كثير من العالمين ..تذكر في يوم ؟!!.. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } .. ليست سبع خطوات !!..أربعين سنة يحركك !.. يطعمك !.. يسقيك !.. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ } .. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} .. تعرف كم ينبض قلبك في السنة ؟؟ 42 مليون نبضة في السنة .. ما تملك منها واحدة !..لو ملكت الكون ما ملكت نبضة واحدة .. أنا لن أقول ستُسأل وساُسأل أنا عن كل نبضة ..لا .. والله الذي لا إله إلا هو كل قطرة دم ضخها قلبك إلى عينك فأبصرت حرام ستُسأل عنها .. وكل قطرة دم ضخها قلبك إلى أذنك فمسعت حرام ستُسأل عنها ..سواءً اقتنعنا أو ما اقتنعنا .. { فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} ..
هل تعرف كم تُغّسل كلاك في اليوم؟؟ .. بدون مواعيد ..وبدون فتح ملف ..وبدون واسطات .. ولا بكاء عند الناس ..الله يعافيكم جددوا لي الملف ..قربوا لي الموعد .. بدون هذه كلها, تُغّسل في اليوم الواحد ( 36 ) مرة .. تعرف كم يغسل غيرك ؟! مواعيد وتعب ..يأتون أهله يجدونه قد سقط في السلم ؛ تسمم دمه ..يسقط عليهم في السيارة مغمى عليه .. يأتي ، يجول المكاتب ؛ يطلب الناس : أرجوكم يا أخوان أنا ملفي سينتهي اليوم وعندي غسيل غدا أرجوكم لو شهر جددوا لي .. بعد كل هذا في خلال شهرين تعرف كم يُغّسل ؟!.. يجلس 8 ساعات .. أنت تقضيها وأنا مع أهلنا , والكثير منا _ إلا من رحم الله _ يقضيها بالمعاصي .. تعرف الــ8 ساعات أين يقضيها ؟!.. 8 ساعات أمام الجهاز يخرج الدم من جسمه إلى الجهاز خلال 8 ساعات حتى يعود .. { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } .. الله ..الله بالأدب مع الله ..ما دمتم فوق الأرض فالفرص عندكم .. والذي نفسي بيده يوم تبلغ الحلقوم تسحب منك الصلاحيات كلها .. أريد أن أتوب ..{ رَبِّ ارْجِعُونِ } ..تبكي الدم .. يُقال { اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ } .. فوالذي نفسي بيده ستذكرون هذه الكلمة .. كل منا سيذكرها لأنها عامة ليست خاصة .. كل من لم يتأدب مع الله فوق الأرض ..سيُأدب في كفنه تحت الأرض ..ثم يؤدب خمسين ألف سنة يوم العرض .. ليس بعض .. بل كل ..
()
ها هو قريب لي جداً آخر ما كلمته أمس ..جلس يتكلم معه أخيه فقال له : أحمد ربك .. فهذا الشاب قال : على ماذا أحمد الله عليه!! .. سمعه من ؟!..سمعه { مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ }.. سمعه من حرّكه وغيره لا يتحرك ..سمعه من شق َّ بصره ؛ وغيره لا يبصر .. سمعه { رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } وهو يجحد نعمة الله .. يقول : على ماذا أحمد الله عليه!!! .. اتصل علي أخيه مباشرة قال:الله يعافيك تعال كلمه، أنا لا أستطيع أن أكلمه .. فلما أتيت فإذا بأمه تبكي ..علمت أنه أساء الأدب مع جبَّار السماوات والأرض ، والله التجأت إلى الله أن يلطف بحاله .. الأم تبكي هناك ..والأخ يدعو ..فإذا بي لم أره ؛ قد خرج ..في نفس اليوم .. فإذا بالجبار يقدر القدر حتى يُعرّفه كلامه .. فإذا بالسيارة بعد أن قال الجبار : { كُنْ } ..تنقلب..والله خرَّق الزجاج أجزاء جسمه .. أنا من أخرجها في غرفة الإسعاف ؛ أخرجت من رأسه زجاجة بهذا الحجم .. وأنا أقول له : تذكر كلامك يا فهد اليوم ..وهو يبكي ويصطرخ ..وجسمه كله مخرَّق .. ثم قذفت به السيارة واشتعلت بجانبه ..صارت تدور من لطف الله عز وجل ما بينه وبينها إلا خطوة ..رأى الموت ..
{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } ..
يا غافلاً تتمادى غداً عليك يُنادى ...هذا الذي لم يُقدّم قبل المنية زادا قال العزيز ربنا الله سبحانه جلَّ في سماه , قال في الحديث الصحيح : ( وعزتي وجلالي لا أجمع لعبد.....) وأنت عبد ، وأنا عبد وأنتِ ، أختي أمة , فمن ينسى ذلك يهلك (...لا أجمع لعبدي خوفين ولا أمنين فإنَّ أمنني في الدنيا....) صحيح يصلي لكنه ضمن الجنة !! (....فإن أمنني في الدنيا خوَّفته في الآخرة ) .. أسألك بالله سؤال ..من منا اليوم منذ أصبح أحسّ في قلبه بوجل من النار فدعا الله في أي سجود من كل قلبه : اللهم أجرني من النار ..من منا ؟!!. { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } .. أي واحد يأمن ويضمن الجنة !!..لعب علي وعليك إبليس قال : مسلم !..عربي !.. في الجنة أنت !.. مكتوب اسمك في الفردوس !.. من منا حاسب نفسه ..في اليوم مرة ..في الأسبوع مرة ..في الشهر ..في السنة مرة .. (.. فإن أمنني في الدنيا خوَّفته في الآخرة ) .. ولما يُذكر الإيمان ..يأتي إبليس ويكتب اسمك في المقدمة .. هل تريد أن تعرف أنت مؤمن أولا ؟!..دعك من تزكيات إبليس .. اعرض نفسك على كلام الجبار العظيم .. { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ..} قــف !!..هل نخشع في صلاتنا وتخشع في صلاتك ؟!.. { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ.. } كيف هي مجالسنا ؟!.. منا من يتورع عن الزنا ، ويتورع عن أكل الحرام ولسانه يفري في خلق الله .. لما نزل هذا الحديث عُلم أن وعد الله حق ..كيف لا وهو يقسم بعزته وبجلاله ، فصار النبي صلى الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه : ( اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ) سبعين مرة .. لأنه علم أنه إذا ما خاف في الدنيا سيُخوَّف في الآخرة ..
"أبو بكر رضي الله عنه" خير من وطأت قدمه الثرى بعد الرسل والأنبياء .. موعود بأن يدخل الجنة مع أي أبوابها الثمانية شاء .. قال فيه المولى : { وَلَسَوْفَ يَرْضّى } .. ما قال والله أنا على خير ، وأحسن من غيري وأموري طيبة .. كان أبو بكر جالس_ ولك أن تتخيل هذا المنظر _ أبو بكر جالس ممسك بلسان نفسه ويهزه .. قال : هذا _ يعني لسان نفسه ؛ اللسان الذي ما فتر عن ذكر الله ، ولا تلاوة القرآن ، ولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر _ .. يقول : هذا أوردني الموارد ../ عله أن يكون زلَّ بكلمة .. من منا حاسب نفسه عن لسانه في يوم ؟!..
"عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه" .. فُتحت على يديه الأمصار لكنه علم رغم أنه المُبشر الثاني .. ثاني رجل في الأمة لكنه علم أنه مع منزلته هذه .. إذا ما خاف في الدنيا سيُخوَّف في الآخرة .. فلما سمع أنَّ حذيفة بن اليمان الصحابي الصغير الذي ليس مبشر بالجنة .. سمع أن عنده أسماء بعض المنافقين ..وليس كلهم ..بعض المنافقين .. هل ارتاح عمر !!..والله ما ارتاح .. سعى سعي إلى بيت حذيفة يطرق على حذيفة الباب .. يفتح حذيفة الباب : عمر ..تفضل , .قال :لا !..حذيفة إني أسألك بالله .. أسألك بالله هل ذكرني النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين .. عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه يخشى على نفسه النفاق .. ومنا من اجتمعت فيه صفات المنافقين كلها لكن إبليس يقول له : لا يا أخي !..أنت أحسن شخص عند الله عزَّ وجلّ !..ما بينك وبين الجنة إلا أن تُنزع روحك !.. كم منا إذا حدَّث كذب ؟!.. كم منا من إذا أؤتمن خان ؟!.. وإلا أنت خارج هؤلاء ؟!!..أنت مُزكّى ؟!!.. أنت خاص عند الله ؟!.. تكذب على كيفك ، وتغدر على كيفك ؟!.. كم منا من إذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ؟!.. كم منا بالله من { إِِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } ؟!.. في الدندنة خذ رجال ؛ في خلواته يدندن .. ويريد إذا جاءت سكرة الموت يقول : لا إله إلا الله !!.. أخوتي ..ما الذي أحضر عمر يسعى !!..لأنه علم ولا بدَّ أن نعلم .. "من لم يخف في الدنيا يُخوَّف في الآخرة" ..
()
هذه واحدة أخوتي بالرياض كنت مناوب فجاءني اتصال ودعيت إلى وحدة الطوارئ .. كــان لها معالم في وجهها كما لي ولك ..كان لها أنف ، ولها عينين ، ولها يدين .. واليد الأخرى أكلت النيران الجلد ثم عاثت وفرت في اللحم والعضلات وقطّعت الشرايين وأكلت الأعصاب ؛ ما بقي إلا عصب واحد ، فقُطعت اليد الأخرى .. هذا الأنف ..هذا الغضروف _ يا ضعفاء ..يا بشر .. يا من لا نطيق نار الدنيا فضلاً عن نار الآخرة _ .. والله هذا الغضروف قد ذاب حتى التصق بخدها الأيسر..أرى لسانها مع فتحة الأنف _ منظر مريع _ .. العين اليمنى فُضخت حتى التحم جفنها الأعلى بجفنها الأسفل _ألحمها من شقها أول مرة ولو أراد عيني وعينك اليوم لن نعجزه في الأرض ولن نعجزه طلباً _ .. الأذن حجمه كرأس أصبعي ..والجهة الأمامية من الرأس.. ترى الجلد تكشف ,ليس الشعر فقط بل الجلد تكشف. وضعت السماعة على صدرها والدمعات تسبق السماعة , فلما رفعت السماعة فإذا بها !!..ماذا بها يا ترى ؟!!.. والله بها قشور من جلد صدرها قد التصقت في السماعة ..هذه نار الدنيا !!..
طبعاً الذنوب التي عندنا قال إبليس سيأخذها عنا !!..سيُحاسب هو !!.. أنت عزيز عند إبليس !!..سيتحمل عنك !!..فصدقت.. نار الدنيا التي صورها إبليس في عقلي وعقلك ..قال :.ستدخل وتخرج أنت مسلم , وتقول لا إله إلا الله .. اسمع ماذا يقول الملك وهو الحق { وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }.. أسألك بالله ..في يوم من الأيام هل جلست مع نفسك وتخيلت حالك فوق الصراط !!.. الصراط أسود ، والكون ظلام ، والنار تغلي وتزفر سوداء ..ظلام في ظلام .. { وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } .. هل تخيلت حالك ، وأنت تسمع الصراخ ، وتسمع هذا يهوي !!.. قد وضعت أول قدم على الصراط ثم رفعت اليمنى ..هل تفكرت في حالك ؟!!.. هل تنزل على الصراط ، أو تهوي كما هوى الكثير منا خلف شهواته ؟!.. أو عندنا واسطة ..إلى الآن لأننا ضمنا الجنة _ إلا من رحم الله _ وما نفكر في الأشياء هذه .. نسمع { قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ } .. نتخيل أناس أخرين !! نحن لا تمسنا النار !!.. لكن لما تُذكر الجنة ، وتذكر القصور والحور يا أخوان ؛ والرجال على وجوه القمر يا أخوات {تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ} والثمار..{وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } .. يتخيل الواحد منا جلسته على الأرائك .. لمَا؟ !!..أم اتخذوا عند الرحمن عهدا !!.. { قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ} ..
() وهذه قصة ..هي الوحيدة التي لم أقف عليها ، وما تفوهت بها _ والذي نفسي بيده _ حتى تأكدت منها وسوف أخبركم بمكان القصة وزمانها لمن أراد أن يتثبت .. حصلت هذه القصة مع قريبة لي جداً ..سمعتها منها مباشرة ..والقصة مشهورة .. حصلت هذه القصة أوائل شهر شعبان الماضي .. تقول قريبتي هذه : كنا جالسات ، وكان أحد الدعاة يلقي محاضرة ، فكنا في قاعة نستمع .. تقول : بينما نحن جلوس إذ دخلت فتاة ما أعرفها ، فجلست بجانبي .. فكان الشيخ يتكلم عن قصة ماشطة بنت فرعون .. سؤال قبل القصة ..لو خرجنا مع هذا الباب ورأيت رجال قد كبّلوا رجل ، ثم أشعلوا فيه النيران ,يصطرخ وهو مكبل .. هل تنام اليوم ؟!..والله ما تنام ..مع أنَّ هذا الرجل لا يمت لك بصلة .. فكان يتكلم عن قصة ماشطة بنت فرعون حينما سألها فرعون : أنا ربك ؟!.. قالت : لا ربي الله الذي خلقني وخلقك .. فأمر بالجنود فأشعلوا على القدور العظيمة نيران تتأجج ، والزيت يغلي في القدور .. حولها أطفالها الخمسة فزعين من صوت الزيت والنار .. أغمض عينيه والأم تحاول ، ما عندها غير يدين اثنتين ، تحاول أن تحتضن وتضم هؤلاء الخمسة فإذا به يأمر الجنود ؛ فيتحركون ؛ فلما أتوا عندها قام الأطفال يصطرخون ، فيسحبون هذا فتحاول أن تمسكه ..تدفعهم ..ينزعون الآخر حتى نزعوا واحد يجرونه وهو يبكي ..يلتفت إلى أمه ؛ ساعديني .. وهي تبكي ، وهو يبكي ، ثم يُحمل هذا الطفل أمام أعين أمه فيُلقى في الزيت .. عظامه أمام أعينها وقلبها يحترق ..يفور ..يسألها وترد نفس الإجابة : ربي الله الذي خلقني وخلقك .. فيأمر الجنود يتحركون المرة الأخرى ، والمرة الثانية فينزعون الآخر .. يضربهم بيديه الصغيرة ولكن لا محال ..فيرفع .فيصطرخ الطفل ..تسمع الصرخة .. اختلطت عظام هذا بذاك ..ثابتة ..الثالث والرابع ..ما بقي معها إلا رضيع صارت تضمه بكل ما أوتيت من قوة كأنه قطعة منها قد التقم ثديها فلما تحرك الجنود تحاول تنطوي عليه ، تُضرب أشد ما يكون الضرب ، ثم تُضرب يدها ويُنزع منها .. إنه الثبات يوم قل الثابتون والثابتات ..يقول : أنا ما أقدر أترك الأغاني .. هل تظن أن { مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } محتاج أنك تترك الأغاني .. لو يشاء الله ما أُسمعت حرف..لاولا أبصرت بالعينين شر .. لكن الجبَّار أعطاك الخيار .. وهذه الدنيا امتحان لا مقر ..
تقول : لما ذكر هذه القصة فلاحظت تصرفات غريبة ..يدي الفتاة ترتعش .. فجأة استأذنت بسرعة وخرجت .. تقول : تبعتها ، فإذا بها قد اتكأت على أحد الجدران تبكي .. تقول : هدأتها وأقنعتها ورجعنا نكمل المحاضرة .. فإذا بالشيخ يسترسل ويذكر قصة امرأة فرعون ..... امرأة يا رجال !!..مُكبلة ، تُضرب بالسياط حتى يتكشف اللحم ..صحيح آلام .. على ماذا صبرنا ؟!.. { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } .. فلما أحست الألم ، وأحست ، عانت ، قالت من كل قلبها { رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ }.. كما قال ابن كثير : فيفتح الملك ويرفع عنها الحجب ، فإذا بها ترى قصر وترى الأنهار تجري من تحته { َأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } ، { وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } ، وولدان مخلدون ، وحلي ، وسندس ، واستبرق ، وحرير ، وجنان ، وثمار ، وطيور .. فتبسمت ..نست الضرب ..جنّ الجنود كيف نضربها وتتبسم!!؟ .. قالت : والله إني لأرى منزلتي من الجنة .. تقول : لما قال الشيخ الجنة , إذا برأس الفتاة يسقط على حجري .. تقول : حملناها بسرعة إلى قاعة أخرى ، فإذا بإحداهن تقول لي : اقرأي عليها القرآن .. اقرأي عليها القرآن .. تقول : والله أنا في وضع لا أُحسد عليه .. صرت أقرأ عليها ودمعاتي على وجهها خائفة ، وما يزداد النفس إلا صعوبة وما يزداد اللون إلا تغير.. تقول : قالت لي أحداهنَّ همساً في أذني : لقنيها الشهادة ، والله ما أظنها إلا تحتضر .. تقول والبنت كانت شاخص بصرها إلى السماء ترسل اليد تارة ثم تغضها ، وتغض الطرف تارة وتشخص بالبصر تارة ، واللون يتغير .. تقول : قلت لها وأنا خائفة ..قولي : لا إله إلا الله .. تقول : ما درت علي ..الثانية ما ترد ..الثالثة .. تقول : لما قلت الثالثة فإذا بها ترفع يدها وتصرخ وتقول : والله ..والله إني لأرى منزلتي من النار .. والله إني أرى منزلتي من النار!! ..
{ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ..
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ..
{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } .. { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ ..} ..يا إنسان يخاطبك الرحمن .. { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } .. يحركك ، ويطعمك ، ويؤمنك ، ويسقيك .. الحكيم لا يعطيك ويترك سدى ..لا يعطينا ، ويتركنا .. ما بالنا؟؟ قبورنا تُبنى ونحن ما تبنا .. قبورنا تبنى ونحن ما تبنا ...يا ليتنا تبنا من قبل ما تبنى فكم يرانا الله ..فكم يرانا الله في سرنا نعصاه !!..ونحن عند الناس نفيض بالإخلاص .. قف قلبي بي واسأل ..مرة واحدة حاسب نفسك ..فالحساب عسير .. قف قلبي بي واسأل إلى متى نغفل ؟!.. إلى متى وأنت ضامن الجنة ؟!..حتى تموت !!.. فيقال : {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } ..لأنه ضمن الجنة !!.. قف قلبي بي واسأل إلى متى نغفل ؟!! ما بالنا نعلم لكننا ما نعمل .. ما بالنا نعلم لكنا ما نعمل .. نعرف أذكار الصباح ..اسأل واحد في مسابقة يقول لك أذكار الصباح وأذكار المساء .. السنن الرواتب.. يذكر لك ؛ لكن هو ما يصليها ..ثقافة ..يعلمون .. لو سألت أحدكم كم أركان الصلاة الآن ، وما هي ؟!.. ما دخلت مجلس في حياتي إلى اليوم ، وسألت وأجابني أحد .. لكن لو سألت عن شروط قبول الجامعة يتطاول الكل يريد أن يجيب ..وتسابقوا على أن يقولونها .. لو سألت عن جبال السروات أين تقع ؟..كل منا يظهر ثقافته .. { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } ..
أحدهم عندنا في المستشفى معه أبنه المرافق .. كما قلنا أخوتي ..لا تجرب الأن أنك تقول لا إله إلا الله .. الآن تستطيع أن تقول لا إله إلا الله مليون مرة .ليست مشكلة .. الوعد أخي ليس الآن .. إذا أردت أن تعرف هل هي سهلة أم لا !!..الموعد ليس الآن .. { كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ ، وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } .. تسمعهم حولك ..يا محمد اتصل على الإسعاف ..أحملوه إلى السيارة .. { وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ، وَالْتَفَتِ السَّاقُ بِاْلسَّاقِ ، إِلِى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ }.. من هو ربك الذي اعترفت أنه سميع .. ربي سميع ..لكن أسمعته ما يغضبه واستهنت بسمعه .. ربي بصير ..يرى كل شيء { إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ } لكن جعلته يبصرك على ما يغضبه واستهنت ببصره .. لا ضير ..خزائن السماوات والأرض لن تنقص حتى تتوب .. والله لا يحتاجنا الجبار{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}.. ليس أن تعصو{إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ}..
() فهذا أحدهم في المستشفى معه أبنه مرافق معه ..لما جاءت سكرة الموت .. لما سماها الله سكرة ؟!.. لأنَّ السكران قبل أن يشرب يستطيع أن يقول لك أنا أحفظ القرآن بالقراءات وأحفظ الكتب الستة كلها في صدري .. لكن دعه يشرب شوي حتى يفقد عقله ويعمل الشريط المخزن في العقل فانظر ماذا يقول !!.. لا يدري ..إن كان يغني غنَّى ..وسكرة الموت أشد .. فهذا الأب كان معه أبنه مرافق { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ } .. هل رأيت أحد تبلغ عنده الحلقوم !!.. هل رأيت ضعفه بعد القوة !!.. هل رأيته ينظر إلى قدميه التي جالت به الميادين سنين ، يريد أن يحرك أصبع لا يتحرك !!.. ليس فيه روح ..بلغت هنا .. يريد أن يرفع يده حتى يراه الملك الجبار وهو يختم بلا إله إلا الله ، لكن اليد لا تتحرك .. فرأى الأبن الأب تغيرت أحواله ..اللون شاحب ..بصر الأب شاخص ..يرتعش .. الأبن صحيح يستطيع أن يعطيه ماء .. صحيح يستطيع أن ينظفه .. صحيح يستطيع أن يمسح رأسه ..{قُــلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ..ما يستطيع !!.. { فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } .. فعلم الأبن أنه ما يستطيع أن يقدم لأباه أي شيء ..فأسرع بلا إله إلا الله .. الأب لا يرد ..قبل قليل يتكلم !!.. الثانية ..ما كأن الأب يسمع .. الثالثة ..والأبن عينه تلمع من الدموع .. قال بالحرف الواحد : يبه قل لا إله إلا الله .. التفت الأب قال : يا ولدي والله إني أعرف معناها ودي أقولها لكني مـا أقدر
{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } .. { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ ..} ..لو كانت الشفاه رطبة بذكر الله هل سيظلمه الجبار{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}!.
()
وعلنا نختم بمسك ..وهو الوحيد ..نسال الله العظيم رب العرش الكريم الذي يرى مكاننا وضعفنا ، ويسمع كلامنا أن يختم لنا بما ختم له ، وأن يجعل آخر صحائفنا من الدنيا لا إله إلا الله .. شاب 28 سنة أصيب بجلطة في المخ فصار لا يعي ما يقول ..يرمي بالكلمات كيفما اتفق .. والله أن هذه الكلمات التي لا يعنيها ولا يعيها خير عند الله من ملايين الكلمات التي يطلقها من عُدّوا من العقلاء .. ما يقول لك إلا آية ، لأن ما في المخ إلا آية ..ثم يقول روى أحمد ويقول حديث .. ما كان "مشخص" متهندم , لكن والذي نفسي بيده... وجهه نور ..ليس فيه نور .. بل وجهه نور ..وليس من رأى كمن سمع .. لما أتيت عنده أحببت أن أذكره بالله عز وجل ،فقلت له : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.. أقدامك لك ؟!.. لا والله ..لله ,و ما حركها إلا الله ..ويوم يريديها سيأخذها .. عيناك لك ؟!..لا والله ..
{.. قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } ..
حتى يجزينا على هذا الصبر ..{ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } .. ما هي ردة الفعل ؟!..نظر إلي وتبسم .. ثم صار ينظر عن اليمين ويشير بيده على العناية المركزة والأجهزة ، والطاقم الطبي ويقول : والله ما أنتم إلا أسباب .. أنتم أسباب ..ثم رفع بصره ، ورفع الرأس إلى السماء ، واستشعر عظمة من هناك مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه..من الملائكة له " يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ "..استشعر هذه العظمة .. فالرأس يرتفع ، والدموع تذرف ..دقائق من الحياة ..أنزل الرأس ثم روى حديث عن أحمد .. ثم شهق شهقات وهو مطأطأ الرأس ..ثم رفعه ، فجأة والدموع على خديه .. تبتسم الشفاه ..يرفع يده يديه : أشهد أن لا إله إلا الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ..ثم مات ..
{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} ..
لكن بمَا خُتمت الصحيفة ؟!!.. آخر صفحة قال فيها: لا إله إلا الله حتى يبعث يوم القيامة مع الحفاة العراة الذين ظنوا بأنفسهم خيراً ..
{ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} ..
{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } ..
{ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } ..
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } .
هذا الخيار فقط فوق الأرض ..يوم تتحشرج الروح في الصدر تُسحب منك الصلاحيات فليس هناك خيار .. أسألك بالله أخي ..يا من متعت نفسك بالمحرمات هل أنت مرتاح ؟!..تكذب والله إن قلت نعم ..
لكن أريدك الآن إذا خرجت تذهب إلى الإنترنت ، تضرب إحصائية العام الماضي ( 2001 ) ..
وانظر بنفسك كم عدد حالات الإنتحار في العام الماضي ..(21000 ) حالة انتحار شاب وشابة .. إذاً أنا لا أكون مغفل حتى أموت ..
وما دام عندهم الحرية وعندهم كل شيء والتكنولوجيا والحضارة ..لماذا ينتحرون ؟!!..
الأن ترى شبابنا _ إلا من رحم الله _تجده يذهب ويأتي الرياض ذاهب ....عائد. في الأخير تجد عنده المحصل و يقول الرياض هذه ليس فيها مكان نذهب إليه .. يجلس على الأغاني ويرقص وبعدها يدخل البيت يقول : تراها هنا واصله ، لا أحد يكلمني .. لماذا واصله هنا ؟!..ألم يسعدك الدخان !!..وما أسعدتك الأغاني !!.. لماذا تدخل ضائق الصدر؟؟!!.. لا تغفل حتى تموت !!.. اسأل نفسك عشر دقائق .. لأنها صعبة ..إنك لا ترتاح فوق الأرض لأنك تعصي الله ..ولا ترتاح تحت الأرض ..ولا ترتاح يوم العرض .. والله مشكلة ..فهذا مصير, فلا بد أن نسأل أنفسنا .. تريد الإجابة على هذا الإستفهام ..لماذا ينتحرون ؟!.. ولماذا أكثر شبابنا ونساءنا يعيشون حالة نكد وملل ؟!.. وأحدهم يقول : والله لا أحد يفهمني ..يسافر ، ترجع له حالة الضنك .. يقول اشتقت للرياض ..وعلى هذا الدوام إلى أن يموت ..فقط يضيع الوقت ..
تريد الإجابة لماذا كل هذا؟؟
{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } .
لأنه أهون على الله من الجعلان ..
طرَّب السمع بأنواع الغناء..ثم ضاق الصدر وتعاطى الخمر .. ما استراح ..وراح يعبث في النساء..ملَّ من دنياه ..قرر وانتحر .. يحسب المسكين راحته الممات..جاهل باللحد وبضيق القبر .. لا وربي ..ما السعادة في الحياة بالنساء وبالغناء وبالسكر ..
إذا أدرت أن تعرف إلى أي مدى أنت ظلمت نفسك؟؟ .. إذا خرجت مع هذا الباب .. فاركب سيارتك وخذ أشرطة الأغاني ..لا تكسرها ..لا يحتاجك الله .. أبداً لا يحتاج ..خذها ..أنزلها معك البيت ..وخذ معك أي فلم من الأفلام .. وخذ الريموت كنترول الخاص الدش "الصحن الفضائي" .. لا تكسر شيء ..اسمعني .. الملك وخزائن السماوات ما نقصت تنتظر توبتك ..لا .. لكن اجمعها ..وإذا كانت أختك ، أو زوجتك ، أو بنتك تلبس العباءة التي على الكتف الناعمة الرقيقة الجذابة .. يا رجال :{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } ..لو كان ليس عندنا دين فأين الغيـرة ؟!.. يعني لا رجولة ، ولا إيمان !!..
ضعها أمامك ..فقط دقيقتين ..بعد هذا السبات العميــق ..دقيقتين استشعر معي ..
{ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } ..
أريدك أن تستشعر معي وأنت تنظر إليها .. والجبار ..والملك .. والواحد القهار الذي خلقك من تراب ولم تك شيئاً ..
ولو أراد أن يأخذك في هذه الليلة ، وتُحاسب عن كل خروج تخرجه هذه البنت وتفتن الناس ويحاسبك عنها , لفعل في هذا اليوم ..
والله الذي لا إله إلا هو إذا لم تغيرها الآن ..
أنت ..أنت يا من إلى الآن ما اقتنعت أنك تغيرها وتقول : ملل.. أنت ..أنت سيأتي يوم والذي نفسي بيده ستعض الأصابع وتبكي الدم ..
ربي أخرجني أكسرها فيقال : { اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ } ..
أسأل الله أن لا نكون منهم ..
{ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً } ..
يشرح صدرك ..فوق الأرض ..وتحت الأرض ..ويوم العرض ..
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } ..
اشتاق للجنان والقصور { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } ..
فقط للذين يخافون ..أما الذي لا يخاف ؟؟ { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } ..
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ } ..سنجتمع في صعيد آخر ..خمسين ألف سنة ..
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} ..
كل خطوة ، وكل حرف ..سُجلت واطلع عليك الملك ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..وآخر دعوانا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .. والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ..جزاكم الله عنا خيراً ..
كفا بالموت موعظة *** ومعتبراً لمن عقلا ألا يا ذاكر الأمل *** الذي لا يذكر الأجلا وما تنفك من مثل *** لسمعك ضارب مثلا وحيلتك التي للموت *** في أن تحسن العملا
|
للإستماع للمحاضرة على الرابط التالي
-
الاربعاء AM 01:01
2009-03-11 - 16325